الفصل الثامن والسبعين

1.1K 29 0
                                    

وصل إياد الشركة و هو يكاد يطير فرحاً لموافقة ليال و بمجرد وصوله اتجهه الي مكتب اخيه لابلاغه ثم إبلاغ اخته و ابن عمه .
بمجرد دخوله المكتب و جد باقات الورود بكل مكان بينما باقات الشيكولاته مجمعة بالقرب من مكتب لمى .
و هي شاردة و على وجهها ابتسامة حالمه و تمضغ احدي قطع الشيكولاته بسعادة .
انفجر ضاحكاً مما جعل تنتفض واقفة بفزع منه لعدم شعورها بدخوله فقالت بغضب : ألم تتعلم ان تطرق الباب او تصدر اي صوت كي لا تفزعني .
جلس بغرور مصطنع و وضع قدم على الأخرى و قال : عزيزتي انا في مكاني منذ أكثر من خمسة دقائق اراقب شرودك و ضحكتك الرومانسية الحالمة .
مد يده ليأخذ احد قطع الشيكولاته فضربته بأحد الملفات على يده و قالت بتحذير : اياك و الاقتراب يكفي العلبة التي أخذتها مني امس
غمزها و قال : لا تقلقي نزعت الورقة و اخفيتها ، سرك في بئر عميق .
ثم نظر حوله و قال : يبدو ان الخطة اتت ثمارها .
تنهدت في حالمية و جلست و هي تقول : نعم اخيرا نطق ابو الهول و اعترف انه يحبني
ثم تحولت نبرتها للغضب و قالت : لا كما كان يقول منذ ايام انتي لي كلك ملكي كانني سيارة .
ضحك بسعادة و قال يفهمها : عزيزتي لمى الرجال لا تهتم بالكلمات مثل النساء معني ان يقول انتي لي و ملكي و كل هذه العبارات تعني انه يحبك و يعشقك و يهيم بك لكن فقط طريقة التعبير مختلفة .
اعترضت : ما هذا الهراء تحبك يعني احبك لا ملك لي و لا هذه الكلمات المستفزة .
هدأت قليلا و قالت : لا يهم ، المهم الان انه اعترف ، و انت ماذا بك وجهك سعيد نفس سعادتك عندما قررت السفر للدراسة بالخارج لدراسة الإخراج .
قال بمشاغبة غير منتبه للذي فتح باب مكتبه و ينظر لهم و لجلستهم : حبيبتي انتِ يا لمى ، انت اكثر من يفهمني .
وجد من حيث لا يعلم يد ثقيلة تجذبه من كتفه و تقول بسخرية : حبيبي انت يا إياد ، اترك لمى و تفهمها المثير للإعجاب و تعالى معي و انا سافهمك كما تحب .
ضحك إياد و قال : هل تعلما انتما مفسدي للمتع لقد اتيت اخبركما باعظم خبر في تاريخ حياتي و اجد واحدة تحرمني من شيكولاتاتها الغالية و الآخر يمسكني كما يمسك حرامي الغسيل .
قالت لمى بهتاف : اتركه يا بجاد و دعنا نعلم اعظم خبر و ماهو سر سعادته .
تركه بجاد بغيظ و اخذ إياد يعدل من قميصه الكتاني ببرود ثم قال بغرور مصطنع : لقد طلبت ليال للزواج و بالطبع وافقت ، فأين ستجد شاب وسيم ناجح متفهم يتمناه فتيات اوربا قبل فتيات مصر ؟
قفزت لمى من السعادة و قالت : كنت متأكدة انك تحبها و قلت لها ذلك و ان تترك مخاوفها و شكوكها على الجانب.
ربت بجاد على كتفه بهدوء و قال له مبروك إياد ، اتمنى لك السعادة .
نظر له ثم نظر للمى و قال : مبارك لكما انت و لومي ايضاً ثم جذبه من يده و اتجه ناحية المكتب و قال للمى : اعتذر لمى ساحرمك من نصفك الاخر لعدة دقائق لاجراء حديث اخوي هام .
اغلق الباب بهدوء و قال : تكلم بجاد و اخبرني سبب رفضك .
رفع حاجبه و قال : لم ارفض لقد باركت لك بالخارج ام نسيت .
جلس براحة على الاريكة الجلدية و قال : تكلم يا ابن امي ، انا ايضا اعرفك جيداً .
صمت ثواني و تابع : اعتراضك على ليال بسبب موقفها مع شريف ام هناك اي ملاحظة على سلوكها و أخلاقها .
نفى سريعاً و قال : لا .... بالطبع لا ، انا لا اعرفها جيداً كي احكم علي أخلاقها لكنها صديقة للمى اي لو هناك شك واحد بالمئة باخلاقها أبداً لم تكن ستصاحبها لمى .
قال باقرار : إذن الرفض بسبب علاقاتها مع شريف .
تسأل : الم تجد في الأمر صعوبة ، ان تعلم بعلاقاتها السابقة مع صديقك و مع ذلك تتجاهل هذا و تحبها .
اقصد ان معرفتك بشخصيه حبيبها السابق تجعل الامر مزعج هذا لو تقبلنا كونها كانت بعلاقه سابقة من الأساس.
قال اياد : تعلم بجاد عندما وقع نظري عليها أمام الشركة قبل ان اعلم من هي او اين تعمل ايقنت انها نصفي الاخر.
و لكن بمجرد دخولي مكتب شريف و معرفتي بهويتها اصبت بصدمة شديدة .
لا انكر الاحباط و التشتت الذي اصابني نظراً لحكمي المسبق عليها لدخولها علاقة شائكة مثل هذه .
لكن بكلامي معها و مع لمى و ايضا مع شريف ادركت انها طفلة ساذجة بغاية البراءة .
اذا كلمتها الان و اخبرتها انهم اكتشفوا بركان فوهته تحت مبنى الشركة ستصدقك بمنتهى الغباء ، برغم انها لا تعرفك حق المعرفة .
اعلم انه عيب بها وثوقها بمن حولها و كانت هذه اسباب علاقتها بشريف .
شريف صديقي ، نعم اعلم ان الامر صعب للغاية و لكن كنت صريح مع نفسي ، انا علمت مدى تلاعب شريف بها و كذبه عليها بجانب ظروفها الشخصية التي جعلتها فريسة سهله لشريف و غيره .
كنت امام خياران اما اتركها و اندم عمري كله لانني تخليت عن نصفي الاخر .
او اتغاضى عن كل هذا و اهتم بالقادم لاني لا املك حق محاسبتها عن ما سبق و الا كان لها الحق بمحاسبتي عن عشرات العلاقات المشينة التي دخلت بها في الخارج .
اذا فكرت بالمنطق ستجد انها هي من يجب ان ترفض لا العكس .
مهما كان علاقتها بشريف فهي ظنت انها ستنتهي بالزواج .
بينما انا بكل علاقة دخلتها لم ابغي الا المتعة الوقتيه حتى زواجي من كاتي كان متعة بعقد شرعي ليس إلا .
قال له بجاد بصدق : سعيد من أجلك يا إياد ، من أجل تخلصك من كل العقد التي اصابتنا بطفولتنا و من اجل شخصيتك الرائعة التي بنيتها لنفسك بالخارج .
وقف اياد و حضن اخيه و قال بمزاح : ساصاب بالغرور لاشادتك بشخصيتي المميزة .
بادله بجاد الحضن بحب و سعادة و قال : حتى لو اصابك الغرور مع الكل ... انا وضع آخر .
هيا دعنا نخطط و نفكر لزفاف شباب المازني
جلس إياد مرة اخرى جواره بجاد فقال الأول : غالباً سأضطر للسفر لوالد ليال فهو لن يهتم بالمجئ و لا اريد ان اشعرها انها اقل من احد . لهذا ساسافر له و اطلب يدها رسمياً منه و بالفرح ندعو جدتها و اقارب والدتها .
قال بجاد : و اليوم انا و انت الساعة الثامنة نذهب لخالتي زينب لطلب يد لمى و الاتفاق معها على كل شئ .
اومأ : جيد لكن نؤجل تحديد الميعاد حتى نتاكد من امكانية سفر نهاد و احدد سفري لوالد ليال .
رد بجاد ببديهيه : زواجنا بيوم واحد .
اومأ بتأكيد : هذا شئ مفروغ منه .

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن