الافاتار

الفصل العشرون :- توضيحات

في الصباح اتى غيوجين فجلست انا والاصدقاء فوقه ليحلق للأعلى برشاقة بزيله الضخم ، سعدت جدا برؤيته ،و تركنا الجنود ليكملوا سيرا على الاقدام .
ظل رون نائم بعدما لفُت قماشة بيضاء على رأسه ، بينما جلس ابي بجانبي .. ولفُت قدمه المصابة بقماش ابيض .

كان الصمت سيد المكان وكل شخص بدا وكأنه في عالم اخر .. ولكن قطع هذا الصمت صوت ألكس " كيف اشعلتي النار
بدون نار من حولك ؟ هذا السؤال يدور في رأسي منذ فترة "

" لا افهم سؤالك " قلتها بأستغراب ، فوضح لي التؤمان وكل منهما يكمل كلام الآخر
" يقصد ان متحكميّ النار والماء لا يمكنهم التحكم فيهما بدون وجود نار او ماء حولهما .. اي ان المتحكمين لا يمكنهم صنع العنصر من الفراغ .. بل يجب ان يكون العنصر موجود بالفعل حتى يتحكم به .. الهواء والارض موجودان في كل مكان لذا هما من اقوى العناصر .. فكيف اشعلتي يدكِ داخل الكرة الحجريه .. بدون نار حولك"

حسناً انا مشوشة .. كيف فعلتها اذا كان مستحيل فعلها بدون وجود العنصر ، فقلت بتشوش " لا اعلم .. لقد فعلتها رغم ضعفي وقتها "
صمت الجميع لكني قلت بعدها موجهة كلامي لغابريل " كيف غيرت شكلك ؟ اعني كيف اصبحت مثل ألكس ؟"
نظرت له منتظرة الإجابة لكن مارتن قال
" انها الهبة الخاصة به "

" ما هي الهبة ؟" قلتها بأستغراب ، فردت جين على سؤالي قائلة

" الهبة هي شئ وحدك من تستطيعين فعلها .. كما ان الهبة تولد معكي .. قليلون من يولدون بالهبة "

فقلت لها بأبتسامة
" اذا مارتن لديه هبة .. وهي قراءة الافكار وغابريل يغير شكله "

فكرت قليلاً ثم قلت
" هل هذا يعني انني لدي هبة وهي التحكم في النار بدون وجود نار حولي؟"

" لا اعلم " قالتها بأستسلام

"لم تكن اول مرة .. عندما كنت في منزلي في القرية .. احيانا كانت تشتعل يداي .. واحيانا اخرى كنت اجمد المكان
في الحقيقة هناك شئ لم اخبركم به"

نظر لي الجميع في ترقب .. لقد وعدت امي اني لن اخبر احد .. لكن يجب ان يعلموا الحقيقة ، فقلت بعد تردد
" تتذكرون عندما اتهمتكم قريتي بأنكم
جمدتم البحيرة .. حسناً في الحقيقة .."
توترت جدا ولكني اخذت نفس طويل ثم اكملت " انا من جمدتها "
نظر لي الجميع بصدمة ولكني قلت بسرعة " لم اقصد .. لقد كان حادثاً "

" وضحي كلمة حادث " قالها ألكس بنفاذ
صبر ، فقلت بتوتر حاولت اخفاءه
" كما تعلمون لم اخرج من بيتي ابدا بسبب خوف والداي علي من اهالي القرية ، ولكن الفضول داخلي كان يزداد
يوماً بعد يوم .. فقررت ان اخرج سريعاً
في الفجر وألقي نظرة على المكان واعود بسرعة ولن يلاحظ احد .. فخرجت .."

قاطعني مارتن قائلاً
" تقصدين تسللتي للخارج "

" تسللت للخارج .. ونظرت للمكان ولكن
ما لفت انتباهي هو البحيرة الجميلة ..
كانت زرقاء وصافية و .."

قاطعني ألكس قائلاً
"لا اريد قصة حياتك بل اريد كيف جمدتي بحيرة كبيرة بدون تدريب"

" لو صبرت قليلاً كنت ستعلم .. على كل
حال .. جلست امام البحيرة واغمضت
عيناي ، كنت افكر في اشياء كثيرة ..
وبطريقة ما اصبحت افكار سوداوية وكئيبة .. وعندما شعرت ببرودة الجو
فتحت عيني لأجد ان البحيرة اصبحت
قطعة ثلج كبيرة .. النهاية "

فكر ستيفن بصوت عالي فقال لأخيه
" كيف لأفكار ومشاعر ان تجمد بحيرة
كبيرة كهذه سفين "

"لا اعلم اخي .. انا لا اعلم "

بدأت اشعر ببعض الدوار وصداع خفيف
" هل انتي بخير ؟"
نظرت بعدم فهم لألكس .. لا اعلم ماذا قال .. سمعته يتحدث لكنها مسحت من رأسي .. لا اعلم ماذا اقول له ، لكنه قال بعدما طال صمتي " اتسمعيني ؟ هل تشعرين بشئ ؟"
نظراته القلقة حيرتني كثيرا ، لكني قلت
" انا بخير " رغم اني لست كذلك

فقال مارتن
" كيف ستكون بخير وهي لم تعوض بعد ما فقدته من طاقتها "

نظرت لرون وهو يعتدل في جلسته ، فقلت بنبرة حاولت جاهدة ان تكون طبيعية " سعيدة انك بخير .. كما إني بخير ايضاً يا مارتن"

نظر لي نظرة تقول ' على من تكذبين'
وقال " كم مرة نقول اننا بخير على الرغم من اننا لسنا كذلك .. نحن اصدقائك ودعمك وعائلتك ايضاً .. فلا داعي لأن تخفي علينا اي شئ "

نظرت له بأمتنان .. انه يفهمني جيداً
بل يقرأ افكاري جيداً
تنهدت وقلت بهدوء " كم انا محظوظة بكونكم اصدقائي .. ممتنة لوجودكم "
نهضت بعدما مر بعض الوقت وجلست فوق رأس غيوجين افكر بصمت وانا أتأمل المنظر البديع .

نتعافى بالأصدقاء وان كانوا حطاماً وان هزمهم الاكتئاب ، نتعافى بمجرد وجودهم
بصحبتهم وان جلسنا صامتين ، نتعافى بمحبتهم ولو في البُعد ، بأحساس ان هناك من يتقبلنا على حقيقتنا،ويحبنا كما نحن.

نحن البشر نظن ان الألم هو ألم جسدي فقط لا يعلمون ان الألم النفسي اقوى بكثير .. بل يمكن ان تحطم كلمة واحدة نفسيتنا .. ونحاول جاهدين ان نلملم شظايا جروحنا خارجاً .. لكن اجمل ما في الامر ان لا احد يعلم .. لا احد يشعر ..
لا احد يسأل .. وبطبيعة الانسان الانانية
يطلبون منا عدم التغير .. فنخفي اوجاعنا
وآلام جروحنا وتشوه ارواحنا خلف ابتسامة مزيفة لنرضي من حولنا ..
فالشمعة تحتضن خيط هلاكها وتتمسك به
لتنير الطريق لمن حولها ..حتى تنطفئ الى الابد .. فيرمون بقاياها بأهمال .. ويكملون حياتهم وكأنها لم تكن يوماً
جزءً منها .. كذلك معظم الأشخاص في حياتنا القصيرة ..

ماذا عن الحب ؟
الحب! الحب .. هو شئ نادر احساس لا نشعر به سوى مرة واحدة فى العمر .. لكن .. بصغر سننا و قلة خبرتنا في الحياة
لا نفرق بين الحب والخداع .. لا نفرق بين
الحب و الاعجاب .. فالاعجاب يختفي بسرعة ، بينما الخداع فهو مجرد لهو بين
اثنين لا يفقهان شيئاً .. وعندما ينتهي اللهو يضع كل منها الخطأ على الاخر ..
حتى الحب قد تشوه .. حتى الحب اصبح
مجرد مصلحة .. مجرد كذب وخداع من اجل المال ..
رجاءً اخبروا من فضل المال على والديه ان المال مجرد ورق وان لا احد باقي في هذه الدنيا .. وان لديه خياران لا
ثالث لهما .. إما ان ينفق ماله على العلاج
ويعيش وحيداً فقيراً ..
او ان يكون ابخل من ان يصرفه فيموت  تاركاً كل امواله العزيزة في الدنيا وينتقل هو للأخرة .. وفي الحالتين سيموت .. عاجلاً ام آجلاً ..

الحياة ليست سوى سهم ينطلق بأتجاهك
وستنتهي حياتك عندما يصل السهم لك..
من فضلكم اخبروا من وعدوا بالبقاء للأبد
ان البقاء لله وحده .