الفصل الرابع والثلاثين :- إنعتاق روح

662 71 2
                                    

ألقت قنبلة نووية ورحلت تاركة إياه في دوامة من الحيرة مع نفسه فتسائل هل هو يحبها فعلًا أم أنه مجرد ' أخ ' كما قالت ؟
مشاعره حب أخوي وصداقة ؟
لا يعلم فهو لم يحب يومًا ليعلم حقيقة مشاعره ويفرق بينها ، وكل ما بأمكانه فعله هو التفكير فيما قالته .

ما إن دخلت لغرفتها حتى تنفست بعمق وظهر على وجهها آلام دفينة ..
اختفت الأبتسامة من على وجهها فبدت وكأنها إمرأة عجوز لم تعرف الفرحة يومًا ، القت جسدها على الفراش بأنهاك شديد مع أنها تعلم ان النوم لن يزورها ..
وكيف تنام والهمسات في أذنها تزيد يومًا بعد يوم ، تحاول تجاهل الأصوات بجهدٍ بالغ والتفرقة بينها وبين الاصوات الحقيقية
" متعبة لهذا الحد ؟ "
لم تتحرك واجابته بدون ان تفتح عيناها
"إنه تعب نفسي فقط ليس بالشيء المهم "
ضحك بسخرية ثم قال
" انتِ تشعرين بالخوف ، تشعرين بأنكِ لن تكوني قادرة على حماية الجميع .. تظنين انكِ ضعيفة مع انكِ اقواهم "
أعتدلت لتجلس ثم قالت وهي تنظر له بعيون دامعة
" املك قوى لا أعلم عنها شيئًا ، أحاول بشدة ألا اخرج عن السيطرة ومع ذلك فشلت ، يُطالب جزئي الآخر بالظهور كلما شعرت بالغضب او الحزن فأخاف أن اؤذي من اُحب "
شهقت ثم مسحت دموعها وابتلعت الغصة العالقة ثم اكملت
" كل يوم اشعر بقوتي تزداد فتكبر مخاوفي اكثر .. الأمر صعب للغاية ، و تلك الهمسات المزعجة احاول تجاهلها لكن لا أستطيع .. اريد التنفس اريد العودة لما كنت عليه عندما كان كل شيء .. عادي "
جلس بجانبها ولأول مرة شعرت بيده على كتفها ، فقالت بتفاجؤ بعدما مسحت دموعها بسرعة
" أميراديل انت .. انت "
رد عليها بأبتسامة
" انتِ نقية لدرجة انكِ نسيتي ألمك عمدًا لتسعدي بأنجازي "
إبتسمت لكنها سرعان ما اختفت عندما قال
" فكرتِ في حكم مناسب للمتهم سيفروس ؟"
نهضت وإتجهت للنافذة ، تنفست بعمق ثم قالت بشرود
" نعم .. مناسب جدًا "

في صباح اليوم التالي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

في صباح اليوم التالي ..

لأول مرة ستكون هي الحكم وليس المحكوم عليها كما اعتادت ، تدرك كم المسئولية الواقعة على عاتقها وان مسئولية حياة إنسان- حتى لو كان سيئًا - بين يديها ..
لم يكن هناك محامي يدافع عنه ، وكل ما عليها فعله هو قول حكمها فقالت بعدما نظرت لرون الواقف في آخر القاعة لعلها تستمد منه بعض الشجاعة
" احكم على المتهم سيفروس بالأعدام شنقًا نظرًا لما اقترفه من جرائم في حقي وفي حق الشعب وإرتكابه جريمة قتل ، رُفعت الجلسة "
نهضت من على كرسيها العالي فظهر فستانها بتدرجات لونه الذهبي ورداء طويل بلون ذهبي غامق ظهر عندما مشت خارجة من المكان فتبعها رون ..
" هل كنت قاسية في حكمي ؟"
سألت رون بعدما رفضت ركوب العربة وفضلت المشي في المملكة ، فرد عليها
" لا ابدًا "
عادت لقصرها ولكنها استغربت حين تجنب ألكس النظر لها ، فقررت التحدث إليه فقالت
" ألكس لقد وصلت لي لي وأبنيها "
نظر لها بتفاجؤ وسرعان ما ركض للخارج ليبحث عنهم ، ثم نظرت لرون وقالت
" والدتك ونرجس وصلوا ايضًا ألن تذهب ؟"
كاد ان يذهب لكنه توقف وقال لها بتوتر
" ملابسي جيدة ؟"
أومأت له بنعم فقال مجددًا
" ماذا عن رائحتي ؟ يجب ان استحم أولًا "
أوقفته وقالت
" تبدوا رائعًا ، هيا اذهب فهي تبحث عنك "
غمزت في النهاية فأبتسم بخجل وشكرها ثم ذهب
" لمَ ذهب الجميع ؟"
نظرت لخلفها فوجدت جين ومارتن فقالت لهما
" لقد وصل سكان المدينة "
هزت جين رأسها لكن سرعان ما استوعبت الأمر فصرخت قائلة
" مارك اقصد الجد مارك "
ركضت للخارج وحدها فأستغربت من بقاء مارتن فقالت متسائلة
" ألن تذهب معهم ؟"
رد عليها بعدما ضيق عيناه وقال بنبرة المحققين
" لا لدينا شيء اهم .. عليكِ إخباري عن ذلك الرجل الذي كان معكِ البارحة "
انكرت قائلة
" من ؟! انا لا أقابل رجالًا وانت تعرف هذا "
تقدم خطوتين فتراجعت ، ثم قال بنفس النبرة
" أميراديل ، الشبح أميراديل من هو وماذا كان يفعل معكِ في نفس الغرفة وحدكما ؟ بأمكاني ان اعرف بدون مساعدتك لكن الأفضل ان تخبريني بنفسك "
لعنت قدرته على قراءة الأفكار ثم قالت بعدما ادركت انها محاصرة
" حسنًا حسنًا .. عندما ذهبت لمملكة الأرواح قابلت رجلًا يدعى يوجين بخصلات شعر خضراء اتصدق هذا ؟!  وهو قال لي بعد ان رحبت بي شجرة الحياة إنني سأحصل على شبح ليرافقني في الحياة ومنذ هذه اللحظة وأميراديل صديقي وهو في الحقيقة لطيف جدًا ويدعمني في أظلم الأوقات ولولاه لحدثت اشياء فظيعة "
نظر لها مارتن بوجه خالي من التعابير ثم قال
" وانا سأذهب لغسل عقلي "
ابتسمت بتوتر وتركته يذهب ، لا تعلم لمَ قالت كل تلك التفاصيل الغير مهمة وربما السبب هو التوتر من الأفكار التي راودت مارتن .

الافاتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن