الفصل الثاني والثلاثين :- لكل شيء مقابل

570 77 10
                                    

توهجت عيناها بضوء أبيض شديد عندما فتحتهما على آخرهما ، صمتت فصمت الجميع ، تحركت ببطئ فتجمد الكل من مظهرها الغريب ..
تنظر حولها بعينيها المضيئة وتمشي بخطوات بطيئة بأتجاه سيفروس ، إلى ان وقفت أمامه وما يفصلها عنه هو خطوتين فقط ..
لم يفكر كثيرًا عندما سدد لكمة في وجهها مباشرةً لكنها أمسكت يده وبحركة خاطفة تردد في المكان صدى صوت كسر معصم يده وتلاها صوت تألماته الخافتة ، اقتربت منه اكثر عندما سقط على قدميه من الألم ولكمته في وجهه بقوة فترنح ، لكنها لم تكتفي بل ظلت تسدد لكمات كثيرة في وجهه ولم تتوقف حتى بعدما سالت الدماء من وجهه بأكمله .. لم تتوقف حتى بعدما توقف جسده عن الحركة ، والباقي لا يعلمون هل يخبروها بأن تتوقف ؟ أم هو يستحق مصيره ؟
" توقفي "
قالها ألكس من بعيد لكنها لم تأبه له ، اقترب ألكس اكثر وسحبها للخلف ثم وقف أمامها كحاجز بينها وبين والده سيفروس وقال بصرامة
" كاتاليا توقفي انتي .. "
قطعت كلامه عندما هجمت عليه بشراسة كاسرتًا قدمه بدون تردد ..
كاد ان يتدخل الجميع لكنه صرخ قائلًا
" لا أحد يقترب "
تراجعت خطوتين للخلف ولاتزال رافعةً قبضتيها في وضع الأستعداد للهجوم ، بينما هو كتم صوت تألمه ووقف وكأن قدمه لم تُهرس منذ قليل وقال بهدوء
" كاتاليا إنه انا .. لا تخافي إنه أنا "
حركت الأرض من تحته لكنه قفز بعيدًا ووقف مجددًا بدون ان يظهر تعابير الألم
" كاتاليا انا صديقك لستُ بعدوًا .. لا تجعليني أفعل شيء أندم عليه "
هجمت وكأنها لا تسمع لكن هذه المرة ألكس لم يبتعد بل لوى يدها خلف ظهرها واسقطها على الأرض وثبتها بقوة رغم محاولاتها في الخلاص من تحت قبضته ، قال ألكس بدون ان يتحرك حيث أنها مددة على الأرض وهو فوقها لآويًا يدها
" اهدئي ، اهدئي .. انتِ بأمان الآن ، انتِ بأمان يا صديقتي "
قلت حركتها شيئًا فشيئًا حتى توقفت ، دقائق مرت قبل ان تقول
" أيمكنك ترك يدي ؟"
ترك يدها ببطئ لعلها تخدعه لكن ما إن تركها حتى أعتدلت جالسة على الأرض وفركت يدها بألم وقالت بحزن
" آسفة لم اقصد التفكير في قتلك "
رفع رأسها بأصبعه وقال وهو ينظر لعينيها
" لا بأس المهم انكِ بخير .. يمكنني التألم الآن "
تبدلت ملامحه الهادئة إلى الألم بينما هي سرحت في ملامحه القريبة قليلًا من انبعاج حاجببه إلى .. قطع تفكيرها صوته قائلًا
" ايمكنك مساعدتي على الأقل ؟"
"أوه صحيح ، آسفة "
تعالت الشهقات عندما وقف غابريل امام كاتاليا في لمح البصر وقد اخترقته قبضة والده النارية فسقط ارضًا ، تجمدت في مكانها اكثر عندما رأت الدماء تخرج منه ، جلست على ركبتيها حتى تضغط على جرحه لعلها توقف النزيف فقالت له بدموع 
"لا لا .. كل شيء سيكون بخير ، كل شيء سيكون بخير "
ظلت ترددها بدون وعي فأمسك يديها بوهن وقال " أحبك "
سقطت يده فشعرت وكأن الاحداث تُعاد ، صرخت قائلة بين دموعها ولم تتوقف عن الضغط
" ليساعدني أحد "
هجم بعض رجال الجيش على سيفروس حتى يقيدوا حركته بينما قال لها ألكس
" كاتاليا توقفي .. لقد مات "
كذبته بشدة ولم تبتعد عن غابريل إلا عندما سحبها ألكس وحملها بعيدًا وسط صراخها المخلوط بالبكاء الهستيري فقد فقدت شخصًا عزيزًا آخر .

اصابتها حاله من الجمود لدرجة انها لم تغسل يدها من الدماء فغسلها لها ألكس ولم يسمح لأحد بالدخول للمنزل حتى تهدأ ، لكن ورغم ذلك اغمضت عيناها بألم عندما سمعا صراخ أورناندو
" لا لا أخي ارجوك لا ترحل .. اخي"
شعرت بغصة حارقة في جوفها فنامت على الأريكة بقلبٍ مزقه الفقدان للمرة الثانية .

مرت أيام على دفنه فقالت لأصدقائها المجتمعين حولها
" يجب ان نذهب لمملكة النار فقد تأخرنا "
لم يعارضوها ربما لأنها لم تخرج من غرفتها إلا الآن .

وصلت للحدود وعبرتها لتدخل لمملكة النار ، التهليلات احاطتها لكنهم تركوا ممرًا حتى تمشي فيه ، بتعابير باردة ردت عليهم حتى وصلت لمنبر يطل على ملايين السكان ينتظرون خطابها ،فقالت ببحة صوت بسبب البكاء
" منذ اسبوعان فقدت صديق عزيز علي لذا سامحوني إن كنت .. إن كنت .. "
شردت فصمتت لكن جين قالت لها عبر سماعة الأذن " ركزي "
افاقت كاتاليا ونظرت للحشد الذي ينظر لها بأمل كبير ، فراودتها الشكوك مجددًا .. هل هي تستحق كل هذا ؟
تنفست بعمق ، لا تجد الكلمات المناسبة لقولها لهم
" لا تقلقي انتِ لستِ وحيدة "
نظرت لجانبها فوجدت أميراديل قد عاد بعدما اختفى فترة ، ابتسمت له ثم اكملت حديثها في مكبر الصوت الذي امامها
" لست انا من سأساعدكم بل انتم من ستساعدوني ، انا لا شيء بدونكم يا رفاق .. انتم من تدعموني ، انتم أهم ، من انا بدونكم ؟ كلما افقد الأمل في نفسي اتذكركم فأعاود النهوض فقط من اجلكم انتم .. اشعر بكل واحد فيكم واعلم ان آمالكم كبيرة وانا لن اخذلكم ابدًا .. قطعة من كل شخص فيكم تجمعت معًا لتصبح انا .. من الآن وصاعدًا وبصفتي الأفاتار فأنا الغي كل قوانين الزواج والأسوار لن تمنعكم من الخروج للممالك الأخرى .. حان وقت إتحاد الممالك لتصبح أمة واحدة "
صرخوا مؤيدين وكأنهم حصلوا على حكم الإفراج ..
وكم كانت سعيدة بسعادتهم .

******************************

قد اتأخر في تنزيل الفصول الأخيرة لكني سأعود حتمًا .

رمضان كريم .

الافاتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن