وما إن قالها حتى حدث شئ اوقف الدماء في عروقي
ألكس لم يكن ألكس .. تغير شكل ألكس في دقيقة .. تغير شكله كلياً .. اصبح شخص اخر .. وليس اي شخص بل من ظننت اني قتلته في تلك الليلة .. نظرت له بصدمة ، لا اصدق ما حدث الان .. لا اعلم بما يجب ان اشعر .. هل اسعد لانه لم يمت .. ام احزن لانه خدعني .. لكن لحظة .. اذا لم يكن هو ألكس .. اذا اين ألكس الحقيقي ؟ وهل هو موجود اصلا ام انه لم يكن سوى هذا الشخص من البداية ؟ قطع افكاري صوت الرجل البغيض الذي يبدوا انه يستمتع بصدمتي
" ما رأيك في هذه المفاجأة ؟ احب ان اعرفكِ على جابريل " واشار على ألكس المزيف .. ثم ضحك بأستمتاع .. نظرت له
بأعين دامعة .. اذا هذا هو اسمه .. نظرت
للأرض لاستجمع قواي وامنع نفسي من البكاء .. يجب ان اعترف كانت هذه خطة
ذكية جدا .. لكن لن اسمح لهم بالفوز ..
مهما كان الشر قوي فالخير اقوي .. ومهما كانت الظلمة حالكة فالضوء سيظهر عاجلاً ام آجلاً .. فما فائدة الظلام بدون نور ، او ليل بدون صباح ، او قمر بدون شمس ، كذلك لا يوجد شر بدون خير
لا لن انهار الان .. لقد تحملت الكثير ولن انهار الان .. انا اقوى من هذا بكثير .. لن اسمح لأي شئ بأن يكسرني ، نظرت لجابريل ثم للرجل البغيض وقلت بحدة لم
اعتدها " اعترف بأن خطتكم ذكية .. لكني لن اسمح لكم بالخروج من هنا .. على قيد الحياة " كان بأمكاني ان ارى الدهشة على وجهه لكنه اخفاها سريعاً وقال " يبدوا انه لدينا فتاة قوية هنا "
قالها بأبتسامة ثم اكمل وابتسامته تقل شيئا فشيئا"اتخذت احتياطاتي
..ادخلوها"
قال اخر كلمة بصوت عالي .. فدخلت كاثرين .. اختي ، مكبلة الايادي وخلفها رجل اوقفها بجانب البغيض وخرج ،
نظرت لها بخوف .. وكأني كنت احتاج لمزيد من الضغط .. نظرت لي بعيون دامعة فقال البغيض وهو يمسك خنجراً بين يديه " لا اريد ان اقتل احد .. فقط تعالي معنا بدون قتال وسنترك اختك "
اغمضت عيني .. يجب ان افكر بحكمة ،
لا يمكنني ان اذهب معهم ولا يمكنني ان اتركه يؤذي اختي .. ماذا افعل " انها معهم" فجأة سمعت احد يقول هذا لكنه كان من رأسي .. فقال الصوت مجددا " انها معهم .. لا تصدقيها مهما قالت .. انها خائنة كاذبة " عرفت صوت من هذا .. انه صوت الساحرة البيضاء ، ارتحت للحظة لاني لست وحدي .. لكني فكرت فيما قالته .. هي لا تكذب بالتأكيد
اوه كاثرين ماذا فعلتي .. فتحت عيني ونظرت لها وقلت " لماذا فعلتي هذا ؟ اين قلبك ؟ بحق الله انا اختك " قلتها بغضب ، فقالت " لا اعلم عن ماذا تتحدثين " نظرت لها وقلت " حقاً لا تعلمين " قلتها بهدوء رغم غضبي ، كنت اظن انها ستتغير ،لكن يبدوا اني أخطأت
لا احد يتغير ، وقلت للبغيض " لا اهتم بأمرها افعل ما شأت لكني لن اذهب معكم " ووقفت متأهبة للقتال ، نظر لي بيأس وقال " اتخذت احتياطي من هذا ايضاً .. وكما قلت لا اريد قتال "
ثم دخل اصدقائي واحداً تلو الاخرى مكبلين الايادي .. يبدوا عليهم التعب والإرهاق ومصابين ايضاً .. اوقفهم الرجل البغيض بجانبه ، نظرت لهم .. كانوا محطمين .. اشعر بحزنهم .. لا ينظرون لي معتقدين انهم خيبوا املي ، فقلت لهم بثقة " انظروا الي انتم لم تخيبوا املي ابداً .. على العكس ، انا سعيدة لانكم بخير " ثم قلت بحدة للرجل البغيض " سأذهب معكم بشرط ان تتركوا اصدقائي وكل سكان مملكة الهواء و ..و كاثرين .. بسلام "
