صدح فجأة في المكان صوت مزعج ليُزيح السكون من عرشه ويحتل مكانه بغرور مُقيت لينتفض فجأة جسد تلك النائمة اسفل الكتب التي عادت لمكانها ما إن تحركت كاتاليا بأنزعاج من ذلك الصوت الحاد الذي يشبه الصفارة ، نهضت بأنزعاج شديد ظهر بوضوح على عقدة حاجبيها وظلت تبحث عن مكان ذلك الصوت لكن كل ما وجدته هو الكتب والمزيد من الكتب و خُيل لها للحظة ان مصدر الصوت هو رأسها لكنها لم تهتم وكل ما تريده هو إسكات ذلك الصوت السيء ، لكن صوت ضحكات إخترق أذناها لتنظر بأتجاه الباب الأبيض وتجد ذلك الفتى" سامر " وبيده منبه يصدر ذلك الصوت ليطفئه بعدما نظرت إليه وقال
" بأمكاني فعل ذلك كل يوم ولن أمِل أبدًا .. كنت امامك طوال الوقت "
تنهدت لتفرك جبينها بسبب الصداع الذي خلفه مُزاح ذلك الطفل ونهضت بأتجاه باب المرحاض لتعيد ذهنها المشتت لتقفل الباب بقوة دليلًا على غضبها منه وتجد ملابس لها في الداخل فأستحمت لترتديها .
قال هو بخوف بعدما وقف ينتظرها
" اتمنى ألا تخبر أبي .. سأكون بورطة إذا فعلت "
خرجت هي بعد نصف ساعة - متعمدة أستغراق كل وقتها - لتجده ممسك بعصاها وكأنها سيف ويحارب الهواء ويصدر بفمه أصوات ضربات وهمية
"طاخ .. بوم بوم ..طيخ .. خذ هذا ايها الشرير "
فقالت بأندهاش ممزوج بسخرية
" لقد عشت مع اكثر من ستة عقول اطفال وتحملت كل أفعالهم الطفولية السخيفة .. لكني لم أرى هذا القدر من السخافة والطفولة ابدًا "
وضع يده خلف رأسه بأحراج وأعطاها العصا بيده الأخرى وقال مبررًا فعلته
" لقد تأخرتي و .. و شعرت بالملل .. "
صمت لتبتسم هي على طفوليته و ربتت على كتفه ليبتسم هو ايضًا وظل يتحدث معها حول كل شيئ لكنها لم تهتم إلا عندما تحدث عن صديقه الذي رأته عندما جاءت البارحة
" انه من عشيرة الجن لذا يختفي ويتنقل ويظهر مثلما يريد .. كذلك ابي يختفي لكنه نصف جني ونصف متحكم ويومًا ما سأستطيع ايضًا الأختفاء والظهور في مكان آخر بعيدًا عن المكان الذي اختفيت فيه .. في غمضة عين"
توقف عندما ظهر والده امامهم لتقول هي
" إذًا اي باب سأدخل ؟"
نظر مطولًا لأبنه ليتنهد ويقول
" لما لا تسأليه هو "
حدق سامر فيه بعدم تصديق وتمتم ب: انت جاد؟ فقال والده " هل تراني أمزح ؟ "
فغر فاهُ بأندهاش ليقفز بسعادة ويصرخ ب:أخيرًا لكنه توقف أمامها بهدوء وكأنه لم يقفز كالمجنون منذ قليل وقال بأحترام وهدوء مثل والده تمامًا
" اتبعيني من فضلك "
لاحظت محاولاته في كبت ضحكاته الطفولية لكنها لم تُرِد ان تفسد عليه اللحظة .
وعندما وصلوا إلي الباب المنشود قال سامر بنفس الهدوء
" لقد وصلنا .. لا تنسي ان تخبريه بسر"
ثم إلتفت لوالده وقد عاد إليه حماسه الذي خبئه لدقائق قليلة وقال
" إذًا .. كيف كان أدائي ؟"
نظر له الأمين مطولاً ليجيبه ببسمة صغيرة " لا بأس "
ثم ألتفت ومشى متجاهلًا أبنه ،
رُسم الأحباط على وجه الأصغر وقال بأعتراض " هذا فقط ! لا بأس ؟ انتظر انا لم انتهي بعد "
وحاول المشي سريعًا مثل والده حتى يلحق به لكنه لم يرى ابتسامة الفخر التي تربعت على وجه الأمين .
أنت تقرأ
الافاتار
Fantasyهذه القصة ليست رومانسية وليست لضعاف القلوب ليست لمن يبحث عن قصص قصيرة لا هذه القصة للشجعان للأصدقاء الحقيقيين لمن ضحوا بحياتهم لمن لا يتخلى عن احبائه ابدا لمن آمنوا بها لتبقى . الحكايات خالدة تتوارث من جيل الي جيل حتى لو مات صاحبها من عاشها وشعر به...