الفصل الثاني عشر:- غيوجين

877 94 6
                                    

كاتاليا
استيقظت مبكراً قبل الجميع وخرجت لأرى شروق الشمس، لا اعلم لماذا فعلت هذا امس ، شعور الغضب طغى على حزني ، حزني من ضعفي ،لا اصدق حتى الان اني قد قتلت احد لا اعرفه ويبدوا انه لن يكون الوحيد ،اشعر بالخوف من المستقبل ، مما سيحدث تالياً ، ادركت اخيراً حقيقة اني املهم الوحيد لأحقق لهم السلام الذي لطالما ارادوه ، يضعون آمالهم علي انا .. انا حتى لست متأكدة من اني استحق ان اكون الافاتار .. من المفترض ان يكون الافاتار قوي لا يخاف وحكيم وذكي .. لكن انا .. انا لست كذلك انا اخاف من كل شئ تقريباً .. احاول ان اكون ما يفترض ان اكونه .. لكن يبدوا انني سآخذ وقتاً .. لا اريد ان اخيب آمالهم.. لقد ضحوا بالكثير من اجلي .. يكفي انهم تركوا عائلاتهم ليكونوا معي ..
لا تخيبي آمالهم .. كوني قوية .. شجاعة
و حكيمة من اجلهم .
" مرحباً " نظرت للأعلى لاني كنت جالسة على العشب فقلت بذهن مشتت " اهلاً .. منذ متى انت هنا .. لا يهم .. يمكنك الجلوس ان اردت " ونظرت مجددا للأمام فجلس ألكس بجانبي فقلت له فجأة "اين كنت ؟ " نظر لي بصدمة وكأني اكلت طعامه وقال بتوتر " اتمشى قليلاً "    "ألكس لماذا تختفي كل صباح؟" نظر مطولاً وقال ببعض التوتر
"كما قلت اتمشى كل صباح " لم اصدقه
فقلت " هل تخفي عني شيئاً " قلتها وانا اضيق عيني حتى يخبرني الحقيقة ولكنه لم يرد فقلت " تعلم ان الثقة والصدق  اساس الصداقة.. على العموم انا اعرف اين كنت " نظر لي بصدمة وكأني كشفت
اعظم اسراره فأكملت بأبتسامة " لقد ذهبت الى لي لي صحيح " 
" حسنا.. لقد كشفتيني .. لكن لا تخبري احد"    "سيكون هذا سرنا الصغير "
واكملت " اعرف انك تهتم بها كثيرا .. وبطفليها الشقيان " فأبتسم لي .. حسناً هذا غريب هو لا يبتسم ابداً .. يبدوا انه يتغير للأفضل.. على ما اعتقد ..
" نحن جاهزون " نظرت للخلف لأجد كل افراد الفريق يحملون حقائبهم على ظهورهم فقلت بأستغراب "الي اين ؟ "
فقال رونالد " الم يخبرك ألكس ؟ نحن ذاهبون الى مملكة الهواء " فقلت "لماذا" فقال مارتن " لان مملكة الارض شعرت بالقوة الصادرة منك .. فهم اكثر من يشعرون بقوة الافاتار " فقلت " حسناً .. أنا اسفة على ما فعلته امس "
فقال ألكس بهدوء وببعض العطف " لا بأس .. جميعنا مخطئون على كل حال"
واقترب مني ووضع يده على كتفي ، وما إن فعل حتى صرخت بألم وقلت بوجع "آآه .. لا تفعل "   " ماذا بكِ ؟"
" لا تزال تؤلمني منذ .. منذ ان اصبتني بها البارحة " فقال بأندهاش"انا ! حقاً"
فقال مارتن " اجل انت ومن غيرك .. تعالي لنضمدها قبل ان نذهب "
"حسنا..مهلا انا لم احضر حقيبتي بعد"
فقالت جين بأبتسامة جميلة " لاتقلقي لقد حضرتُها لكِ " نظرة لها نظرة امتنان
واحتضنتها قائلة " اخيراً ظهرت ابتسامتك .. لقد انتظرتها منذ زمن "
فضحكت ، وتركتها وذهبت مع مارتن لتضميد كتفي .
" هذا مؤلم.. هل المسافة كبيرة للوصول الى مملكة الهواء ؟" تسائلت بعدما انتهى فقال " نعم لذا سوف نختصر الطريق "   " كيف ؟ " 
"سأخبرك لاحقاً"  "لما لا تخبرني الان"
" يكفي اسئلة "   " لماذا " 
" هذا سؤال اخر " قالها بنفاذ صبر فصمت الى ان رجعنا للفريق واخذت حقيبتي من جين ومشينا قليلاً ثم بدأنا نصعد جبل ، كان الطريق وعراً وخطير امسكت بيد ألكس عندما كدت اسقط اكثر من مرة .
واخيرا وصلنا للقمة التي بدت غريبة لانها كانت مستوية .
قال مارتن بأبتسامة "لقد وصلنا "
فقلت بخيبة امل " هل هذه هي مملكة الهواء " فضربني على رأسي وقال " لا يا عقل البازلاء..بل الطريق المختصر"
" لقد فهمت الان " قلتها بسخرية فقال التؤمان " عليكي ان تندهي عليه .. فهو لا يأتي إلا اذا سمع نداء الافاتار "
