احاول ان افتح عيني لكنها لا تستجيب ،
حاولت ان احرك جسمي لكنه ابى التحرك ، ظهري يؤلمني بشدة ، عقلي يريد ان يكمل النوم .. واخيرا فتحت عيني ببطئ ليواجهني الظلام من كل مكان ظننت للحظة اني اصبت بالعمى، لكن علمت ان الشموع قد انطفأت .
يبدوا اني نمت على الارض الصلبة القاسية ، اعتدلت ببطئ ، ومع كل حركة
اقوم بها يصدر صوت طرقعة فقرات ظهري .. نظرت إلى جانبي لأجد ألكس النائم .. رغم الظلام الدامس استطعت ولو قليلاً رؤيته .
" ستعتادين الامر " قالها توماس بأستسلام ، وكأننا سنبقى هنا للأبد .. لم تعجبني نبرة صوته المنكسرة ، فقلت له
" لما كل هذا البؤس؟ لا تقلق ..ما دمت في جانب الخير .. عليك ان تؤمن .. تؤمن بأن المستحيل ممكن .. وان كل شئ له نهاية .. وإياك ان تفقد الأمل حتى وان كان اصغر من ذرة الملح"
قلتها بثقة .. لا يمكنني ان اترك البؤس يتسلل رويداً رويداً لنفوسنا ، شعرت بأن توماس قد اقتنع بكلامي ولو قليلاً
" معكِ حق " قالها ألكس ، اذا لقد كان مستيقظ عندما تحدثت
مر بعض الوقت والصمت سيد المكان ، الى ان سمعنا صرير الباب الحديدي المزعج ، ودخل رجل يمسك طبق حديدي
وعليه شمعتان .. وعندما اقترب منا علمت انه غابريل ، فقلت لألكس بصوت منخفض " هذا هو " فهم اني اعني ان هذا هو من اتخذ مكانه .
اقترب من الطبق الفارغ الذي بجانبي واستبدله بالآخر الذي يمسكه
وعندما ألتف للخروج قلت له " ماذا كنت تقصد بأنك آسف ؟" نظر لي بأستغراب فقلت له موضحة
" عندما كنا على حافة الجبل .. في مملكة الهواء ، قلت انك آسف .. لماذا؟"
قلتها وانا انهض لأقف متجاهلة كل آلام عظامي ، حرصت على ان يكون هناك مسافة بيني وبينه ، نظر لي مطولاً نظرة
لم افهمها وقال بهدوء " آسف لأني خدعتك .. آسف على كل شئ فعلته ضدك .. آسف لاني جرحتك وخنت ثقتك بي " كان يقترب ببطئ مع كل كلمة يقولها الى وقف امامي وقال " اعترف اني كنت غاضباً منك .. لكن عندما تعرفت عليك اكثر .. علمت كم انتي طيبة ولطيفة وجميلة .. سامحيني "
استشعرت الندم والصدق في كل كلمة قالها .. نظرت مباشرة في عينيه ، فرأيت
الدموع المتحجرة فيها .. لا اعلم هل اسامحه ام لا .. هل يستحق غفراني؟
هل يستحق ان اسامحه .. مشاعري مضطربة جداً .. انا حائرة .
" لقد كنت ألوم نفسي كل يوم ظناً مني اني قتلتك .. لكن ها انت ذا امامي بعدما خدعتني وجرحتني بشدة "
ذادت الدموع داخل عينيه ولمعت ، فأكملت " لكني سامحتك بالفعل .. الجميع يستحق فرصة ثانية .. لكن إياك واضاعتها " كان لديه سبب ليفعل ما فعل بالتأكيد ، كان قرارا صعبا .. لكن نظرة الندم التي في عينيه صادقة جدا .
ما إن قلتها حتى نظر لي بعدم تصديق التي تحولت لأبتسامة كبيرة ، ثم احتضنني مطولاً ثم قال وهو يضع يديه على وجنتي " شكرا لكِ " وخرج سريعاً
والابتسامة لم تفارق وجهه .
لم اتوقع ردة الفعل هذه ، نظرت لألكس فوجدت الغضب مرسوم على ملامح وجهه المتعبة .. فقال توماس بتعجب
" لماذا سامحتيه ؟ انه السبب في اننا هنا " نظرا لي منتظرين الاجابة ، فقلت بأبتسامة " حتى يساعدنا على الهروب من هنا .. ويكون منقذنا وهكذا تسامحانه .. لأني فالفعل سامحته "
أنت تقرأ
الافاتار
Fantasyهذه القصة ليست رومانسية وليست لضعاف القلوب ليست لمن يبحث عن قصص قصيرة لا هذه القصة للشجعان للأصدقاء الحقيقيين لمن ضحوا بحياتهم لمن لا يتخلى عن احبائه ابدا لمن آمنوا بها لتبقى . الحكايات خالدة تتوارث من جيل الي جيل حتى لو مات صاحبها من عاشها وشعر به...