" لا تذهب ارجوك لا تذهب "
قالتها وهي تمسك بيد والدها الذي قال
بصوت متقطع
" اخبري والدتك اني احبها وآسف لكاثرين .. احبك "
فقالت بسرعة والدموع حجبت عنها الرؤية
" لا لا تقل هذا .. ستكون بخير و .. و "
شهقت بقوة ثم اكملت
" من سيحكي لي قصص الهوبيت .. قل لي من سيعتني بي من بعدك ؟ لا ترحل ارجوك .. لن احتمل فقدانك "
ابتسم ووضع يده على رأسها لتسقط يده للجانب دليلاً على مفارقة الروح للجسد ،
" ابي .. ابي .. ارجوك لا ترحل .. عُد "
كانت تهز جسده آملة ان ينهض لكن كل شيء ذهب مع الرياح عندما فقد وجهه ألوانه و زارت زرقة الموت شفتاه لتنهض وتنظر للجميع ، لا احد يتحرك ويترقبون حركتها التالية لكن المهاجمين تراجعوا للخلف عندما تحول شعرها الأسود للأبيض لتصرخ ب لا ومع صرختها تحركت الأرض من تحتهم ليسقط من سقط ويجري من يجري ، اما اصدقائها وسكان القرية تراجعوا خلفها و عندما علموا انها لا تفرق بين عدو وصديق اختبئوا في الغابة حتى لا يسقطوا بين شقوق الأرض ، بدأ جسدها بالارتفاع وتجمعت الغيوم السوداء وضرب البرق في السماء مصدراً صوت يقشعر له الأبدان ، وفجأة ضرب البرق في يدها بقوة مصدراً ضوء شديد لتظهر في يدها عصا خشبية طويلة نُقش عليها رسومات تحكي قصص من حملها ، لتتحول عيناها للأبيض الناصع وتحرك العصا في شكل دوائر ليزداد قوة الهواء حولها وكل من جرى رجع مرة اخرى بسبب الهواء الذي صد طريقه ، وحاصرتهم في داخل دوامة من الهواء ، ظهر الفزع على وجوههم عندما ضرب البرق شخصاً ليسقط كالدجاجة المشوية ، لم تكتفي كاتاليا بواحد وإنما اصتادتهم واحداً تلو الآخر وصوت صراخهم طغى على صوت البرق والرعد ، وآلام من فقد طرفاً من جسده تعالت ، وسمعت كاتاليا صوت إمرأة من بينهم تطلب منها الرحمة فنزلت لها كاتاليا و ضرب الرعد في السماء مع كل خطوة تخطوها كاتاليا على الارض إلى أن وصلت للمرأة الجالسة على ركبتيها وتبكي وتقول
" الرحمة .. ارجوكِ الرحمة .. لدي اطفال ارجوكِ "
فقالت لها كاتاليا بصوت خالي من الحياة
" ابي ايضاً كان لديه عائلة لكن هل رحمتوه ؟"
رفعت كاتاليا العصا للأعلى ليخرج من طرفها الدائري رأس سكين مثلث نقش عليها مثلث داخله دائرة في منتصفها خط
عمودي ، لكن يدها توقفت قبل ان تغرس السكين في رأسها وما يفصل رأس المرأة عن السكين شعرة واحدة ،لا تعلم لما ترددت وتسائلت داخلها إذا كان ما تفعله صحيحاً ، لكنها انزلت العصا لجانبها وقالت بعيون بيضاء حرفياً
" لو كان ابي هنا لما اراد هذا "
وألتفتت لتمشي وسمعت المرأة تشكرها ،
رأت ألكس وهو يساعد في عد الأطفال وغابريل يضمد الجرحى مع مارتن ، الجميع يساعد ماعداها ، نظر لها الجميع عندما رأوها بشعرها الأبيض مثل عيناها
لكنها ركضت لتوماس عندما فتح لها زراعيه لتدفن رأسها في كتفه وتبكي بشهقات مكتومة .سافروا معها لقريتها لدفن والدها هناك ، مشت بخطوات ميتة بأتجاه قريتها بفستان اسود اللون وقبعة سوداء على شعرها الأبيض ، ظلت تفكر كيف ستخبر والدتها بالأمر ، وعندما أصبحوا امام البوابة دفعتها بقوة لتدخل وتمشي بأتجاه منزلها امام نظرات السكان المندهشة من وجودها ، تعامل ألكس مع الحراس بهدوء اما هي فقد توقفت امام باب منزلها ، تخشى ان تقرع الباب وخلفها وقف غابريل و رون و مارتن الذين يحملون التابوت الذي بداخله جثمان والدها ، وقفت جين بجانبها وامسكت بيدها عندما طال الانتظار لعلها تمدها ببعض القوة ، وأخيرا قرعت الباب لتفتح والدتها الباب بعد دقيقة ، نظرت لأبنتها بأبتسامة لكنها تلاشت عندما رأت اللون الأسود الذي ارتدته كاتاليا مثل اصدقائها ، والتابوت خلفها أكد ما كانت تخشاه ، فتجمعت الدموع بعينيها ووضعت يداها على فمها وتراجعت في خوف للوراء فدخلت كاتاليا وقالت والدموع تسقط على وجهها
" لقد .. لقد ماات .. ابي يا امي "
احتضنت الأم ابنتها وربتت على ظهرها رغم انها من تحتاج ذلك ، وبعدما هدأ الأثنان و تم إبلاغ السكان بما حدث وطلب الام منهم ان يحفروا حفرة لزوجها في المدافن ، سألت كاتاليا كيف مات فردت عليها بعيون لم ينتهي منها الدمع
" كنا في قتال و .. و كان هناك سهم .. سهم بأتجاهي ولم أره .. فضحى ابي بحياته .. من اجلي "
حبست الأم دموعها لكن كاتاليا قالت بأنفعال
" انا السبب .. لو لم اكن هناك لما حدث هذا .. لو لم اكن الافاتار لكان ابي هنا الان .. لكان هنا مع كاثرين .. لكان ظل حياً "
وقفت الأم بجانبها وقالت
" لا أحد يختار قدره .. و لو كنت مكان ريتشارد لفعلت ما فعل .. من اجلكِ "
فقالت كاتاليا بدموع
" لكني لا اريد هذا .. لا اريد ان يضحى احد من اجلي .. لا اريد ان يموت احد لأعيش انا .. حسناً انا لا اريد ذلك ولم أطلبه "
دخل بعدها توماس ليقول
" حان الوقت "
فمسحت كاتاليا دموعها وامسكت بيد والدتها لتخرج معها لتوديع والدها لأخر مرة .
وبالخارج رأت لونا مع كاثرين بفستان أسود طويل لتعانق لونا أولاً وتقف بصمت امام اختها والدموع داخل عين كل منهما ، إلى ان قالت كاثرين بأسف
" آسفة .."
لم تكمل كلامها بسبب احتضان كاتاليا لها
لتعتذر هي الاخرى لأنها سجنتها لأشهر طويلة .
أنت تقرأ
الافاتار
Fantasyهذه القصة ليست رومانسية وليست لضعاف القلوب ليست لمن يبحث عن قصص قصيرة لا هذه القصة للشجعان للأصدقاء الحقيقيين لمن ضحوا بحياتهم لمن لا يتخلى عن احبائه ابدا لمن آمنوا بها لتبقى . الحكايات خالدة تتوارث من جيل الي جيل حتى لو مات صاحبها من عاشها وشعر به...