نظرت لهما بأستغراب .. من هذا الذي يجب ان انده عليه كما انه لا يوجد اي شئ هنا فكيف سيسمع ، فقال مارتن " سيسمعكي مهما كان صوتك منخفضاً .. فقط عليكي ان تقولي اسمه وسيأتي"
" من الذي سيأتي ؟" فقال ألكس " غيوجين .. اسمه غيوجين وهو من سيوصلنا الى مملكة الهواء .. لكنه يأتي فقط عندما ينده عليه الافاتار "
" حسنا.. سأحاول " اقتربت من حافة الجبل واشتد الهواء .. وقلت بصوت عالي
" غيوجين " وفجأة ومن ال لا مكان ظهر كائن غريب الشكل ضخم يطير بدون اجنحة وعندما اقترب تراجعت للوراء ليهبط امامي نظرت لوجهه الكبير اللطيف الذي يشبه السنجاب وعيناه الكبيرتان الضيقتان التي تشبه القطة ، وجهه لونه بني غامق مثل عينيه.. وضعت يدي على فروه الناعم .. بقية جسمة يشبه جسم القطة لكنه ضخم وكبير كما ان فرو جسمه لونه فاتح اكثر ، وذيله الذي يشبه
ذيل القندس لكن كله فرو ناعم وحجمه كبير جدا ، نظرت لوجهه الظريف وابتسمت له ، ثم انحنى كما يفعل الاسد
واخفض رأسه كان جميل جدا فقال ألكس
" انه يريد منا ان نصعد فوقه " صعدنا فوقه بمساعدة بعضنا وما إن جلسنا فوقه
حتى بدء يحرك ذيله فوق وتحت وبدء يحلق للأعلى تمسكت بجين التي تمسكت بمارتن الممسك بفرو غيوجين ثم قال لي ألكس " اخبريه اننا نريد ان نذهب لمملكة الهواء " فقلت له " مستحيل سأسقط إذا وقفت " فقال لي بثقة " لاتخافي.. كوني شجاعة ولن تسقطي .. كما انك سيدة الهواء " شعرت ببعض الاطمئنان وتركت يد جين وبدأت اقف تدريجيا الى ان وقفت بأستقامة شعرت بنفخات الهواء الباردة تضرب وجهي بخفة
ومشيت ببطئ للأمام الى ان وصلت لأذن
غيوجين البيضاوية الكبيرة وقلت بهدوء ولطف " نريد ان نذهب لمملكة الهواء من فضلك" اصدر صوتاً غريباً بدى كصوت الحيتان تقريبا ، ثم بدأت افهمه  فقلت بتعجب"انت تتحدث"
" نعم انا اتحدث لكن انتي فقط من تفهمين لغتي .. ويمكنني ان اتحدث داخل عقلك ايضاً"
فقلت بأندهاش " حقاً !في الحقيقة هذا رائع جدا " فقال بصوته الجميل " لم اظن يوماً انه سيكون لي سيده .. دائما كانوا رجالاً .. حتى اتيتي .. لكني سعيد بذلك "   " هل يوجد آخرين مثلك ؟"
" كان ..اما الان لم يتبقى سواي " قالها بنبرة حزينة فلم اسأل ماذا حدث لهم وجلست فوق رأسه الكبيرة ألعب بفروه الناعم فقال " هل تمكنتي من الذهاب لعالم الارواح " فقلت له بتسائل "وما هو عالم الارواح؟ "   "انه عالم موازي لعالمنا لكن يسكنه الارواح الضائعة .. من ضلوا طريقهم .. ومن قُتل.. ستتمكنين من الذهاب الى هناك في الوقت المناسب "   
"وكيف سأعرف انه الوقت المناسب؟"
" ستعرفين "  فقلت بأستسلام "انت غامض جدا ..لكن فروك جميل وناعم"
واغمضت عيناي عندما شعرت بالنوم يداعب جفوني .

في قصر امبراطور مملكة الارض 

"اذاً لم تجد احد هنالك ؟" قالتها امرأة يبدوا عليها القوة والقسوة ومن ملابسها الفاخرة تعلم انها الامبراطورة وسيدة القصر ، وقف امامها رجل يرتدي مثل الفرسان وقال بصرامة " لا مولاتي لم نجد احد .. لكن المكان كان نظيف من الداخل على الرغم من انه يبدوا قديماً من الخارج "
" يمكنك الذهاب الان " قالتها واعطته ظهرها ليخرج ويقفل الباب وجلست على كرسيها الاخضر ككُل شئ في الغرفة الكبيرة جلست بتكبر واضعة قدماً فوق الاخرى
بدا انها تفكر فى شئ ومن ملامحها تعرف انه ليس خير ابداً
وقالت بصوت عالي نسبياً " اين ذهبتي .. تلك القوة التي شعرت بها لم تكن عادية اطلاقاً " ثم ضحكت بشر وكملت " على كُلاً .. لا يوجد مكان يمكنك الاختباء فيه " ثم ضحكت مجدداً ضحكة شيطانية مخيفة وهي تفكر فيما ستفعله .




الافاتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن