افتقادكَ يضربني في موجاتٍ
واليوم
أنا أغرقشدّ كتفيّ بيدٍ، وبالأخرى أحاط رأسي وربّت خصلات شعري
ودون تفكيرٍ رفعتُ ذراعيّ لأحيط خصره النّحيل
ودفنتُ رأسي في دفئه
دفئه الذي منذ غاب عنّي جمّدتني الحياة
وتذكّرتُ بوضوحٍ عندما توفّي والدانا
ورأيتُ الجثث مطموسة الملامح
لقد احتضنني بنفس الطّريقة
وأشعرتني تلك الذّكرى بالمرض
ذرفتُ دموعي لدقائق
وأراهن أنّه فعل كذلكَ
قبل أن أبتعد فاصلًا العناق
دون أن أترك طرف كنزته البيضاء
مدّ يده إلى وجنتي ورفع رأسي لأنظر إليه
وحدقتاه البندقيتان الحبيبتان ابتسمتا لي
"أنا هنا يونغياه
لن أترككَ من جديدٍ"
بترددٍ قلتُ: "إيّاك أن تجرؤ
هذه المرّة سأنساكَ فعلًا"
ضحك بخفّةٍ ثم عبس: "لكن.. هل أنت مريض؟ هل يؤلمكَ مكانٌ ما؟"
آه، هذا يشبه الأيام الخوالي
عندما كان هناك من يهتمّ بي، بنا، بكلّ عطف وحنان الدّنيا
ليس وكأنّ أربعتنا لم نعتني ببعضنا دون وجوده
لكنّه كان كوتد الخيمة
كان وجوده مختلفًا
ابتسمتُ رغم أنّي موقنٌ أنّ جسدي ليس بخيرٍ وهمستُ: "اشتقتُ لكَ هيونغ"
أحاط وجهي بيديه: "وأنا اشتقتُ لكَ، صغيري يونغي"
لم أشعر بخفّةٍ كهذه في قلبي منذ وقتٍ طويلٍ
ضحكتُ بخفّةٍ واعترضتُ: "لا تنادني هكذا!"
كاد أن يقول شيئًا لكنّه ملامحه تبدّلت فجأةً إلى أخرى متألّمة
أمسك رأسه بيده
ترنّح
وبيده الأخرى استند إلى الطّاولة لينتشر صوت تصادم الآنية الزّجاجيّة على سطحها
وأنا نهضتُ فزعًا: "هل أنت بخيرٍ؟ ما الأمر؟!"
لكنّه تهاوى على ركبيته وضغط بكلتا يديه على رأسه فيما يئن ويصيح بألمٍ
أخيرًا أخذ يشدّ شعره
وعروق عنقه برزت
فيما الحمرة غطّت وجهه
وقلبي الذي تعافى للتوّ أصيب بشكلٍ جديدٍ
جلستُ أمامه وجذبتُ يديه عن رأسه
قاومني بشدّةٍ لكنّني لم أتوقّف
رغمًا عنه سحبتُ يديه إلى حضني وبقيتُ أتمسّك بهما
وهو كان يشهق بشدّةٍ ويتألم
"هيونغ.. ما بكَ؟ هل أنت بخيرٍ؟!"
في تلك اللحظة رفع رأسه إليّ
وسرت رعشةٌ باردةٌ في عمودي الفقريّ
عيناه
عيناه لم تعودا لهيونغ
كان ينظر إليّ
كما ينظر قاتلٌ متسلسلٌ إلى ضحيّته
🍃
أنت تقرأ
العودة | KSJ x MYG ✔
Fanficغاب طويلًا ثمّ عاد كيف يجرؤ؟! بدأت في: 31 10 2019 انتهت في: 08 11 2019