الفصل الخامس والستون

1.2K 34 0
                                    


ليلا بمنزل بجاد

القى الهاتف بغضب علي الاريكة التي أمامه بينما يزفر بحنق و يقول : لا ترد .... تتعمد عدم الرد عليّ ، اريد الاطمئنان من وصولهم سالمين و هي لا تهتم بالرد
عندما اراها ساقتص منها على كل ما سببته لي من غضب .
ضحك اياد و قال يغيظه و هو يلعب حاجبيه : قد تكون مشغوله مع العريس .
القاه بجهاز التحكم عن بعد الخاص بالتلفاز و لكن إياد تجنبه علي اخر لحظه و رفع يده باستسلام و قال : مجرد دعابة يجب ان تتقبلها بروح رياضية .
جز علي اسنانه بغضب و قال : لست في وضع يسمح بالمزاح ايها السمج .
يا الله ساجن افكر بالسفر لهم و إعلان حبي لها و ملكيتي لقلبها أمام هذا السمج .
رد اياد بملل لحديثه المتكرر منذ سفرهم و قال : كانت امامك قبلها و لم تحرك ساكنا و هذه ضريبة صمتك .
الان يجب ان تفكر بخطوتك القادمة و الا تضيع وقت اكثر من هذا
قال بجاد : صدقني بمجرد عودتها سينتهي الأمر
بالتاكيد سترفض احمد و بعدها تكلمها خالتي زينب بشأني ، قد تتدلل قليلاً لكنها بالنهاية ستوافق لانها تحبني كما أحبها .
ابتسم اياد لثقة اخيه و هم بالرد عليه و اغاظته و لكن رنين هاتفه بنغمة خاصة جداً جعلته يهرول لغرفته و يغلق الباب و يرد بسرعة و يقول بلهجة تبدو ثابتة : ليال كيف حالك ؟
سمع صوت تنفسها العالي و صمتها المريب فشعر بخوف امتلك كل خليه فيه .
ليقول بترقب : ليال هل انتِ بخير ؟؟؟ ماذا يحدث ؟
ردت بصوت هامس : إياد انا خائفة ... لالالالا انا اموت رعباً .
كان يكلمها و هو يبدل ملابسه المنزلية لملابس رياضية خفيفة و تناول مفتاح سيارته و خرج سريعاً متجاهل سؤال بجاد المتعجب لهرولته
رد بصوت مهزوز قلق : ماذا هناك يا ليال ؟ اين انتِ تكلمي ؟ قلبي سيتوقف من الرعب ؟
قالت بهمس : انا بمنزلي و لكن من دقائق رن جرس الباب و لم اتبين ملامح الزائر و لكنه ظل مدة ينتظر و كان يتكلم بالهاتف و قال انه لن يذهب قبل ان يتأكد انه اتم عمله و استلم الثمن .
بكت بخفوت و خوف : هل تعتقد انه يقصد بأتم عمله انه سيقتلني و بعدها يسرق الشقة
ام سيخطفني و يتاجر باعضائي ؟
حاول ادعاء المرح رغم رعبه من صور تكونت برأسه عن كل انواع الجرائم وقال : يبدو انكِ تشاهدين الكثير من افلام الرعب .
ردت بخوف : لا انا اخافها لا استطيع النوم ان شاهدتها .... انا بمفردي يا إياد ، الوحدة مرعبة صدقني .... اياد اين انت ؟
كان اياد يتحرك بسيارته في الشوراع كالمجنون يحاول الوصول لها بأسرع وقت كي يطمئن عليها .
أعادت سؤالها بعصبية وقالت : اجبني اياد انت بالخارج ؟
انا اموت رعباً وانت تسخر مني ، بينما تمرح مع أصدقاءك .
همس لها : ليال اهدائي جميلتي انا لا امرح انا في طريقي لمكان هام جداً بالنسبة لي .
غّير الحوار و قال : انتِ بالدور الثالث .
بحذر ردت : لماذا تسأل .
كان وصل امام منزلها صف سيارته سريعاً و صعد درجات السلم و لم ينتظر المصعد الذي وجده بالدور الخامس .
اخذ نفسه بصعوبة نتيجة صعوده السريع و قال : افتحي الباب ليال ستجديني امامك
شهقت بصدمة و اتجهت للباب و فتحته ليجدها ترتجف و تبكي .
جاهد .... يعلم الله كم جاهد لكنه لم يستطيع سوي ان يجذبها لحضنه و يربت علي كتفها و هو يهدئها و هي تشبثت بملابسه بخوف و فزع لما مرت به بالدقائق السابقة .
تمالك نفسه سريعاً و ابعدها عنه بينما داخله يتمني لو يجعلها جزء لا يتجزأ منه .
قال بصوت متخم بالمشاعر : لا تخافي انا هنا لن اتركك .
اومأت برأسها و هي تتمالك اعصابها لاندفاعها بعفوية لاحضانة و قالت باضطراب : انا اسفة لكن لم يخطر علي بالي سواك عندما شعرت بالخوف .
مد يده احتضن وجهها و بابهامه مسح دموعها و قال : لا تتأسفي علي اعقل تصرف قمتي به منذ معرفتي بكِ .
لو لجأتي لغيري لم اكن لاسامحك أبداً .
نظرت حولها بارتباك و قلق فشعر بها و رجع خطوة للخلف ليكون خارج باب الشقة و قال : حسنا اردت الاطنئنان عليكِ و ...
السلام عليكم صوت قوي قطع حوراهم فشهقت ليال و تراجعت للخلف بخوف
بينما تحفزت كل خلية بجسد اياد ليرد بخشونة : و عليكم السلام .
رفع الرجل ورقة و قرأ منها قائلاً : منزل السيد عبد الحميد محمود ؟
رد إياد : لا
تغضن جبين الرجل و قال : كيف هذا لقد طلب غذاء جاهز من مطعمنا و اعطنا عذا العنوان عمارة 8 الدور الثالث
هتفت ليال براحة و قالت : نعم هذه عمارة 8 ب يبدو انك تقصد عمارة 8 أ .
اعتذر الرجل و غادر بينما هي تنفست الصعداء و قالت بحرج : يبدو اني فهمت الامر بطريقة خاطئة .
اومأ موافقاُ و قال : لا يهم ... كل ما يهم انك بخير .
ثم اتجهه للدرج و قال : ليال انا امام البناية لن اغادر الا بعد نومك ، عندما تغلقي إضاءة حجرتك سأعلم انكِ بخير و تحلمي أحلام سعيدة .
اومأت بخجل من كل ما حدث شعور غريب يمتلكها فرحة لخوفه عليها ، سعادة لوجودة معها ، شوق لرؤيته غداً ، حزن لمغادرته و تراجع إحساسها بالأمان لوجوده حولها .

اغلقت الباب و اتجهت لغرفتها و القت نفسها على السرير و اغمضت عينها تتذكر وجودها بحضنه برغم خطأ ما حدث لكنها لم تشعر بالنفور منه ، لم تشعر سوى بالأمان و الاحتواء كوالد يطمئن ابنته الفزعة لوجوده جوارها و كم هي في اشد الحاجة لهذا الإحساس
حركت رأسها رافضة و عنفت نفسها قائلة : اياكِ ليال و الانسياق لهذه المشاعر .
إياد وان تصرف معك بتفهم و تفتح لا يمكن ان يفكر بكِ بطريقة اخرى ، لاتنسي معرفته بقصتك المخجلة مع شريف .
لهذا حجمي مشاعرك التي بدأت تنجذب له و اعلمي ان اهتمامه بكِ شفقة منه لوضعك المذري لا اكثر و لا اقل .

اما بالاسفل بسيارة إياد كان يحاول تمالك أعصابه من كم المشاعر التي شعر بها خلال الساعة الماضية رعب و فزع عليها ، راحة للاطمئنان عليها ، سعادة لرؤيتها و تخدر بكل ذرة بجسده لاحتواءه لها .
اغمض عينيه و هو يفكر بشعوره و هي بين احضانه ، شعور كأنه امتلك الدنيا و من عليها . لاول مرة تكون بين أحضانه فتاة و لا يفكر الا بأمانها و راحتها ، لا يفكر كرجل يشتهي امرأه
يشعر ان يقترب من هدفه انه امتلك عقلها و اوشك علي امتلاك قلبها .
لهذا الفترة القادمة هامة جداً بعلاقتهما و يجب ان يستفل كل فرصة ليشغل قلبها و عقلها و كل حواسها .

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن