الفصل الخامس :- انقاذ

1.3K 139 12
                                    

"لانكِ مذنبة " نظرت لصاحب الصوت فلم يكن سوى الحارس فنظرت لأمي لأتأكد من كلامه لكنها نظرت للأرض " لا لا ..امي قولي ان هذا ليس صحيح .. انا لم افعل شئ .. ماهي تهمتي؟"
قلت آخر جملة للحارس ليقول بصوت بارد "لانك متحكمة، وجاسوسة وسطنا ، كل هذه السنين بيننا ،ونحن من ظننا انك مريضة لكنك لست سوى متحكمة شريرة ناكرة للجميل " كانت كلماته كالخناجر المسمومة .. كم هذا مؤلم .. انهى كلماته وأمسك أمي من يدها لتخرج فقد انتهى موعد الزيارة .
بقيت في هذا المكان المظلم وحدي وتذكرت ما حدث يومها ، تذكرت كل ما فعلته .. لكن .. انا من انقذتهم من المتحكمين الذين هاجمونا .. انا من ساعدتهم وهذا هو جزائي ،لاحظت اني أبكي، لا أستطيع التوقف انا خائفة.. جدًا
يا ربي .. يا ربي ساعدني ، قطع تفكيري صوت فتح الباب الحديدي لم أنظر لأني اعرف انه ليس سوى حارس السجن ، يدخل كل ساعتان ليتأكد انني لم اتحرك
كنت غارقة في دموعي المالحة وشهقاتي فلم اشعر ببرودة الجو عندما فتح الباب
لكني انتفضت فزعة عندما ضرب البرق في السماء لدرجة اضائتها لثواني لم اكن وحدي من فزع بل الحارس ايضًا ، مسحت دموعي بسرعة بكتفي لأن يداي مربوطتان ،عندما رأيته يرتعش من شدة البرودة وملابسه المبللة من المطر فقلت له بصوت مبحوح "يمكنك ان تجلس هنا في الداخل .. فالجو بارد في الخارج "
بدا لي حائرًا ومتوتر الي ان قال " حسناً فقد لبعض الوقت " اقفل الباب ووضع المفتاح في جيبه وجلس فوق كومة قش كبيرة ولم يمض سوى بعض الدقائق حتى
اغمض عينيه واسمع صوت شخيره ، يا له من مسكين يبدوا وكأنه لم ينم منذ ايام ، غريب ان تمطر بهذه الغزارة لم ارى البرق بهذه القوة من قبل كما انه فصل الصيف .

مر شهر على هذا الحال امي تأتي مرة كل يوم ومعها الطعام الى ان جاءت في اليوم الثلاثين و قالت "ستتم محاكمتك غداً .. حاولت انا ووالدك ان نخرجك لكنهم عميان ولا يرون ما فعلتيه من اجلهم .. انا اسفة .. خيبت ظنك "
"لا انتي لم تخيبي ظني ابدا .. ومن يعلم قد يكون في ذلك خير " إنتهت الزيارة ونتظرت الغد بفارغ الصبر.