" هذا هو ما اردت سماعه " قالها بسعادة ومشى بأتجاهي .. وقبل ان يضع يده على كتفي لأمشي امامه قلت بحدة وحقد " ربما انت فزت اليوم .. لكنك لم تفز بعد بالغد " ومشيت امامه ، مررت بأصدقائي .. لم انظر لهم لأني إذا فعلت سأنهار حتماً .. مشى الرجل البغيض وبجانبه جابريل خلفي ، مشيت برأس مرفوع وبكبرياء لم اعهده من قبل .. خرجت من القصر ، رأيت المنازل التي كانت جميلة .. محترقة وبعضها لا يزال مشتعلاً فأطفئته بالماء .. رأيت الارض المتكسرة والدماء في كل مكان بعض المصابين على الارض وبعض الموتى بجانبهم .. صوت النساء وهي تصرخ بجانب الرجال الموتى .. كم اردت ان اخفف عنهم لكن لا استطيع .. رأيت الممرضين والاطباء يحاولون انقاذ المصابين و مداواة الجرحى .. رأيت لونا وهي تركض من مصاب الى اخر لتتأكد انهم بخير .. انها ملكة حنونة رغم انها لم تخبرني يوماً انها الملكة ، توقفت عن الركض عندما رأتني ونظرت لي بأنكسار
كم اردت اخبارها انها ليست السبب وانها فعلت ما بوسعها وقد كلفها هذا حياة الكثيرين .. نظرت امامي ، لا يمكنني تحمل نظراتهم التي تحمل الندم .. الألم والاسف .. نظرات تحمل الكثير .. ادركت اخيرا ان غيوجين يمشي بجواري فتوقفت وجلست على قدم واحدة ووضعت يدي على رأسه وقلت بهدوء " لا يمكنك ان تأتي معي .. انهم يحتاجونك هنا .. ستكون هنا نيابة عني حسناً صديقي " واحتضنته بحب ، ثم نهضت فركض ، نظرت الي اين ذهب فوجدته ذهب لماركوس ووقف بجانبه ، نظر لي ماركوس بحزن وهو يمسك بيده التي تنزف بشدة ، دفعني البغيض برفق لأكمل سيري ، الى ان وصلنا لحافة الجبل.
توقفت ، فتقدم البغيض وألقى كرة نارية
للأعلى ، امسكني من مرفقي وسحبني للخلف .. ابعدت يده بقوة ونظرت له بغضب ثم نظرت امامي ، شعرت بوخزة في يدي نظرت لاجد ان جابريل حقني بأبرة " انا اسف " قالها بصوت منخفض
ثم بدأت الصورة تتشوش ولم اعد اشعر بشئ .
استيقظت منذ بعض الوقت لكني لم ارد ان يشعر احد بذلك ، اريد ان افكر قليلاً
لم استطع ان اتجاوز فكرة ان كاثرين خانتني .. لقد حطمت قلبي فعلاً لكني لن اهتم بهذا الان فهناك الكثير من المشاكل
علي ان احلها .. و في اسرع وقت.
سمعت صوت باب حديدي يُفتح ففتحت عيني ببطئ ونظرت لمن دخل ، كان رجلاً
يرتدي الاسود حتى شعره كان اسود ، يبدوا عليه كبر السن والشر ، ابتسم قليلا وقال " اذا .. انتي هي الافاتار .. احب ان اعرفك بنفسي .. انا سيفروس امبراطور مملكة النار .. سيدتي " قال اخر كلمة بسخرية
فنظرت له وقلت بهدوء " وماذا بعد؟ تعلم جيدا اني لن اساعدك ابدا في اعمالك الشريرة " ضحك .. فعلمت انه هناك شئ خاطئ .. فقال بعدما توقف عن الضحك " انا لا اطلب بل أأمر .. واذا اردت شيئاً فسآخذه .. كل ما احتاجه منك هو طاقتك " نظرت له بغضب فأكمل " من حسن حظك ان الآلة التي ستمتص طاقتك .. لا تزال قيد الصنع"" ولماذا تريد طاقتي ؟"
" طاقة الافاتار اقوى طاقة وبها يمكنني
هزم اعدائي والاستيلاء على الاراضي..
سأكون لا اقهر .. كما انكِ لا تستحقينها
لا اعلم لماذا من بين كل المتحكمين
اختارتك انتي .. فتاة من عائلة طبيعية
ومثيرة للشفقة ..""تلك المثيرة للشفقة بأمكانها هزيمتك في دقيقتين "
" لا لا يمكنك " قالها بثقة كبيرة واقترب
وقال بأبتسامة نصر " لأن والدك في الغرفة الاخرى " نظرت له بصدمة لم اكن اتوقع هذا ابداً ، ثم اكمل " إذا اردتي رؤية والدك مجددا .. عليك ان لا تستخدمي قواكي " قالها والابتسامة لا تغادر محياه ، ثم قال بعد صمت طال " سأفك يداكِ .. لا تحاولي حتى " كان هذا تهديد صريح جدا ، بعدما فك يداي مشيت بجانبه في ممر طويل حالك السواد لا ينيره سوى ضوء شمعة على جانب واحد ، الى ان وصلنا الى غرفة ذات باب حديدي مثل كل الابواب التى مررنا بها ، دفعني بقوة لأدخل ثم اقفل الباب ، كانت غرفة متوسطة الحجم ومربعة الشكل ومظلمة ، يوجد في كل ركن شمعتان .. ما خطبهم مع الشموع ألم يسمعوا بالمصباح الكهربائي .. جلست بخوف بجانب احد الشموع ، لم تمر ثانيتين لأسمع صوت احد يكح .. انتفضت فزعة وقلت بصوت مرتجف "من هناك ؟"
" كاتاليا ! أهذه انتي ؟" انا اعلم هذا الصوت .. انه صوت ألكس ، مشيت بأتجاه الصوت وقلت بصوت خائف " ألكس " اصتدمت قدمي بشئ فنظرت للأسفل .. رغم الظلام كان بأمكاني رؤية ملامح ألكس ، جلست على ركبتي وقربت يدي ببطئ لوجهه بعدم تصديق ، اذا ألكس هو شخص حقيقي وغابريل لم يكن سوى محتال ، نهضت سريعاً وجلبت شمعة حتى أرى ألكس جيدا .. احتضنته
بحب رغم يديه المكبلة بالحديد الذي يوقف القوى .. رغم رأسه المغطي بالدماء الباردة .. رغم ملابسه الملوثة بالدماء والاتربة .. ابتعدت قليلا وقلت " أخبرني كل شئ .. ماذا حدث "
" اتذكرين ذلك اليوم الذي غضبتي فيه
بسببي .. بعدما نمتي خرجت في المساء من اجل التفكير .. وبينما انا غارق في التفكير ضربني احد من الخلف بقوة، فقدت الوعي و استيقظت لاجد نفسي هنا..الايام السابقة كانت اسوء ايامي
حقاً .. كما وجدت الخائن"
" لست خائناً " صدر الصوت الغاضب من
احد اركن الغرفة المظلمة ، وجهت الشمعة
الى الركن لأجد توماس .. لم يكن حاله افضل من حالة ألكس .. نظر لي توماس وقال بحزن " صدقيني لست خائن .. لقد كنت مضطراً لأخبارهم بالمكان .. كان معهم اختك وانا اعلم كم تحبينها .. ارجوكِ .. انا لست خائن "
شعرت بحزنه العميق وألمه الكبير ، فقلت له " لا بأس انت لست خائن .. بل فعلت ما توجب عليك فعله " نظر لي بأمتنان
اخبرتهم بكل ما حدث بالتفصيل رغم تعبي وارهاقي .. وفي النهاية فازت رغبتي الشديدة في النوم ونمت مستندة على ألكس .. رغم ظلمة المكان ووحشة الظلام نمت .. نمت هروباً من واقع أليم
وحلم لا يتحقق ، كم من الصعب ان تكون تائهاً بين واقع لا يُحتمل ..وحُلم لا يكتمل.
يا رب ناديتك بقلب يملئه الامل بالإجابة
فلا ترد قلبي وانت العزيز الكريم ،آلهم
اكتب لي التغير للأفضل في نفسي وحالي وحقق لي ما اتمنى .
أنت تقرأ
الافاتار
Fantasyهذه القصة ليست رومانسية وليست لضعاف القلوب ليست لمن يبحث عن قصص قصيرة لا هذه القصة للشجعان للأصدقاء الحقيقيين لمن ضحوا بحياتهم لمن لا يتخلى عن احبائه ابدا لمن آمنوا بها لتبقى . الحكايات خالدة تتوارث من جيل الي جيل حتى لو مات صاحبها من عاشها وشعر به...