الفصل التاسع عشر:- مواجهات

730 88 5
                                    

في زنزانة ألكس وتوماس بعدما خرج غابريل مع كاتاليا .
نظر ألكس بغضب لتوماس لكنها تحولت لدهشة عندما رأى توماس يحاول فتح قفل يديه المكبلتان بمفتاح صغير ، فقال
" من اين اتيت بالمفتاح !؟ "
نظر له توماس وحبات العرق على جبينه
" اعطتها لي كاتاليا .. عندما احتضنتني وقالت ايضاً ان المساعدة في الطريق .. تباً ، لا استطيع فتحها "

" انها تعتمد علينا لذا اهدأ وحاول مجدداً "
حاول توماس مجددا الى ان سمع صوت فتح القفل ، نهض سريعاً واتجه لألكس وفتح قفله ، حاول ألكس فتح الباب الحديدي ولكنه لم يفتح فقال بغضب
" اللعنة .. تباً انه لا يفتح "

" بأمكانك ان تذيب الحديد بالنار " قالها توماس

" صحيح .. لكنه سيستغرق وقتاً "

" لا يهم فقط حاول "
وقبل ان يحاول ألكس ، فُتح الباب وحده
فأتخذ ألكس وضعية القتال
وبسبب الظلام الشديد لم تتبين ملامح من فتح الباب فأشعل ألكس يده حتى يرى من هذا الشخص الغامض ، وماإن فعل حتى قال بأندهاش " رون ! ماذا تفعل هنا !؟ كيف .. " قطع كلامه يد رون التي وضعت على فمه وقال " هشش .. ستكشفنا ، اتبعاني بصمت "
أومأ له بنعم ومشيا خلفه بهدوء ، رغم ملايين الأسئلة التى تدور في رأس ألكس لكنه صمت .
مرت بعض الدقائق الصامتة لكنهم تصنموا
عندما رأو غابريل يحمل كاتاليا و يركض بها ، وقف امامهم وقال بهمس مسموع
" خذوها .. سأجلب والدها .. قابلوني عند البوابة الشرقية "
أخذ ألكس كاتاليا وقبل ان يتحركوا شعروا بهزة أرضية قوية فوقهم ، فقال رون " لقد بدأوا الهجوم .. ألكس اذهب انت بها وانا وتوماس سنخلي لكم الطريق .. وانت اذهب واحضر والدها "
قال الجملة الاخيرة لغابريل ، وما إن انتهى حتى تحرك الجميع لأداء مهامهم .

ذهب غابريل الى زنزانة والدها وقال بسرعة " انا صديق كاتاليا وانا هنا لأساعدك "
" هل هي بخير ؟ " قالها بقلق فأومأ له غابريل بنعم وفتح قيده وقال بجدية
" اتبعني ولا تتوقف مهما حدث "
وعندما خرجا من الزنزانة اهتز سقف الردهة الطويلة بقوة معلناً انهياره في اي وقت ، فقال غابريل بصوت عالي
" اركض " لم يكن ريتشارد (والد كاتاليا)
بحاجة لأن يخبره غابريل بهذا لأن غريزة البقاء دفعته للركض بأسرع ما يمكنه وكل ما يفكر فيه هو ان يطمئن على ابنته قبل
ان يُدفن في هذا المكان .

قاتل رون وتوم كل الجنود الذين وقفوا في طريقهم ، ليعبر ألكس بكاتاليا سالمين
بدأ الاجهاد يظهر على رون حيث انه يقاتل وفي نفس الوقت يمنع السقف من ان يسقط عليهم لانه متحكم بالأرض ، لاحظ توم هذا فحاول ان يقاتل هو وحده لكن رون رفض هذا بالطبع ، قال ألكس فجأة " يا رفاق .. انها تستيقظ "
" انها بخير " قالها رون بأرتياح
" هل اتخيل ام اني سمعت صوت رون"
قالتها بصوت منخفض ، فقال رون
" انتي لا تتخيلين .. انا هنا فعلا "
ابتسمت بوهن ولكنها سرعان ما اختفت
وقفزت فجأة لتقف على قدميها وقالت بخوف شديد " لقد تأخرتم .. لقد اخذ معظم طاقتي " نظر الجميع لها بصدمة
ففقد رون تركيزه وبدأ السقف يسقط تدريجياً وفات الأوان على ان يوقفه ،
ركض الجميع بسرعة وسمعت رون يتحدث ويقول بسرعة " افتحوا البوابة
الشرقية .. افتحوها بسرعة "
نظرت امامها عندما لمع ضوء من بعيد وسرعان ما ذاد الضوء ، لكن السقف فوقهم يسقط بسرعة ومن المستحيل ان
يخرجوا من هذا المكان احياء ، كان عليها
ان تفكر بسرعة ورغم آلام جسدها قررت ان تخاطر ، وفي اللحظة التي سقط فيها السقف ألتفتت بسرعة وأوقفت الانهيار
ظهر الألم على وجهها وقالت بصوت عالي حاولت ان يكون قوياً " اخرجوا هيا "
" ماذا عنكِ" قالها ألكس
  "لا تجادلني " كانت نبرة صوتها جادة جداً ولا يوجد مجال للنقاش فسحبه توم وخرجوا سريعاً ، لكن رون بعدما خرج صنع دائرة من الارض حول كاتاليا التى انهارت طاقتها وسقط فوقها كل شئ ،
حاول رون قدر الامكان ان يتماسك فحيات الافاتار تعتمد عليه .

كاتاليا 
انهارت قوتي فجأة ولم استطع المقاومة اكثر .. سمعت الاحجار وهى تسقط بقوة فوقي، ظننت اني سأموت او على الاقل تتكسر عظامي اسفل هذه الصخور لكن لم
اشعر بشئ .. هو هذا هو شعور الموت ؟
فتحت عيني ببطئ ليقابلني الظلام، فأشعلت يدي لأجد اني داخل كرة صلبة
هذا يعني اني لم امت وان رون قد انقذني ، بدأت اسمع الصخور تتحرك واصوات لم افهم منها شيئاً ، حاولت ان ابقي عيني مفتوحة واقاوم شعور الألم
وما هي إلا ثواني حتى بدأت الكرة تنفتح
ويدخل الضوء الضعيف ، شعرت بأحد يحملني لم ارى من فقد كانت الرؤية ضبابية .
شيئاً فشيئاً بدأت ارى جيداً .. رأيت ان ألكس وهو يركض ناحية غابريل ورجل يتسند عليه .. رأيت الدمار في كل مكان
والغيوم السوداء بدأت في الاختفاء .. رأيت مارتن الجالس بجانب رون النائم ..
رأيت جنود مملكة الماء بملابسهم المميزة .. رأيت جين وهي تداوي جرحها .. رأيت التؤمان وهما يساعدان الجرحى والمصابين .. مهلاً مهلاً مهلاً ..
اعدت نظري لغابريل مجدداً وركزت جيداً
انه ابي .. يا ألهي انه ابي ، وبدون وعي قلت " ألكس .. انزلني بسرعة "
بعدما انزلني ركضت نحو ابي سريعاً متناسية كل آلام جسدي .. نظر لي بأندهاش تحول سريعا لأبتسامة وركض ناحيتي رغم الدماء التي تحيط قدمه ..
احتضنته بشدة .. كم اشتقت له .. ولحكاياته .. ابتسامته الجميلة ..
" كم اشتقت لك ابي .. سعيدة انك بخير "
" انا بخير لولا مساعدة صديقك "
قالها واشار لغابريل فنظرت له بأمتنان .

وفي نهاية اليوم وعند الانتهاء من عد الناجين والمصابين والضحايا والاسرى وعدم العثور على الملك ، اجتمعنا اسفل شجرة كبيرة يبدوا عليها كبر السن
تسائلت قائلة " لماذا لم تأتي لونا ؟"
" لديها مشاكل في المملكة  عليها حلها .. لذا اعتمدت علي وارسلتني لأنقاذك " قالها مارتن بفخر ولكن جين قالت بسخرية " اعتمدت عليك؟ ذكرني من الذي كان يترجاها باكياً لتسمح له بالذهاب " ضحكت بخفة .. لكنها تحولت
لضحك هستيري عندما تخيلته .. واشترك
الجميع في الضحك على الرغم من كل ما حدث .. رغم الحزن المخيم داخل قلوبنا
رغم التفكير المستمر .. فما فائدة الحياة القاسية بدون ضحكات لتدغدغها قليلاً فتبتسم لنا الحياة ولو بعد حين .

في مملكة الارض داخل احد غرف القصر الامبراطوري
وقفت الامبراطورة بكبرياء وغرور امام رجلان بملابس رثة مليئة بالاتربة وقالت ببعض الشماتة وبصوت صارم
" اذاً لقد فشلت في مهمتك .. لقد خيبت آمالي قليلاً "
وألتفتت بحيث يكون ظهرها لهم ، فلم ترى النظرات النارية في أعينهم واكملت ببرود " على كلاً لقد وضعت خطة بديلة
وبما انكما فشلتما .. فسأنفذها بنفسي"
ثم نظرت لهما بأشمئزاز وقالت
"اذهبا وغيرا ملابسكما المقرفة .. هيا اذهبا "
وبعدما خرجا من الغرفة قال جون بغضب
" كيف لها ان تتحدث معنا هكذا .. هذه المغرورة المتكبرة "

" جون اهدء قليلا .. نحن بحاجة لها وعندما تمسك الافاتار .." صمت ومشى خطوتين للأمام ثم اكمل بغضب شديد
"سنحاسبها على كل حرف قالته .. سأحاسبها اشد حساب "
واكمل مشيه وهو يتوعدها ، لكنه توقف وقال بتحذير " لا تخبرها بأن الدرع لا يزال معنا .. لا تخبرها ابداً "

" لن اخبرها .. ثق بي صديقي "
اومأ له برأسه واكمل مشيه في الردهة الطويلة الخضراء وعيناه تقدح شراً .

الافاتار حيث تعيش القصص. اكتشف الآن