جاء اليوم المنتظر ، فتح الباب الحديدي ودخل رجلان غريبان ومعهم الحارس ويمسك قفازان حديديان قال الاول للحارس " فك حبالها اولاً وانتبه جيدا " فك حبالي لافرك معصمي .. تلك الحبال مؤلمة وتركت اثراً
"لا تتحركي او تقومي بأي شئ وإلا قتلتك بنفسي" قال لي فاومأت له بنعم وسحب يداي والبسني القفازان الحديديان ليقول الحارس لي قبل ان يقفل القفاز "سيؤلم هذا قليلا" في اللحظة التي اقفله فيها شعرت بألم شديد في يداي ،عضضت شفتي في محاولة بائسة لتحمل الالم حتى بدأ يزول تدريجياً ، وخرجنا ، الرجلان في الامام انا
والحارس خلفهما .
بدأت اعمال الترميم والبناء في القرية
كل من كان يعمل ينظر الي نظرة اتهام وغضب وكأني السبب
الى ان وصلنا إلى بناء كبير جدرانه من الخشب والسقف من ورق شجر كبير وكراسي من الخشب ايضاً وفي اخر المكان يوجد كرسي مرتفع وامامه طاولة بنفس الارتفاع
جلست على كرسي وحيد قريب من الكرسي الطويل ، لم احتاج الى وقت لأعرف ان هذه هي المحكمة
بدأ الناس بالجلوس على الكراسي وجلس القاضي على كرسيه ليقول " المتهمة كاتاليا ريتشارد كونر.. انتي متهمة بتعاونك مع الهجوم السابق ومحاولتك لقتل اسرة وبقائك معنا لعشرين عاما لنقل اسرارنا للمتحكمين ونظرا لعدم قبول اي محامي لقضيتكي سأكون رحيما واسمع دفاعك عن نفسك "
نظرت له بصدمة هل قال للتو قتل عائلة؟
نهضت لاقول بهدوء وثبات"انا لم اتعاون مع الهجوم اذا لم تلاحظ انا من انقذتكم من الهجوم كما اني لم اعلم بحقيقتي الا منذ فترة قصيرة ولم احاول قتل احد بل اطفاء النيران لأنقذهم وانا لم اقابل في حياتي كلها اي متحكم ارجوا ان .." قاطعني صوت الناس الغاضبين ليقول احدهم " كاذبة.. انتي كاذبة أيتها الحقيرة " فوافقه الجميع رأيه " لقد سمعتيهم بنفسك بعد قليل سأقول الحكم " انهم اغبى مما تصورت، يريدون الانتقام من المتحكمين على حسابي " حكم على المتهة كاتاليا ريتشارد كونر بالاعدام حرقاً نظرا لخطورتها علينا والتهم الموجه اليها "
نظرت إليه برعب وصدمة وانهض فجأة لكن ذلك الرجل البغيض الذي احضرني الى هنا نهض مسرعاً ووضع سيفه على رقبتي مهددا بقتلي ويشجه كل الموجودين ، سحبني الي الخارج والسيف على رقبتي ليقتلني اما جميع سكان القرية .
فوق سطح احد منازل القرية
وقف رجل يرتدي ملابس سوداء ويغطي نصف وجهه كذلك فعل الاربعة الاخرين
ووقف كل واحد منهم فوق سطح منزل
منتظرين الاشارة
عندما خرج الرجل ممسكاً بفتاة سوداء الشعر، اشار الرجل لاصدقائه الاربعة ليفعلوا ما اتفقوا عليه
وقبل ان بذبح الرجل كاتاليا التي استسلمت وسقطت على ركبتبها واغمضت عينيها ، مرت ثواني طويلة لم يحدث شئ ففتحت عينيها ببطء لتجد انها محاطة بخمسة اشخاص متشحين بالسواد يقفون على شكل دائرة وهي في المنتصف ينظرون للناس حولهم
التفت واحد منهم لها واقترب منها لم ترى سوى عينيه البنيتين "هل انتي بخير" قال بصوت هادئ فنهضت من على الارض ونظرت له " انا بخير" قالت بصوت مرتجف وامسك بيديها ليفك قفل القفاز الحديدي وقال بعدما انتهى بصوت عالي ليسمع الجميع " استمعوا الي جيدا .. اتركونا نذهب ولن نؤذي احد .. او ارفضوا وندمر قريتكم البائسة .. امامكم دقيقة واحدة "
كاتاليا
بعدما انتى من كلامه اقترب الاربعة الاخرين وتسائلت "من انتم؟" نظر لي الرجل الذي يبدو انه القائد وفخلع ما يغطي به فمه وانفه ليقول " نحن هنا لانقاذك " نظرت له بصدمة وقلت " انه انت! " ثم جاء رجل وقال "لقد قررنا ان نترككم تذهبون لكن اتركوا الفتاة " "نحن لن نذهب بدونها وانصحك بعدم الرفض لان هذه اخر فرصة فكر جيدا "
ذهب الرجل ليقول القائد "استعدوا للمواجه" وما ان انتهى من جملته حتى حاوطنا من جميع الجهات رجال مسلحين
بالسيوف والخناجر "هجووووم"

الحكمة هي نصف القوة

لاتنسو ترك تعليق ونجمة

الافاتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن