الفصل الثاني عشر

1.5K 42 1
                                    

بنفس الوقت كان يحيى يجلس بمكتبه يفكر فبالرغم من تأكده من سماع لمى لكلامهم و لكنه سيتجاهل الامر فما باليد حيلة هل يشكي لها حب حياته اللي تحولت الي متملكة غيورة مريضة بالشك في كل ماهو مؤنث لمجرد وجود بعض المشاكل بالحمل و تأخرهم بالانجاب
فالغبية تعتقدت انه يفكر بطلاقها او حتي الزواج عليها ليكون اب
هو يعلم جيداً ان تأخر الحمل قضاء الله و قدره و هي تضغط عليه بإنعدام الثقة بينهم و عدم ثقتها بنفسها
ولكن و اه من لكن كلامها المستمر عن لمى و هي تبرهن له عن شكها المدعوم بدلائل منطقيه ان بها مميزات تفتقدها هي كالهدوء .. البهجة ... التحمل ... المسؤليه ... الاحتياج لرجل
الغبية بدل ان تعدد مزاياها هي و تذكره بحبهم لبعض تعدد مزايا اخرى امامه و هو بالنهاية رجل ... رجل جعله كلام زوجته و شكها به ان ينظر لاخري بعين مختلفه عن العين التي تابعت لمى و هي صغيرة تحبو حتي اصبحت انثى جميلة
لمى الصغيرة التي يعرفها منذ كانت طفلة رضيعة أبداً لم تلفت نظره بالوقت الذي كان كل اهتمامه و مشاعره منصبة علي ابنة عمه
و طوال سنين معرفته بعادل لم ينظر لها الا كأخت صغيرة
اما الان يشعر بالاشمئزاز من نفسه و خيانة الامانة و الوصية التي وصاه بها عادل
ان ينظر للمى نظرة رجل لامرأه .... لا نظرة اخ لاخت كما تعود
دلك جبهته بإرهاق و هو يتسائل هل بدأت مشاعره تتحرك تجاهها حقاً كما تتوهم نهاد ام انه مجرد ضغط من كلمات مسمومه لا تتوقف زوجته عن رميه بها
للاسف تغيرت ناني تجاهه منذ مدة و زادت شكوكها بسبب دخول من افسد حياتهما سوياً
منذ انعدمت ثقتها بنفسها و دفعته دفعاً نحو غيرها
انه يشعر بالتعب من تفكيره المستمر و يخاف ان ينفجر بها و يقول ما ﻻ يحمد عقباه و هي تستغل صبره و حلمه اسوء استغلال و لكنه لن يستمر في السكوت يجب ان يجد حل لحياتهم اما ان يتخذ القرار بالزواج و يؤكد ظنونها او يثور عليها لتعود كما كانت و تبتعد عن من كانوا السبب فيما وصلوا إليه
هو يعلم جيداً ان اكبر مشاكلهم في شاهنده صديقتها الصدوق او كما تدعي صداقتها فهي من تزرع بداخلها الشكوك و ليس ببعيد انها صاحبة فكرة مرورها علي الشركة مبكراً هكذا فشاهي وضعته هدف نصب اعينها و لن تتنازل اﻻ بالحصول عليه و هو اكثر من قادر علي ردعها و لكنه يتمنى ان تدرك نهاد خطائها في اختيار صديقاتها
ان تستيقظ من غفلتها و تفهم خطأ ما تقوم به من ثقتها بأشخاص كشاهنده بل و افشاء اسرار حياتهما الخاصة لتزيدها بشكها و دفع مشاعره للاهتمام بأنثي غيرها
زفر بغضب من هذه الدوامه جدياً يفكر بالابتعاد كي يعيد تنظيم حياته هو لا يريد ان يظلم نهاد برغم غضبه الشديد منها و لكن ما يفكر فيه خطوة ستزعزع استقرار العائلة كلها
و اثناء تعمقه بالتفكير رن هاتفة معلنا عن اتصال من سبب كل هذه المشاكل انها شاهنده رد و هو متأفف من جرأتها و انعدام كرامتها: ماذا تريدين يا شاهي
ضحكت بدلال و بصوت مغوي ردت : اممممم اريد ان اسمع صوتك و اطمئن عليك و اكون معك في كل اوقاتك
رد بغضب : شاهي لا فائدة من كلامي معك سأظل اطلب منك عدم الاتصال و تظلي تتصلي ما العمل لقد سئمت من ملاحقتك و سئمت من سكوتي صدقيني في احد المرات ستتفاجئي برد فعل غير متوقع
و بهدوء و صبر غريب عليه اضاف : اكيد نهاد وضحت لك اني برغم صبري و هدوئي الشديد ولكن وقت انفجاري يكون غضبي خارج التوقعات فتوخي الحظر
اطلقت ضحكة عالية صاخبة : حبيبي اعرف عنك كل صغيرة و كبيرة اعرف اشياء ﻻ تتخيل اني أعرفها عنك و البركة تعود لزوجتك المصون التي ﻻ تعرف قيمة الرجل الذي معاها ﻻ اعلم حقا ما يعجبك بها انها مدلله غيورة نكدية غبية
انتفض يحيى ووقف بعصبية ادت لوقوع الكرسي وراءه : إياكِ شاهي اياااااكِ ان تتفوهي بكلامك هذا مرة اخرى نهاد خط احمر
ان كانت هي طيبة و تصدق انكِ صديقتها و تسمح لك بزعزعة علاقتنا انا اكثر من قادر علي ردعك
ردت بثقة شديدة : ان كنت ترغب بابتعادي عنك لما التأخير كل هذا الوقت
انا اعلم جيداً انك لو اردت ان ابتعد ستفعل الكثير لكن صمتك يؤكد انك تريدني مثلما اريدك
اردفت بدلال : لما العناد حبيبي لا تفكر كثير فقط اتخذ قرارك و ستجدني ملك يديك
زفر بحنق وهو يتلاعب بقلمه وقال بجمود : كلامك صحيح الخطأ مني و ليس منك او من نهاد انا من تركت لها الحبل علي الغارب و لكن وعد مني ساتخلص من وجودك حولنا في خلال ايام و اغلق الهاتف و القاه بغضب علي سطح المكتب ثم انتفض واقفا ليقع الكرسي خلفه محدثاً صوتاً قوي
بهذه الاثناء كانت لمى تعمل علي تعديل العقود نظرت للساعه حان وقت الإجتماع مع مندوب شركة السياحة بإيطاليا

فجأة سمعت صوت ارتطام عالي من مكتب يحيى هبت واقفة و ﻻ تعلم كيف تتصرف هل تدخل و ترى ماذا يحدث ام تتعامل كأنها لم تسمع شئ حزمت امرها و طرقت الباب و لم تنظر الرد كعادتها بل فتحت الباب و دخلت سريعاً
وجدت يحيى بحالة غضب شديدة تنحنحت و هي تقترب من مكتبه و قالت بصوت هادئ : دكتور يحيى هل يوجد شئ ازعجك اطلب لك كوب من عصير الليمون ليهدئ اعصابك
انتبه يحيى لحالته و سارع بتعديل الكرسي و جلس بهدوء مناقض لما يدور بداخله : لمى اطلبي لي مجدي حالا اريده فورا هنا
اومأت لمي براسها و قالت : حالا و يكون هنا عن إذنك
سارعت لمي بطلب مدير الامن و طلبت ليحيي عصير ليمون و جلست لتكمل عملها
و بعد ان غادر الاستاذ مجدي المكتب و انتهاء لقاءه مع مندوب الشركة الايطالية ثم اجتماعه ببعض مدراء الشركة وجدت الساعة تشير للثانية و الربع كانت انتهت من تعديل العقود فدخلت الي المكتب و بيدها النسخة النهائية للعقود و وضعتهم علي المكتب : دكتور يحيى انتهيت و طبعت النسخ المطلوبة هل اقوم بتوزيعهم لاي ادارة قبل ان اذهب
نظر يحيي لساعته وجدها تقترب من الثانية و النصف : امممم : ﻻ شكرا ارجو فقط التأكد من وصول البريد الالكتروني الي بجاد لا نريد اي خطأ او تأخير
أجابت لمى بعملية : تم تأكيد وصول البريد قبل دخولي بدقائق
بدأ يحيي في لملمه أوراقه الهامة بحقيبته و قال : شكرا لمى تستطيعين الانصراف الان و أراكِ غدا ان شاء الله
و اتمني ان تثمر جلسة العلاج اليوم عن نتائج مبشرة
لمى و هي تنسحب من المكتب : شكرا يا دكتور مع السلامة

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن