الفصل الثاني والخمسون

1.2K 34 0
                                    

الجزء العاشر

بعد خروجها من مكتبه لم تستطيع الجلوس علي مكتبها لهذا اختبأت بدورة المياة مدة لا بأس بها لا تفعل اي شئ إلا البكاء .
لقد وثقت به لم تتخيل انه يتلاعب بها ، يوماً يغازلها واخر يبعدها ، يوماً يضحك معها و اخر يكلمها برسمية ، يوماً يعاملها كأميرة متوجة و اخر يعاملها كأنها غير مرئية .
فهمت تخبطه و خوفه من الاقتراب و حاولت الابتعاد ، الله يعلم كم حاولت الابتعاد لكنها
و بكل غباء لم تجد امامها سوي حبه .
تعرف انه منتهى الجنون ان تسمح لنفسها بحبه و لكن هل يمكننا التحكم بالقلب !!!
هو جذبها ناحيته و هي بكل سذاجة انساقت لتصرفاته و اهتمامه و مغازلته الصريحة مرة و المبطنة مرات .
والان بعد ان تأكدت من حبها له و اصبحت لا تريد سوى قربه تكتشف انه على علاقة بأخرى و ليست اي علاقة ، انها علاقة تخجل من التفكير بابعادها .
نظرت بالساعة وجدت انها هنا منذ ساعة تقريباً .
يكفي هي لن تهرب منه يجب ان تكون قوية كعادتها لن تنكسر لمشاعر غبية تركت نفسها لها بدون ادنى شعور بالمسؤلية تجاة أسرة كاملة ترعاها .
يكفي رثاء علي الذات يجب تقف من جديد كأن شئ لم يكن وان كان يظن انه جرحها فهو لم يعرفها بعد .
غسلت وجهها كي تقلل من انتفاخ عينها و تورم انفها و خرجت بهدوء و هي تستكشف ان كان بمكتبه ام غادر ، وجدت مكتبه مغلق ففهمت انه مازال بالداخل .

جلست تفكر في مصيبتها المعقدة من كل الاتجاهات و لكن قطع صوت الهاتف افكارها لتجدها سهى تطلب منها ملاقتها بالكافتريا .
اغمضت عينها بحزن حتي صديقاتها انشغلت عنهم بالفترة السابقة لهذا طلبت سهى حضورها .
اخذتها مشكلتها الشخصية بعيد عن حال ليال و مشاكل سامح زوج سهى ، اي صديقة هي التي تهمل اصدقائها و مشاكلهم .
لملمت اشيائها و ذهبت للكافتريا وجلست بركن بعيد نسبياً فهي لا ترغب برؤية احد سوى سهى و ليال حتي انها لا تعلم كيف تجلس معهما و تتكلم و قلبها مثقل بالهموم .
وجدت سهى تجلس امامها و ترميها بنظرات متفحصة تبعها جلوس ليال التي هتفت : لمى هل كنتِ تبكي ، عيناك حمراء و أنفك كذلك غير انه متورم .
مدت سهى يدها وربتت علي يدها سائلة : ماذا بكِ لمى لماذا البكاء حبيبتي و لماذا اختفائك عنا طوال الفترة السابقة .
تجمعت الدموع بعينيها و قالت : انا أحب بجاد .
ثم انفجرت بالبكاء لفت إليهم الانظار فربتت سهى بحنو علي كتفها و قالت : شششش اهدئي لمى ، حبيبتي هيا معي لمكتبي نتكلم بحرية ، لا يوجد سوى ليال و انا .
لم تعترض او تجادل هي تشعر انها ستنفجر ان لم تتكلم و تستشير احد غيرها .
دقائق و كان هناك اجتماع ثلاثي بقيادة سهى و هي تقول : هيا يا لمى احكي كل شئ من البداية .
لا أرى في حبك لبجاد مشكلة حتى الان و لكن يبدو ان لكِ رأي آخر .
قالت بانهزام : انا احبه و لكن هو لا يهتم ، يتصرف معي بجنون و انا لا افهم ماذا يريد ، يقربني مرة و يبعدني مرات ، يعبر بكلمات الغزل أحيانا و احيانا أخرى يعاملني ككم مهمل ، يغار علي و يغضب لتباسطي مع اخيه بينما اكتشفت انه على علاقة باخرى كلمته اليوم .
صمتت لثواني لتهدأ انفاسها و اكملت : هي اجنبية و كانت تقابله بالغردقة و عندما لم تجده اتصلت به و اخبرها عنوان الشركة ، ستأتي له من المطار رأساً علي هنا .
وجدت نفسي بدوامة اكبر مني لا اعلم كيف الخروج منها .
اشعر اني مكبلة بألف قيد ، اشعر بمنتهى الانانية لمجرد تفكيري بالحب وعدم تفكيري بعلي و علا .
ثم قالت بنحيب يوجع القلب : بالتأكيد هذا عقاب الله لي لانني انشغلت بنفسي و تناسيت وجود امانة بعنقي يجب الحفاظ عليها .
انا مشتته و ضائعة و لا اعلم كيف اخفف الالم بقلبي .
و توالت دموعها تجري علي وجهها سريعاً و شهقات متتالية لا تستطيع السيطرة عليها بنوبة بكاءها .
احتضنتها ليال و اقتربت منها سهى و هي تعطيها كوب من المياة و قالت بنبرة ناعمة : تعلمي يا لمى انتِ باستثاء كل من اعرفهم ابعد ما يكون عن الأنانية فاياكِ و اتهام نفسك بالانانية مرة اخرى .
حبيبتي مشاعرك شئ خارج عن ارادتك و مما فهمته تصرفاته هو ماح جذبتك اليه ، الخطأ منه لا منك هو من لم يحدد من البداية ما يريده منكِ ، تصرفاته المتناقضة دليل علي انه يعيش نفس الصراع و لم يحسم امر مشاعره حتي الان .
اما بالنسبة لهذه الفتاة هل كلمته قبل ذلك او زارته .
اقصد قد تكون علاقه قديمة او علاقه غير جدية .
قالت ليال بحكمة لم يعتادوا عليها منها : حتى لو علاقه قديمة او حتى غير جدية ما دام لم يحسم مشاعره و مازال علي علاقه بهذه الفتاة اذن الامر محسوم بالنسبة للمى .
ثم نظرت للمى و قالت بتصميم : حاولي الابتعاد والتجاهل و التعامل معه بحدود كأنه مديرك لا حبيبك او جارك القديم او صديق شخصي للعائلة .
تحكمي بمشاعرك و اياكِ ان تظهريها له مرة اخرى ، عندما يجد اختلافك معه سيفهم الفرق بين اهتمامك و لامبالاتك و يستطيع وقتها تقييم مشاعره هل اشتاق للمى القديمة ام لم يتأثر بتغيرك معه و ان الامر كان مجرد تخبط ليس الا .
قالت سهى بتشجيع : لمى طالما كنتِ اكثرنا عقل و منطقية ، كلام ليال صحيح كوني امامه لكن بشخصية باردة غير مباليه لوجوده وهذا كفيل بجعله يدرك حبه لكِ فمن العاقل الذي يعرفك و لا يحبك .
ثم في محاولة لاضحاكها قالت ليال : صدقيني انه يحبك كما تحبيه لكنه غير مدرك بعد ، حتي الان اجد من الغريب ان يحيى و اياد لم يهيموا بكِ حباً .
الحمد لله اني لست رجل و الا كنت الان اصارع بجاد للفوز بكِ .
ضحكت لمى و هي ممتنه لهم و لنصائحهما الغالية و بانتهاء فترة الاستراحة ذهبت لمى لمكتبها بحالة افضل مما كانت عليه بينما ليال و سهى يكملا اعمالهما .

يتبع ....

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن