الفصل الثلاثين :- خلف المرآه

698 77 19
                                    

كاتاليا

فتحت عينيّ لأجد اني لأ أزال على فراشي فعلمت انني كنت احلم لا أكثر ، كدت ان أنهض لكن هناك شيء غريب في الغرفة ، انا متأكدة ان فراشي كان في اتجاه اليمين وليس اليسار كما ان تلك الخزانة كانت في اتجاه اليسار وليس اليمين وتلك الكتب ايضًا ليست في مكانها ، ما الذي حدث هنا ؟!
هل يتبدل أثاث الغرفة ام ان هذه مزحة آخرى من الشقي سامر ؟
نهضت ببطئ وانا ألقي نظرات لكل شيء في الغرفة فابتأكيد انا لم اُجن ْ، أليس كذلك ؟ .
أردت الخروج من الغرفة فربما الأمين يعلم ماذا حدث ، لكن هذه مشكلة كبيرة ..
عندما فتحت الباب لم اجد ذلك الممر الطويل بل وجدت تلك الغرفة التي كنت فيها مع كولوسين ، هذه ليست المشكلة يا احمق ، المشكلة هي انني ارى نفسي جالسة بجانب كولوسين التي تحكي لنفسي ما حكته بالفعل البارحة ..
لكن انا هنا فكيف ان اكون هناك ثم لماذا الأثاث ليس في مكانه ؟ كل شيء في عكس مكانه ، اقتربت من نفسي ببطئ لكنها لم تنظر لي .. وكأنني غير مرئية ، اصتدمت بشيء لا أراه .. شيء منعني من لمس نفسي .. شيء شفاف لا يمكنني رؤيته ، وفجأة وجدت نفسي واقفة امامي ووضعت يدها على ذلك الشيء الذي يشبه الزجاج .. لا لا بل مرآه وقالت بصوت منخفض يشبه الهمس
" هذا ليس حقيقي "
لم يكن مصدر الصوت فمها الذي تحرك بل من بعيد جدًا ، لكني تراجعت للخف عندما كُسرت عنقي .. اقصد عنق نفسي الأخرى
لكن صوت طحن العظام كان سيئًا جدًا ، كدت ان اركض هاربة من شكل انعكاسي الميت لكن الأرض اختفت من تحتي فسقطت في الظلام لأصرخ بفزع من هول المفاجأة .

في غرفة ما في مكتبة الأجيال

انتفض فجأة جسد الأمين ليسقط على الأرض فأتجه ابنه له قائلًا بخوف
" ابي .. ابي هل انت بخير ؟ ماذا حدث ؟ "
فتح الأمين عينيه بأرهاق ليفرك عنقه بألم وقال بصوت مبحوح
" لا تقلق مجرد كسر في الرقبة .. لم استطع مساعدتها .. لقد غرقت في الظلام ولم اجدها "
ظهر الإحباط على الأصغر لينظر لجسد كاتاليا النائم بدون حراك لكنه قال وهو يساعد والده على النهوض
" فالنعالج أولًا رقبتك ثم نطلب المساعدة "
نهض الأمين متكئًا على ذراع إبنه والألم ظاهر على قسمات وجهه المتعب .

وقف غيوجين امام مدخل المكتبة في انتظار ان تخرج كاتاليا لكنه لم يتوقع ان تخرج محمولة على الأكتاف ، ظل يسأل ويتحدث لكنهما لم يفهما ما يقوله مما ذاد غضبه اكثر فقال سامر ليهدئه
" غيوجين اهدأ قليلًا انها بخير لكن ليس لوقت طويل .. علينا إعادتها لمنزلها أولًا "
أمسك غيوجين اعصابه وانحنى حتى يضعوها عليه ، ففعل الأمين ثم قال لأبنه بجدية ورقبته قد لُفت بقماش ابيض
" سامريموس المكتبة في حمايتك اثناء غيابي .. كن فتًا جيدًا .. كن مسئولًا "
كاد ان يصعد على ظهر غيوجين لكن فاجئهُ احتضان سامر له من الخلف وقال
" سأفعل ابي .. سأفعل "
ثم تركه ليصعد الأمين الذي أمسك بيد كاتاليا حتى لا تسقط اثناء التحليق ، ظل ينظر لأبنه حتى ابتعد غيوجين عن المكان ، لم يتحدث اي منهما فقد أصابت الفوضى عقل كل منهما .

الافاتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن