الفصل العشرون

1.6K 46 0
                                    

الجزء الرابع

بعد الإجتماع في مكتب شريف

عاد شريف لمكتبه و هو يفكر بلمى لا ينكر اعجابه بها بأحد الايام بل و تطور الامر لمحاولة مغازلتها اكثر من مرة
لكن صدها له و مصارحتها لاياد بتصرفاته معها جعل صديقه يوجهه له تحذير شديد اللهجة ليبتعد عن لمى و الا فالمواجهة ستكون معه هو شخصيا .
لهذا تراجع سريعاً فقد وجد ان علاقته بها مشاكلها اكثر من مميزاتها .
بنفس الوقت ظهرت ليال فعدل مساره و اتجه لليال .
لكن هذا لا ينفي انها رفضته هو شريف الزيات الذي لم تصمد امامه اي فتاة من قبل .
لكن طبعا وضعت عينها علي الصيد الأكبر و هو يحيى المازني .
فقد رآها مرة او اثنان تجاوره بسيارته الخاصة ، غير ملاحظته انصرافهما المبكر كل يوم اثنين عن مواعيد العمل منذ ما يقرب شهر و نصف .
اي اعمي يري تعامل يحيي مع لمي و تصرفاتهما يتأكد من وجود علاقة خاصة جداً بينهما .
كيف سيكون رد فعل اياد اذا علم بعلاقتهما ياتري ؟
ضحك بسخرية و قال لنفسه المهم النتيحة النهائية ، تركها يحيى و ابتعد كي يحافظ علي زواجه و شريكته بالعمل .
لهذا كلما يراها يتعمد مضايقتها بالكلام لانها تجرأت و رفضته .
اغمض عينه وابتسم برضا و هو يفكر ليال التي عملت معه منذ عام و عدة اشهر
سحرته ببراءتها الشديدة و طيبتها اللامحدودة و اهتمامها بكل صغيرة و كبيرة تخصه من تنظيم مواعيده و مواعيد وجباته و فنجان قهوته التي تأتي به بنفسها و تنسيق مكتبه و باقة الورد المتجددة دائماً .
وجد نفسه ينجذب لها لا اراديا و ما اعجبه بها أكثر انها لم تلتفت له الا بعد ان حاصرها من كل الاتجاهات خصوصاً بعد ان اكد لها عن استحالة حياته مع زوجته .
تنهيدة حارة خرجت منه ... هناء زوجته و بنت عمه .
لا يستطيع القول انه يكرهها فهي حب الطفولة و المراهقه و لكن بعد الزواج تحولت لام من الدرجة الاولي و زوجة من الدرجة الثانية و حبيبة من الدرجة الثالثة .
لم يعد من ضمن اهتمامتها لم تعد تهتم بنفسها او به حتي علاقتهم الزوجية اصبحت متباعدة اما مريضة او مرهقة او غير مستعدة نفسياً
هو يحبها و لم يفكر يوماً بطلاقها و لكن من حقه الحياة ان يجد من يعوضه عن اهمالها له
يعلم ان هناك قبل ليال عدة فتيات اعجب بهن و منهن من بادلته الإعجاب لكن لم تتطور بينهم العلاقة كما تطورت مع ليال .
يعترف ان لها مكانة خاصة جدا بقلبه و لن يستطيع الاستغناء عنها بسهولة ، فحياته بوجودها اصبحت لها معني آخر .

اخرجه من افكاره رنين هاتفه و بمجرد ان وجد اسم اياد رد سريعا و هي يبتسم بسعادة و يقول : لا اصدق ان اياد المزني تذكرنا اخيراً .
ضحك الاخر و رد ببشاشة : و هل استطيع نسيانك شريف فانت معلمي الاول و دورسك مازلت استفاد بها في بلاد الفرنجة .
ضحك شريف بصخب و قال : احكي لي يا صديقي عن مغامراتك كي أعطيك خلاصة تجاربي .
ابتسم اياد و قال : انتهت ايام الشقاوة و العبث يا شريف كنت صغيراً طائشاً و لا افهم نتيجة افعالي اما الان لا ادخل بعلاقات من هذا النوع .
اعترض شريف : هل انت أحمق كي لا تنتهز الفرصة بوجودك هناك كي تعيش كهارون الرشيد يوماً مع سمراء و الاخر مع الشقراء و ثالث مع حمراء و تقول نضجت و كبرت .
ثم همس بحرارة : يا صديقي النساء خلقن لنتمتع بهن و عندك لا يوجد التزام و من تقول لك متي ستكلم ابي و متي سنشتري الشبكة .
ضحك اياد وقال ببساطة : لا انكر صحة كلامك هنا العلاقات اقل تعقيداً عنها بمصر و لكن مللت من هذه الحياة و بمجرد زواجي من جاكلين انتهت ايام الشقاوة .
امتعض شريف و قال : حتي الان لم افهم سبب زواجك من جاكلين ، نعم جميلة لكن امامك المئات ، و أنا متأكد انك لم تحبها ،
حقاً مجنون تتزوج واحدة و امامك المئات ستسبب لي نوبة قلبية .
لولا زواجي لكنت كالنحلة كل يوم مع زهرة جديدة .
ضحك اياد و قال بسخرية : حقاً !! فأنت الان مثل الناسك لا تنظر لاي انثى .
يارجل لو مرت من امامك انثي الحمار ستغازلها لمجرد انها انثى
لاعب حاجبه بشقاوة و قال : ان الله جميل يحب الجمال لكن علاقات جدية بالطبع لا
سخر اياد : و ما موقع هذه الفتاه المسماه ليال من الاعراب .
رد بجدية : احبها و اريد الزواج منها لكن ما يمنعني المشاكل التي ستحدث .
رد اياد بجدية و قال : شريف هذا الكلام تقوله لها أو لاي احد غيري ، انت لن تستطيع الطلاق من ابنة عمك و ام اولادك الاربعة و لن تتزوج هذه الحقيرة المسماة ليال التي و برغم علمها بزواجك لم تتواني عن الالتصاق بك و اللعب عليك و استغلال بعض المشاكل العادية بينك و بين زوجتك .
رد بدفاع : لا تظلمها هي تحبني و لم تستغلني قد يكون توقيت ظهورها سئ لكن انا اريدها بحياتي .
زفر إياد بغضب : هل تعلم كم مرة قلت لي هذا الكلام ؟؟؟ اخرهم كان لمي عندما واجهتك بمغازلتك لها بعد ان اشتكت لي منك .
لولا تحذيري لك لتبتعد عنها لان انا من سيقف لك لكنت متوهم حتي الان بحبها كما انت متوهم بحب ليال و بعد ان تمل من هذه الفتاة او تفقد هي بك الامل ستظهر غيرها و غيرها .
و زوجتك لن تسكت بكل مرة تشعر فيها بخيانتك لها .
رد بعصبية : لم اخونها ، لم اقيم علاقة مع اخري أبداً .
رد إياد بغضب : و هل الخيانة علاقة جسدية ايها الغبي !!! الخيانة نظرة اعجاب او رغبه او حتى ابتسامة لاخري .
الخيانة ان تتمني ان تكون مع انثي غيرها ان تندم لظهور ليال المتأخر و تتمني ظهورها قبل سبعة سنوات .
قد تصمت زوجتك و تدعي الجهل بل و الغباء ، لكنها تشعر بك و تعلم جيداً بكل مرة تعجب بفتاة جديدة ، بكل مرة رصيدك لديها ينقص حتى يأتي الوقت التي لن تسامحك بعده أبداً .
تنفس بعمق : اقولها لك للمرة الاخيرة يا شريف زوجتك لن تسكت للأبد ، وقتها ستعض اصابع الندم علي ما ضيعته من يدك .
اراد شريف ان يغير الموضوع فهو نفسه متخبط في مشاعره تارة معجب لمي و مرة يحب ليال و بنفس الوقت متمسك بزوجته لا يفكر بطلاقها لكنه يريد اهتمام ليال به و مشاعرها التي تخصه بها
لا يريد حمل مسؤلية جديدة و شكوي مستمرة من الاطفال و مدارسهم و مرضهم فقط يريد لحظات مسروقة له هو فقط .
الشرع حلل له الزواج مرة اخري اذن لما لا يفعل ما احله الله بدون ان يجرح زوجته هو بكل تأكيد لن يعلن زواجه من ليال لكنه بنفس الوقت لن يتركها و يخسر المشاعر التي يحسها و هي جواره .

فقال بهدوء : اتركنا مني .. كيف حالك مع جاكلين ؟
فهم اياد تخبط صديقه فلم يشأ ان يضغط عليه اكثر من هذا فرد بلامباله : طلقتها منذ عدة اسابيع .
انفجر شريف ضاحكا و قال : طلقتها و تقول انتهت ايام الشقاوة .... لقد بدأت لتوها يا عزيزي .
اخرج الان الي احد الملاهي الليلية و ضع عينك علي احداهن و اقضي وقتا ممتعاً و ادعو لي بعدها .
زفر اياد بعمق و قال : لقد مللت من هذه الحياة صدقني لم تعد تستهويني .
رد شريف قائلا : متي تعود اذن الم تمل ، ثماني سنوات من الغربة لم نراك خلالهما الا في إجازات متباعدة و اخرهم في جنازة عادل .
اغمض عينه بألم ، لم يغيره سوي وفاة صديقه و شعوره ان الموت اقرب ما يكون له
قد يكون غير ملتزم لكنه يخاف الموت علي معصية .
يخاف ان يموت بسريره و جواره واحده لا يعلم حتي أسمها .
يخاف ان يصحو باحد الايام بمرض عضال التقطه من تعدد علاقاته .
لهذا تزوج من جاكلين زواج يعلم من البداية هدفه مجرد تمضية وقت و البعد عن الحرام و لهذا بمجرد ان طلبت الطلاق وقع الاوراق و انتهي كل شئ ببساطة و سرعة كما بدأ .
قال بوعد لشريف : سأعود اقرب مما تتخيل مجرد ايام و تجدني امامك .

اغلق مع شريف وهو يتذكر حاله منذ عده سنوات ، كان لا يهتم بشئ ينتقل من واحدة لاخري ، يضع نصب عينه والده وقدوته بالحياة ، يتذكر كيف دمر حياتهم الهادئة !!
هل كانت حقاً حياة هادئة ام مجرد مسرحية هزلية انقلبت لواقع مرير بمجرد ان استطاع والده التحليق بعيداً عنهم .
والده الذي ما ان ورث مبلغ كبير من المال من عم له مهاجر من سنوات طويلة حتي تغيير تماماً .
تركهم و اصبح لا يزورهم الا ايام قليلة بالشهر و كل عدة اشهر يسمعوا بزيجة جديده لابيه من فتاه صغيرة لم تتخطي الثلاثون عاماً .
و هو انتهج نفس منهجه في تعدد العلاقات و لكن لوجوده هنا لم يهتم بالزواج .
فبعد وفاة والدته و تخرجه من كلية التجارة بعامين قرر السفر عندما وجد نفسه تائهاً .
و لم يثنيه وفاة والده قبل سفره باسابيع قليلة انتقلت الاموال لهم و دخل شريك معهم بشركة السياحة و سافر بعدها للدراسة بالخارج في مجال الدعاية و الاعلان ثم اتجه لدراسة الاخراج و لكنه الان قرر العودة ، مل الوحدة و مل الحياة الباردة .
يريد العائلة و دفئها الذي يفتقده هنا ، يتذكر تجمعهم بمنزل عادل ، السهر طوال الليل يوم الخميس ، سفرهم للاسكندرية هو و اخيه و ابن عمه و يسبقهم عادل ، الكثير من الذكريات التي كانت السبب الرئيسي في صموده حتي الان .
لذا فقد قرر العودة و يكفيه كل السنوات الماضية .
و هناك سيبني حياة جديدة عندما يجد نصفه الاخر يتزوج و يكون اسرة ، اطفال من صلبه يحميهم و يعتني بهم يكون قدوة حسنه لهم لا يهملهم او ينشغل عنهم .
لن يضيع حياته هباء لمجرد الانتقام من اب لم يشعر بهم في احد الأيام.

يتبع ....

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن