الفصل الثامن والعشرين :- مكتبة الأجيال

694 86 7
                                    

عندما اشرقت الشمس بخيوط ذهبية بديعة ،وصفاء سماءها الزرقاء سمح لتلك الخيوط بمداعبة عيون الكسالى النائمين بهمجية على الأرض ، لينعقد حاجب غابريل بأنزعاج من الضوء الذي أنهى حلمه الجميل ، وعندما اراد النهوض وجد انه يوجد قدم احد على صدره ليبعدها سريعاً وينهض بتأفف وتألم من صلابة الأرض التي سحقت عظام ظهره ، ليتجه بعدما للمرحاض ولم تمضي لحظة واحدة بدون شتم مارتن و شخيره المزعج ، ليجلس بعدها على الطاولة التي لطالما ضمتهم معاً كأسرة واحدة طوال فترة بقائهم ، وبعد فترة قصيرة انضم له رون لكنه اسند رأسه على الطاولة في محاولة لينام مجدداً ، ليسمع بعدها شجار مارتن و جين المعتاد حيال من سيدخل أولاً للمرحاض ويلمح ابتسامة جانبية على ألكس العاقد ليديه الذي تدخل وقال
" لا انت ولا انتِ انا من سيدخل "
ودخل للمرحاض امام مارتن وجين اللذان فغرا فاههما و أورناندو الذي حاول منع ضحكته من الخروج وجلس بجانب غابريل وفي مقابله توماس ، وعندما جلس الجميع حتى والدة كاتاليا واختها انتظروا كاتاليا و عندما طال الانتظار قال غابريل وهو ينهض
" سأذهب لغرفتها .. ربما لا تزال نائمة "
مشى في ذلك الممر القصير الذي يفصل غرفة الجلوس عن غرفة كاتاليا وطرق الباب فلم يجد استجابة ففتح الباب ببطئ ليتصنم من المفاجأة وأسوء الأشياء تزاحمت داخل عقله ليدخل بسرعة ففتح غيوجين عينيه بنعاس ليفاجأ بمن يدفعه بقوة ويصرخ بخوف ليقول غيوجين
" ماذا تفعل ايها الأبله !؟"
ولكن هيهات فمن الذي سيفهم كلامه سواها ، وبعناد لم يتحرك من مكانه برغم محاولات غابريل لتحريكه ، وما اسقط قلب غابريل فعلاً هو صوت همهمة من اسفل كتلة الفراء الأبيض ليدفعه بقوة اكبر ويقول بتعب
" ستقتلها .. ابتعد عنها "
ليفهم غيوجين اخيراً ويبتسم بسخرية من الأحمق الذي يظن انه سيقتلها وهو اكثر من يحميها ، فضم جسد كاتاليا اكثر بعناد كبير ليظن غابريل انه سيقتلها ويضحك عليه غيوجين ، لتتحرك كاتاليا بأنزعاج من الاصوات التي ايقظتها من احلامها والدفئ المسيطر على أوصالها بفعل الفراء الأبيض المحيط بها ماعدا جزء من وجهها لتتنفس ، وعندما شعر بها غيوجين قال مخترقاً رأسها
" هذا الأبله سيقتلني من الضحك "
ارادت ان تعلم من يقصد فلديها العديد من البلهاء فتحركت من اسفله ليظهر رأسها وتقول بنعاس
" أيها الأبله عُد للنوم "
تفاجئ غابريل لكن برد فعل سريع سحبها بسرعة من رقبتها ثم زراعها ليحملها ويقول بسرعة
" هل انتِ بخير ؟ بماذا تشعرين ؟ اجيبيني "
رمشت عدة مرات لتزيل النوم من جفونها وتقول بعدما شعرت انه انتهك خصوصيتها
" كم الساعة الأن ؟"
اجابها بأرتياح
" العاشرة صباحاً "
فقالت بتفاجئ وهي تفرك جفونها
" هل نمت كل هذا "
لاحظت وجهه القريب وعيناه الزرقاء لتقول بعدما شعرت بالخجل من نظراته القريبة
" يمكنك انزالي الآن "
انزلها أرضاً ببطئ لينظر لعيناها الرمادية ويسرح فيهما لكن صوت ألكس قطع ذلك
" لماذا تأخرتما ؟"
تمسكت كاتاليا بحبل نجاتها من نظرات غابريل و قالت بأبتسامة
" قادمة "
ويشعر غابريل بقلبه الذي ينبض بقوة .

الافاتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن