44

1.3K 151 45
                                    

أقسى السجون وأمرّها، تلك التي لا جدران لها!



إن كان عالمي قد تحطّم بعد اختفاء هيونغ ثمّ عودته وكلّ ما حدث مؤخرًا

فإنّ هذا الحطام تحوّل إلى أشلاء بعدما سمعته من لسان هيونغ!

كيف يكون أولئك المسوخ والدانا؟!

استدرتُ إليه بتفاجؤٍ: "هيونغ! ما الذي تقوله!"

قضم شفته ولم يجرؤ أن ينظر إليّ

بادر نامجون بالحديث مخفّفًا الحمل عنه: "رغم تغيير شكليهما لكنّني تحايلتُ لعمل تحليل الحمض النووي، المفاجئة كانت أنّه مطابقٌ لزوجين ماتا في حادثٍ قبل عشر سنوات وانتهى بهما الأمر متشوّهين، والسّجلات تقول أنّهما كانا يتبنيان أربعة أطفال"

صدمةٌ أخرى!

أكاد أفقد صوابي

"نامجون! هذا لا يعني شيئًا! لماذا يجب أن يكونوا والدينا؟ وأيضًا نحن لسنا متبنين! نحن إخوّة أشقّاء!"

بقي صامتًا يحدّق في عينيّ

التفتُّ إلى هيونغ طالبًا منه تأييدي

"قل شيئًا هيونغ!"

لكنّ صمته وحسرته جعلاني أدرك أنّه لن يقف معي!

صمتٌ كالأبد

ثمّ نطق بتعبٍ: "بلى يونغي، هذه حقيقة"

صرختُ ووقفتُ: "لا يمكن!"

رفع بصره إليّ برجاءٍ: "أرجوكَ فلتنصت حتّى النّهاية.."

ارتجفتُ لكثر المشاعر المتراكمة داخلي وببطءٍ جلستُ من جديدٍ منتظرًا ما سيقوله

"نحن لسنا أشقاء دم

لقد تمّ تبنينا منذ صغرنا

ربّما لذلكَ لا تذكر

أو ربّما تسبّبا بمسح ذكرياتكم بطريقةٍ ما

فأولئك المجنونان كانا عالمين نفسيين"

توقّف مستجمعًا شتات نفسه وارتجفت يداه بخفّةٍ

وبالكاد كنتُ أصدّق ما أسمعه

"تمّ تبنينا لأجل علاقتنا ببعضنا

راقبانا طوال تلكَ السّنوات"

وصمتَ

ولم أفهم!

كيف يكون ذلكَ مبرّرًا لما حدث؟!

سأله نامجون: "هل يمكنك أن تشرح علاقة ذلك باختطافك بوضوح؟"

نظر إلينا بأعين دامعة

بدا على حافّة الانهيار في أيّ لحظة

وأردت إيقاف كلّ شيءٍ لأجله

لكنّه تابع طواعيةً

"الأمر هو..

ما قالاه هو أنّ.."

بدا غير قادرٍ على ترتيب أفكاره

أمسكتُ يده وقلتُ: "توقّف هيونغ! لا تجبر نفسكَ!"

نظر إليّ وابتسم مع دموعه ثمّ نفى بخفّةٍ: "أنا فقط لا أعرف كيف أرتّب الكلمات"

شددتُ ساعده: "خذ وقتكَ"

تنفّس بعمقٍ وصمت قليلًا ثم اندفع: "أعرف أنّه سخيفٌ لكنّهما قالا أنّهما يريدان وضع مشاعري لأشقائي موضوع دراسة

قالا أنّ اهتمامي بهم أثار انتباههما

وقبل ذلك كانا مهتمين بموضوع الاستنساخ..

لذلكَ بعد البقاء معنا وقتًا طويلًا، وبعد أن اختمرت الفكرة في بالهما افتعلا الحادثة المزيفة

وبعدها بشهر اختطفاني

لم أعرفهما في البداية

ولم أعرف السبب بالطبع

أدركت كل شيء بالتدريج وبمرور الوقت

باختصار قد صنعا المستنسخ لدراسة المشاعر

وأرادا أن يزرعا داخله مشاعر مناقضة لمشاعري،

واختُرتُ أنا لمشاعري القويّة"

انتهى زافرًا بقوّةٍ ومغمضًا عينيه بتعبٍ

كان كلّ شيءٍ كثيرًا لأعالجه

فلم أجد طريقةً لشرح ذلك

سوى بترك دموعي تنهمر




🍃

العودة | KSJ x MYG ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن