الفصل التاسع والثلاثين

1.3K 40 0
                                    

نظر اياد للباب بأسف يبدو انه ظلمها او قيم الموضوع بطريقة خاطئة ،حكم عليها مثلها مثل اي زوجة ثانية من ازواج والده .
لكن يبدو ان رغبتها في الزواج من شريف كانت مدفوعة باحتياج للحب و الامان خذله والدها بتركها كغرض لا اهمية له .
هو لم يهتم بمعرفة ظروفها العائلية من قبل لانه لم يتصور ان هناك اب يتخلى عن طفلته بعد موت والدتها بهذه القسوة
ضحك بسخرية و همس : يبدو ان آباءنا سبب لكل الم بحياتنا .
اتجه للباب و فتحه بهدوء

كانت لمى ترتعد و أطرافها مثلجة خوفاً علي ليال و حالتها الصحية و النفسية نظرت لبجاد وقالت : هل سيتأخر الطبيب ؟ انها لا تستجيب !! هل سيحدث لها شئ ؟؟
اقترب بجاد و قال : غالباً صدمة نفسية و ارهاق بدني .
يبدو انها لم تأكل او تنام لمدة طويلة ، هذا غير المواجهة التي حدثت بينهما ، كانت قاسية عليها .
وضع يده في خصره و قال بعصبية : لا افهم لماذا تدخل نفسها بعلاقة معقدة بهذا الشكل لتخطف رجل من زوجته و ابناءه هل ضميرها سيتحمل دمار بيت و حرمان اب من أطفال لا ذنب لهم سوى انانيتها هي و والدهم .
قامت لمي و ردت بدفاع : لا تحكم علي الاشياء من الخارج بجاد ، انت لا تعلم اي ضغط نفسي مارسه عليها هذا الحقير .
لا تعلم ظروفها التي اضطرتها للقبول بوضع كهذا .
رد باهتياج : لا يوجد مبرر لمى اياكِ و الدفاع عنها .
هل تقبلي بالزواج من رجل متزوج تحت اي بند ؟
دخول إياد و جلوسه جوارهما بينما ينظر للغارقة في اغمائتها اعطاها فرصة كي تهدأ قليلاً لتكمل بهدوء و اتزان : بالطبع لا اقبل ، لكن شخصيتي غيرها ، انا تربيت في بيئة اسرية سليمة اب و ام متفاهمان حتي بعد وفاته حافظت امي على سيرته و خطاه لتربينا ، اعطتني و عادل الحنان والاحتواء و التفهم .
بينما هي لم تجد من يفعل هذا معها
ام توفت و هي دون العاشرة اب تزوج من اخرى بعد اقل من ستة اشهر من وفاة زوجته و سافر وترك ابنته لجدة صارمة قاسية تربي بالقوانين و الاوامر لا بالاحتواء و المشاعر
جاءت هنا لتجد هذا الحقير الكاذب يؤلف عليها القصص والحكايا عن زوجة مهملة ، نكدية .
عن ارتياحه للكلام معها ، عن اهتمامه بها و انها تمثل له الكثير و الكثير .
ثم اوهمها بانفصاله عن زوجته واتفاقهما علي الطلاق .
جلست بتهالك و هي تكمل : للاسف هي كانت اضعف من ان تقاومه ، صدته بالبداية مرة بعد مرة بالبداية لكنها ضعفت لاصراره و ملاحقته لها .
لا ابرر فعلتها لكن اوقات كثيرة يكون الضغط النفسي اقوي بكثير من صوت العقل و المنطق .
صدقني حاولت اعادة التعقل لها مرة بعد اخري لكنه كان كشيطان رجيم يوسوس لها كلما شعر بتأثرها بكلامي .
ثم نظرت له وقالت بقوة : لكن انا أبداً لن أفكر برجل يمتلك قلبه أو عقله إمرأه غيري .
كان اياد يتشرب كلمات لمى و هو يري الصورة أوضح بتفاصيل أدق .
هل يلوم ليال لوقوعها بفخ شريف ، لا لن يلوم و هل يلام العطشان اذا وجد امامه المياة فمد يده ليروي عطشه .
هل وقتها سيهتم اذا كانت المياة ملك لاخر ام لا .
حقاً الضغط النفسي الذي مارسه عليها شريف جعلها تسقط بأسرع الطرق .

همهمات صادرة من ورائهم جعلتهم ينتبهوا لها فهرولت لمى عليها و هي تقول : ليال حبيبتي هل تسمعيني .
وضعت يدها علي رأسها بوهن و هي تدور بعينها لتجد اياد يرمقها بنظرات تعاطف و تفهم بينما بجاد يوليهم ظهره محترماً خصوصيتها
فاعتدلت سريعاً و انزلت قدمها ارضاً و هي تحاول الاتزان فمازال الدوار مسيطر عليها
فقال إياد بعملية : انسة ليال اخر مرة تناوتي طعامك كان منذ كم ساعة ؟
حركت رأسها و قالت : لا أتذكر ثم قامت و هي تستند علي لمى و قالت بوهن : اعتذر عن كل ما حدث و اعفيك من اي وعد لي بالعمل معك منعاً لاي حرج .
قال بهدوء محاول السيطرة علي مشاعره و رغبة داخليه ان يكون مكان لمى : لا دخل لي بحياتك الشخصية و ان كنت افضل عدم تكرار المشهد مرة اخري ما يهمني عملك .
بالنسبة لشريف اطمئني لن يعترض طريقك مرة اخري ، و اذا فكر ابلغيني و انا من سيقف له .
أغمضت عينها بألم عند سماع اسمه و هي لا تصدق ما مر بها في خلال ثمانية واربعون ساعة تحولت حياتها للنقيض من قمة الامل لقمة الالم .
قالت باعياء : شكرا لك استاذ اياد و شكراً اتفهمك .
صمتت ثواني و تابعت : اعتذر و لكني اريد اجازة لعدة ايام كي استعيد توازني .
انا لم اخذ اي اجازات منذ عملي هنا و حقاً أحتاج هذه الاجازة .
تدخل بجاد : من حقك طبعاً ، نظراً لحالتك الصحية ، فقط امضي علي طلب الاجازة عند الانسة لمى و هي ستكمل الإجراءات .
اكمل اياد : لا تنسى تناول اي طعام او غصير حتى لا تفقدي وعيك بالطريق .
جذبتها لمى للخارج و هي تقول لاياد : سأتاكد بنفسي من اطعامها .

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن