الفصل السابع والعشرين:- الضربة الأولى

690 90 9
                                    

" لا تذهب ارجوك لا تذهب "
قالتها وهي تمسك بيد والدها الذي قال
بصوت متقطع
" اخبري والدتك اني احبها وآسف لكاثرين .. احبك "
فقالت بسرعة والدموع حجبت عنها الرؤية
" لا لا تقل هذا .. ستكون بخير و .. و "
شهقت بقوة ثم اكملت
" من سيحكي لي قصص الهوبيت .. قل لي من سيعتني بي من بعدك ؟ لا ترحل ارجوك .. لن احتمل فقدانك "
ابتسم ووضع يده على رأسها لتسقط يده للجانب دليلاً على مفارقة الروح للجسد ،
" ابي .. ابي .. ارجوك لا ترحل .. عُد "
كانت تهز جسده آملة ان ينهض لكن كل شيء ذهب مع الرياح عندما فقد وجهه ألوانه و زارت زرقة الموت شفتاه لتنهض وتنظر للجميع ، لا احد يتحرك ويترقبون حركتها التالية لكن المهاجمين تراجعوا للخلف عندما تحول شعرها الأسود للأبيض لتصرخ ب لا ومع صرختها تحركت الأرض من تحتهم ليسقط من سقط ويجري من يجري ، اما اصدقائها وسكان القرية تراجعوا خلفها و عندما علموا انها لا تفرق بين عدو وصديق اختبئوا في الغابة حتى لا يسقطوا بين شقوق الأرض ، بدأ جسدها بالارتفاع وتجمعت الغيوم السوداء وضرب البرق في السماء مصدراً صوت يقشعر له الأبدان ، وفجأة ضرب البرق في يدها بقوة مصدراً ضوء شديد لتظهر في يدها عصا خشبية طويلة نُقش عليها رسومات تحكي قصص من حملها ، لتتحول عيناها للأبيض الناصع وتحرك العصا في شكل دوائر ليزداد قوة الهواء حولها وكل من جرى رجع مرة اخرى بسبب الهواء الذي صد طريقه ، وحاصرتهم في داخل دوامة من الهواء ، ظهر الفزع على وجوههم عندما ضرب البرق شخصاً ليسقط كالدجاجة المشوية ، لم تكتفي كاتاليا بواحد وإنما اصتادتهم واحداً تلو الآخر وصوت صراخهم طغى على صوت البرق والرعد ، وآلام من فقد طرفاً من جسده تعالت ، وسمعت كاتاليا صوت إمرأة من بينهم تطلب منها الرحمة فنزلت لها كاتاليا     و ضرب الرعد في السماء مع كل خطوة تخطوها كاتاليا على الارض إلى أن وصلت للمرأة الجالسة على ركبتيها وتبكي وتقول
" الرحمة .. ارجوكِ الرحمة .. لدي اطفال ارجوكِ "
فقالت لها كاتاليا بصوت خالي من الحياة
" ابي ايضاً كان لديه عائلة لكن هل رحمتوه ؟"
رفعت كاتاليا العصا للأعلى ليخرج من طرفها الدائري رأس سكين مثلث نقش عليها مثلث داخله دائرة في منتصفها خط
عمودي ، لكن يدها توقفت قبل ان تغرس السكين في رأسها وما يفصل رأس المرأة عن السكين شعرة واحدة ،لا تعلم لما ترددت وتسائلت داخلها إذا كان ما تفعله صحيحاً ، لكنها انزلت العصا لجانبها وقالت بعيون بيضاء حرفياً
" لو كان ابي هنا لما اراد هذا "
وألتفتت لتمشي وسمعت المرأة تشكرها ،
رأت ألكس وهو يساعد في عد الأطفال وغابريل يضمد الجرحى مع مارتن ، الجميع يساعد ماعداها ، نظر لها الجميع عندما رأوها بشعرها الأبيض مثل عيناها
لكنها ركضت لتوماس عندما فتح لها زراعيه لتدفن رأسها في كتفه وتبكي بشهقات مكتومة .

سافروا معها لقريتها لدفن والدها هناك ، مشت بخطوات ميتة بأتجاه قريتها بفستان اسود اللون وقبعة سوداء على شعرها الأبيض ، ظلت تفكر كيف ستخبر والدتها بالأمر ، وعندما أصبحوا امام البوابة دفعتها بقوة لتدخل وتمشي بأتجاه منزلها امام نظرات السكان المندهشة من وجودها ، تعامل ألكس مع الحراس بهدوء اما هي فقد توقفت امام باب منزلها ، تخشى ان تقرع الباب وخلفها وقف غابريل و رون و مارتن الذين يحملون التابوت الذي بداخله جثمان والدها ، وقفت جين بجانبها وامسكت بيدها عندما طال الانتظار لعلها تمدها ببعض القوة ، وأخيرا قرعت الباب لتفتح والدتها الباب بعد دقيقة ، نظرت لأبنتها بأبتسامة لكنها تلاشت عندما رأت اللون الأسود الذي ارتدته كاتاليا مثل اصدقائها ، والتابوت خلفها أكد ما كانت تخشاه ، فتجمعت الدموع بعينيها ووضعت يداها على فمها وتراجعت في خوف للوراء فدخلت كاتاليا وقالت والدموع تسقط على وجهها
" لقد .. لقد ماات .. ابي يا امي "
احتضنت الأم ابنتها وربتت على ظهرها رغم انها من تحتاج ذلك ، وبعدما هدأ الأثنان و تم إبلاغ السكان بما حدث وطلب الام منهم ان يحفروا حفرة لزوجها في المدافن ، سألت كاتاليا كيف مات فردت عليها بعيون لم ينتهي منها الدمع
" كنا في قتال و .. و كان هناك سهم .. سهم بأتجاهي ولم أره .. فضحى ابي بحياته .. من اجلي "
حبست الأم دموعها لكن كاتاليا قالت بأنفعال
" انا السبب .. لو لم اكن هناك لما حدث هذا .. لو لم اكن الافاتار لكان ابي هنا الان .. لكان هنا مع كاثرين .. لكان ظل حياً "
وقفت الأم بجانبها وقالت
" لا أحد يختار قدره .. و لو كنت مكان ريتشارد لفعلت ما فعل .. من اجلكِ "
فقالت كاتاليا بدموع
" لكني لا اريد هذا .. لا اريد ان يضحى احد من اجلي .. لا اريد ان يموت احد لأعيش انا .. حسناً انا لا اريد ذلك ولم أطلبه "
دخل بعدها توماس ليقول
" حان الوقت "
فمسحت كاتاليا دموعها وامسكت بيد والدتها لتخرج معها لتوديع والدها لأخر مرة .
وبالخارج رأت لونا مع كاثرين بفستان أسود طويل لتعانق لونا أولاً وتقف بصمت امام اختها والدموع داخل عين كل منهما ، إلى ان قالت كاثرين بأسف
" آسفة .."
لم تكمل كلامها بسبب احتضان كاتاليا لها
لتعتذر هي الاخرى لأنها سجنتها لأشهر طويلة .

الافاتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن