كاتاليا
فتحت عينيّ لأجد اني لأ أزال على فراشي فعلمت انني كنت احلم لا أكثر ، كدت ان أنهض لكن هناك شيء غريب في الغرفة ، انا متأكدة ان فراشي كان في اتجاه اليمين وليس اليسار كما ان تلك الخزانة كانت في اتجاه اليسار وليس اليمين وتلك الكتب ايضًا ليست في مكانها ، ما الذي حدث هنا ؟!
هل يتبدل أثاث الغرفة ام ان هذه مزحة آخرى من الشقي سامر ؟
نهضت ببطئ وانا ألقي نظرات لكل شيء في الغرفة فابتأكيد انا لم اُجن ْ، أليس كذلك ؟ .
أردت الخروج من الغرفة فربما الأمين يعلم ماذا حدث ، لكن هذه مشكلة كبيرة ..
عندما فتحت الباب لم اجد ذلك الممر الطويل بل وجدت تلك الغرفة التي كنت فيها مع كولوسين ، هذه ليست المشكلة يا احمق ، المشكلة هي انني ارى نفسي جالسة بجانب كولوسين التي تحكي لنفسي ما حكته بالفعل البارحة ..
لكن انا هنا فكيف ان اكون هناك ثم لماذا الأثاث ليس في مكانه ؟ كل شيء في عكس مكانه ، اقتربت من نفسي ببطئ لكنها لم تنظر لي .. وكأنني غير مرئية ، اصتدمت بشيء لا أراه .. شيء منعني من لمس نفسي .. شيء شفاف لا يمكنني رؤيته ، وفجأة وجدت نفسي واقفة امامي ووضعت يدها على ذلك الشيء الذي يشبه الزجاج .. لا لا بل مرآه وقالت بصوت منخفض يشبه الهمس
" هذا ليس حقيقي "
لم يكن مصدر الصوت فمها الذي تحرك بل من بعيد جدًا ، لكني تراجعت للخف عندما كُسرت عنقي .. اقصد عنق نفسي الأخرى
لكن صوت طحن العظام كان سيئًا جدًا ، كدت ان اركض هاربة من شكل انعكاسي الميت لكن الأرض اختفت من تحتي فسقطت في الظلام لأصرخ بفزع من هول المفاجأة .في غرفة ما في مكتبة الأجيال
انتفض فجأة جسد الأمين ليسقط على الأرض فأتجه ابنه له قائلًا بخوف
" ابي .. ابي هل انت بخير ؟ ماذا حدث ؟ "
فتح الأمين عينيه بأرهاق ليفرك عنقه بألم وقال بصوت مبحوح
" لا تقلق مجرد كسر في الرقبة .. لم استطع مساعدتها .. لقد غرقت في الظلام ولم اجدها "
ظهر الإحباط على الأصغر لينظر لجسد كاتاليا النائم بدون حراك لكنه قال وهو يساعد والده على النهوض
" فالنعالج أولًا رقبتك ثم نطلب المساعدة "
نهض الأمين متكئًا على ذراع إبنه والألم ظاهر على قسمات وجهه المتعب .وقف غيوجين امام مدخل المكتبة في انتظار ان تخرج كاتاليا لكنه لم يتوقع ان تخرج محمولة على الأكتاف ، ظل يسأل ويتحدث لكنهما لم يفهما ما يقوله مما ذاد غضبه اكثر فقال سامر ليهدئه
" غيوجين اهدأ قليلًا انها بخير لكن ليس لوقت طويل .. علينا إعادتها لمنزلها أولًا "
أمسك غيوجين اعصابه وانحنى حتى يضعوها عليه ، ففعل الأمين ثم قال لأبنه بجدية ورقبته قد لُفت بقماش ابيض
" سامريموس المكتبة في حمايتك اثناء غيابي .. كن فتًا جيدًا .. كن مسئولًا "
كاد ان يصعد على ظهر غيوجين لكن فاجئهُ احتضان سامر له من الخلف وقال
" سأفعل ابي .. سأفعل "
ثم تركه ليصعد الأمين الذي أمسك بيد كاتاليا حتى لا تسقط اثناء التحليق ، ظل ينظر لأبنه حتى ابتعد غيوجين عن المكان ، لم يتحدث اي منهما فقد أصابت الفوضى عقل كل منهما .
أنت تقرأ
الافاتار
Fantasyهذه القصة ليست رومانسية وليست لضعاف القلوب ليست لمن يبحث عن قصص قصيرة لا هذه القصة للشجعان للأصدقاء الحقيقيين لمن ضحوا بحياتهم لمن لا يتخلى عن احبائه ابدا لمن آمنوا بها لتبقى . الحكايات خالدة تتوارث من جيل الي جيل حتى لو مات صاحبها من عاشها وشعر به...