كاتاليا
تزداد الضغوطات والعمل يومًا بعد يوم والمطالب كثيرة والآن علي سماع ذلك المحامي وهو يتلو علي القوانين من البداية حتى النهاية
" القانون المائة والعشرون البند الخامس لا يسمح لغير النبلاء دخول الأراضي الملكية إلا في الضرورة .. "
لمَ هو بطيء هكذا ؟
لو فقط يمكنه ان يكون بطيء لكن غير مُمل
" هل سمعتي ما اقوله ؟ سأبدأ من جديد "
بدون وعي صرخت فيه
" لا .. صدقني سمعت كل حرف من كل كلمة "
نظر لي بتفاجؤ ، اشعر بأني حمقاء ..
نظرت للساعة فقلت بأبتسامة لأخفي توتري
"أوه انظر إنه وقت الغداء "
نهضت سريعًا و ما إن خرجت من الغرفة حتى تنفست الصعداء ، اللعنة ، ظهري يؤلمني من الجلوس على المقعد اللعين
" انتِ بخير ؟"
نظرت لمارتن وقبل ان اجاوب ضحك بشدة فأنتظرته ، وعندما انتهى قال
" ذلك العجوز الخرف المزعج هو عمي الثالث عشر .. المهم ، الغداء يُناديكِ سموك "
ضربته في كتفه عندما تحدث برسمية ، فتظاهر بالألم ، قلت له بأبتسامة
" تعلم انك اسوء ممثل في الوجود صحيح ؟ "
ضحكنا ، فمضى الوقت بسرعة متعمدًا إغاظتي بسلطته الطاغية وكأنه ينبهني بأننا فانيون .. ولن يوقفه أحد حتى اقوانا واشجعنا ، ففي النهاية من سيقف امام القدر ! ." سأنتبه على نفسي ، لا تقلق "
كمحاولة أخيرة لأطمئن حارسي العنيد حتى يتركني اتجول متنكرة في شوارع المملكة ، قال ألكس
" لا تستخدمي نظرات الكلب المترجي معي .. حسنًا لكن لساعة واحدة "
حسنًا كان لابد ان يوافق على كل حال .
اخيرًا ابتعدت عن الفساتين وتلك الأشياء المزعجة التي تجعلني تشعر بالخنق كلما تحركت ، ارتديت القلنسوة وسرت بعيدًا عن الأسوار ..
هدوء اجتاحني رغم صخب السوق وازدحامه بالبشر ، لكن رؤيتهم متكاتفون معًا جعلتني اعلم جيدًا ان كل ما فعلته وحاربت من اجله .. كل ما مررت به من ايام قاحلة مؤلمة ، لم يذهب هباءً .. تضحية ابي وصديقي العزيز غابريل قد اثمرت ، لا أحد وحيد بعد الآن .
شعرت بشيء يصتدم بقدمي فنظرت لأجد طفلة صغيرة ممسكة بطرف قميصي وكأنه حبل نجاتها ، عينيها غارقتان في بحور الدموع تاركة شلالات تسيل
" أي .. أيمكنك مساعدتي .. آنستي ؟"
خرجت الكلمات مبعثرة من شفتيها ، فنزلت لمستواها لعل قلبها يطمئن ، كفكفت دموعها بمنديل ورقي كان بجيبي ثم قلت لها
" أضائعةٌ انتِ ؟"
اجابت بنعم ثم قالت
" اضعت امي في الزحام .. ايمكنكِ مرافقتي للمنزل ؟ اعلم الطريق لكني خائفة من الضياع مجددًا "
وافقت بالطبع ، سرت بجانبها بعد تمسكت بأحدى يديها الصغيرتان ، تخبطنا بالمارة والبائعين من كثرة الزحام حتى توقفت امام منزل من طابقين ، وهناك وجدت إمرأة تركض بأتجاهنا لكن سرعان ما علمت أنها والدتها عندما احتضنتها الأخرى ، وقفت الأم ثم قالت شاكرة
" شكرًا لكِ جدًا .. لا استطيع تحمل فقدانها هي الأخرى "
سمعتها تتمتم بالجملة الأخيرة لكني سمعتها بكل وضوح
" إذا سمحتي ارجوكِ انضمي لنا على العشاء .. انا واندا بالمناسبة وهذه روز "
وافقت بسرور مرحبة بالفكرة لكني لم انزل القلنسوة ولم اعرف عن نفسي وما إن عبرت مدخل المنزل حتى علمت اني في مشكلة كبيرة .. لقد وعدته بالعودة بعد ساعة ولم يتبقى سوى نصف ساعة ..
" ما هذا ال ... "
قلتها عندما رأيت ما لم اتوقعه يومًا .. وقفت كالتمثال امام باب الغرفة المفتوحة فسمعت الطفلة تقول
" إنه ابي ، يقول الأطباء انه لن يعود يومًا "
لا اشعر برأسي .. أهذا حُلم ام ماذا ؟ يا ألهي .. أدركت اخيرًا ان الأم غادرتنا منذ فترة حتى لا يحترق الطعام لكن هذا الأمر يستحق ان يحترق الطعام من اجله .
ذهبت راكضة للمطبخ وبدون ان اعلم وجدت نفسي اقف امامها و القلنسوة قد سقطت ، تجاهلت تجمدها وقلت بسرعة بعدما سحبت كرسي لأجلس عليه
" اخبريني كل شيء عن زوجك .. الآن "
تحدثت بحزم فالأمر لا يحتمل التأخير ، فقالت بعدما تخطت صدمتها وجلست هي الأخرى بعدما اطفأت نيران الموقد
" تعرض زوجي لحادث مروع منذ عشرة اعوام .. خاض شجار ماكان يجب عليه ان يخوضه ، خذرته لكنه لم يسمع ، وانتهى به الأمر عاجز عن التنفس بدون جهاز التنفس الأصتناعي .. عاجز عن العودة إليّ ليكون معي .. نصحني الأطباء بفصل جهاز التنفس وترك زوجي يموت بسلام فعودته مستحيلة لكني لن اتركه ابدًا .. سيعود يومًا انا متأكدة "
عدلت جلستي ثم قلت
" وماذا إن قلت انه سيعود الآن "
نهضت كالمسعوقة فقلت بصوت عالي
" اميراديل !"
ثواني حتى ظهر امامي لكن يبدوا انها لا تراه فقلت بأبتسامة
" اميراديل لقد وجدتك "" بالتأكيد فأنا امامك الآن "
" اقصد وجدت جسدك الحقيقي .. إنه هنا ، تعال تعال "
خرجت بسرعة فبعني وهو لا يفهم حتى دخلت للغرفة التي يرقد فيها جسده فقلت
" هذا انت .. لديك فتاة في الحادية عشر من عمرها وزوجة رائعة تحبك حتى الآن ، فماذا تنتظر هيا اذهب "
ظل ينقل نظراته بيني وبين جسده حتى ادرك ما اقوله فنظر لزوجته وابنته التي تحتضنها ولا تعلم ماذا يحدث سوى اني اتحدث للهواء ، تنفس بعمق ثم اخترق طيفه جسده الملموس ..
توقف جهاز القلب معلنًا الموت ، لكنه عاد جديد لكن مع حياة جديدة ..
لقد عاد للحياة ، الأمل هو ما اعاده ، امل زوجة في فرصة للتحدث مرة واحدة لزوجها وامل طفلة محرومة من والدها .بعد اربعة اعوام
تطورت التكنولوجيا بشكل كبير ، فظهرت الهواتف الذكية وصناعة الأفلام بدقة عالية الجودة ، والسيارات ثم السينما ، انتهى زمن الممالك وتحول العالم لدول وكل دولة لها حاكمها او ما يسمى بالرئيس ، ورغم السلام العام ظل هناك من يرفضون الأختلاط بالطبيعيين او من يتحكمون بعنصر مختلف عنهم ، لكن الشرطة دائمًا تقف لهم بالمرصاد .
اصبح أورناندو رئيسا على إحدى الدول العظمى ثم تزوج من كاثرين بعد تردد ومناقضات بين نفسه ، اعترف مارتن لكاتاليا بحبه لجين ،لكنه لم يملك الشجاعة الكافية لإخبار جين بنفسه .
الوقت الحاضر
داخل اهم قاعات القصر الملكي ، كانت جالسة على عرشها الذهبي ممسكة بهاتفها وبعدما غلبها الملل وضعته بعيدًا ، ضجة صدرت فجأة من خلف الباب العملاق الذي يفصل بين القاعة وبقية القصر ، ثواني حتى دخل ألكس بزيه العسكري المميز ثم قال
" كات ، هناك من يريدون مقابلتك ، يقولون ان الأمر ضروري لدرجة انهم رفضوا الإفصاح عنه إلا لكِ انتِ فقط "
اعتدلت على كرسيها بإنتباه ثم قالت
" إذًا ماذا تنتظر ! ادخلهم بسرعة "
لم يتحرك قيد انملة ونظر لها رافعًا حاجبه فقالت بعدما انتبهت لخطئها
" طبعًا سأنتبه لسلامتي وسآخذ حذري"
تمتم بعدما ألتفت ب" لا فائدة منها " ثم أعطى الأذن بدخول الغرباء .وقف ألكس متأهبًا بجانبها يترقب دخولهم ، وما هي إلا بضع دقائق حتى دخلت خمسة أجساد منهم فتاتين إثنين ، راقب ألكس تحركاتهم المريبة ، واحد منهم كان يسير ببطئ شديد وآخر يغطى رأسه بقلنسوة فلم تتبين ملامحه ، أما الثالث فكان ضخمًا بطريقة مرعبة وطويلًا ورغم انه كان يضع قلنسوة فقد ظهرت عينيه بشدة وكأنها تضيء بلون الشمس ، كانت ملابس إحدى الفتاتين بألوان فاتحة للغاية والأخرى عادية ، وأخيرًا وقفوا بتنسيق بحيث تترأسهم الفتاة العادية والشاب ذا العينين المضيئتين ، قالت الفتاة
" أتينا من مكان بعيد للغاية ، للأسف الوقت ضيق والحديث طويل لذا بإختصار .. هذه ليست النهاية .. لقد ماتت الساحرة البيضاء"
وقفت كاتاليا بتفاجؤ شديد ، امتلئت عيناها بدموع ساكنة ..
تعلقت عيون الشمس بها ولم يلحظها أحد حتى بعدما همس صاحبها بدون وعي
" رفيقة "****************************
وللحكاية بقية ...****************************
في جزء ثاني ان شاء لكن لن يكون طويل ولن انشره إلا عندما انتهي منه
شكر خاص لكل من وصل لهنا - تصفق وتوزع شيكولا -
شكرًا جدًا لكم ، كان الله معكم جميعًا .
ملحوظة : تم تعديل الفصل:)
أنت تقرأ
الافاتار
Fantasyهذه القصة ليست رومانسية وليست لضعاف القلوب ليست لمن يبحث عن قصص قصيرة لا هذه القصة للشجعان للأصدقاء الحقيقيين لمن ضحوا بحياتهم لمن لا يتخلى عن احبائه ابدا لمن آمنوا بها لتبقى . الحكايات خالدة تتوارث من جيل الي جيل حتى لو مات صاحبها من عاشها وشعر به...