الفصل الحادي والعشرين

1.4K 39 0
                                    

مساءاً بمنزل لمى

القت لمى السلام علي والدتها و اخبرتها : امي بعد دقائق سيصل بجاد يريد الاطمئنان عليكِ سابدل ملابسي كي احضر الغداء سريعاً
اياكِ ان يغادر قبل ان يتناول غداؤه معنا .

تكلمت زينب بفرح : هل تعتقدين اني ساتركه ،
لقد اشتقت اليه هو و إياد جداً ، محبتهم بقلبي كمحبة عادل رحمة الله .
قبلت لمي يدها و اتجهت لغرفتها و بدلت ملابسها بعباءة منزلية محتشمة لكن مريحة و وضعت طرحتها علي كتفها كي ترتديها بمجرد وصول بجاد .
انهمكت في تحضير الغداء و بنفس الوقت متابعه الفروض المنزلية لعلي و علا و ترتيب المنزل و اثناء انشغالها رن جرس المنزل يعلن عن وصول بجاد .
زيارة ادخلت السرور علي زينب و هي تري ابنها الثالث يودها و يسال عنها .
و ادخلت البهجة علي علا و علي لاهتمامه بهم و احضاره بعض الالعاب المبهجة لهم .
زيارات بجاد المتباعدة و لكن متكررة كلما زار القاهرة ، جعلتهم يعتادوا علي تواجده ليس كاعتيادهم علي يحيى لكنه يمثل لهم اهمية و قيمة هامة كاخ لوالدهم .
اما لمى اختفت بمجرد حضوره بالمطبخ بحجة انهاء الطعام لكنها بالحقيقه تختبئ رهبه من وجوده ومن نظراته التي تعجز عن تفسيرها .
لا تعلم كيف تتعامل مع بجاد فهو متناقض جدا بتعامله ، مرة يعاملها بتفهم و مرة بقسوة مرة بصبر و مرة بعصبيه مرة بشك و اتهام و مرة برعاية و اهتمام !!!
و هي مشتته لا تعلم اتعامله علي انه مديرها القاسي ام صديق اخيها المراعي ؟
اخ لناني التي تشك بها ام اخ تربي معها ؟
هي فقط تشعر بانها ستجن منه و من تقلباته الغريبة .
تنهيدة حارة اخرجتها لتفاجئ ببجاد علي باب المطبخ يتأملها بصمت ثم قال بصوت مرح : سمحت لي خالتي زينب ان اساعدك بنقل الطعام من هنا للخارج .
ثم غمزها قائلا : لكني وجدتك علي بعد اميال من هنا منهمكة بالتفكير و لم تلحظي وجودي الا الان .
اندفع الدم لوجهها كالعادة و قالت : لا فقط كنت افكر في بعض الأشياء الغير هامة .
فتح احد الادراج ليخرج الملاعق و قال و هو ينظر لها بتدقيق : استطيع مشاركتك التفكير في هذه الأشياء .
اعطته ظهرها هروباً منه مدعية انها تقلب الطعام علي الموقد : كما قلت لا شئ مهم .
ضحك و قال : الموقد مطفأ و هكذا سيبرد الطعام .
و بلحظة خاطفه وجدته يقف خلفها راسه تعلو راسها و يده اليمين تمر جانبها ، يتناول قطعة لحمه من الحلة و يغمض عينه باستمتاع و تأوه قائلاً : لم اتذوق من مدة كبيرة طعام بهذا الجمال سلمت يداكِ .
تصلبت مكانها و هي تشعر بانفاسه قريبة جدا منها و وجهها يحترق من قربه لها و لا تعرف ماذا تقول او تفعل .
شعر بها و ابتعد قليلا و كأنه لم يفعل شئ و قال مدعي البراءة : سأضع الاطباق بالخارج و اعود لمساعدتك .
خرج بهدوء و زفرت بحدة و هي تعنف نفسها :
يا الهي هل اتوهم انه كاد ان يلتصق بي ام اتوهم نبرته الناعمة بالكلام و نظراته ال ..... لا اجد اصلا تفسيرا لنظراته الغامضة .
تباً بجاد لا ينقصني مشكلة جديدة و دوامة اقع بها ولا اعلم كيفية الخروج منها !!
الحل الوحيد هو التجاهل . نعم التجاهل افضل حل كي أستطيع التعامل معه .

بعد عدة دقائق اجتمعوا علي المائدة فتعالى صوت زينب يسأل : كيف حال يحيى و نهاد ؟ لم ارى يحيى منذ مدة فهو دائم السؤال عني و زيارتي بين وقت و اخر .
قال بهدوء : سافر للغردقة منذ ايام و تولى ادارة مكتبنا هناك و لكنه يبلغك السلام خالتي
دعت له زينب : هداه الله و اراح باله و رزقه بالذرية الصالحة من حبيبة طفولته نهاد .
تدخلت لمي بالحوار حتي لا يلاحظ اضطرابها و قالت : كيف حال إياد طالت غيبته حتي زيارته انقطعت منذ مده كبيرة .
تنفس بعمق و رد بنبرة يشوبها الحزن و الاشتياق : إياد لا يعلم ماذا يريد كل يوم بحال ، لكن اظنه اوشك علي العودة شعرت هذا بأخر مكالمة لي معه .
ثم سأل : و كيف حال دراسة علي و علا و جلسات العلاج الطبيعي ؟
ثم نظر للمى نظرة كلها اصرار : قد اكون ابتعدت بالفترة السابقة لظروف العمل لكني هنا الان لن اتركك تحملي المسؤلية وحدك كتفي بكتفك يا لمة هل فهمتي ؟؟
اومأت برأسها و هي تتحاشي النظر لعينه
فيما قالت له زينب : بارك الله فيك يا بجاد و جعلك خير عون لنا .
ربتت علي يد ابنتها و هي تقول بفخر : لمى تتحمل المسؤلية بدون اي شكوى ، الحمد لله احسنت تربيتها و عوضني الله بها عن ما فقدته .
تناول بجاد يدها و قبلها بحب و احترام و قال : بارك الله فيكِ يا خالتي و اعطاك الصحة و العمر لتري علي و علا يوم تخرجهم من الجامعة ان شاء الله .
ضحكت زينب و قالت ببساطة : لا اريد اكثر من ان أطمئن على لمى ببيت رجل يصونها و يعوضها خير .
زمجرت لمي و قالت بلهجة غاضبة : امممممي
ابتسمت زينب و قالت : مهما تتذمرين سأظل ادعو لكِ بالزوج الصالح والذرية الصالحة
اغمض بجاد عينه بهم و تأنيب ضمير ، كلام والدتها اشعره كم هو حقير ، هو يعلم ان ما يفعله خطأ ، انه يخون الامانة و يؤذي خالته و امه الثانية بأعز ما لديها ، لكن هل هناك بدائل ؟ ان وجد بديل اخر لاتجهه له فوراً و لكن للاسف لا يوجد حل اخر غير ما يفكر به .
انتهى الطعام و استأذن بجاد للانصراف
وبدأت لمي بتجهيز التؤام للنوم و اعطاء الادوية الخاصة بوالدتها
لينتهي يومها و تحاول ان تنام لتواصل حياتها .
لكن كلما اغمضت عينها وجدت بجاد و نظراته و كلماته تحاصرها ظلت علي هذا الحال حتي غفت قليلا قبيل آذان الفجر

يتبع .....

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن