الفصل السابع والستين

1.1K 31 0
                                    

الأقصر
صباح اليوم التالي

على مائدة الافطار بعد وصولهم من ساعات قليلة للفندق بالاقصر تجلس لمى و جوارها التوأم تهتم بطعامهما بينما تجلس امها امامها جوارها والدة غادة ثم احمد و غادة بجوارهم متشاغله بحوار مع زوجها علي الواتس اب
لكزها احمد بعصبية و قال من بين اسنانه : اتركي هذا الهاتف و اهتمي باطفالك بعض الوقت .
اغلقت الهاتف ببرود و وضعته جوارها و قالت بتأفف : احمد اهتم بشؤنك ، لمى معتادة علي رعايتهما منذ صغرهما بينما انا فاشلة بهذا الجانب .
لماذا لا تفتح معها حوار و تنسى سيدة الحسن و الدلال .
رد بغضب هامس : كلمة اخرى عنها و سأخرب الموضوع بكل سرور و اعود للقاهرة .
يكفي انكِ السبب باقناع امي بهذه المهذله .
ردت : انا اريد صالحك .
رد بتهكم : تريدين مصلحتك انتِ غادة ، اطفالك امامك بدون ان تتولي رعايتهما مقابل حفنة جنيهات تمنّي بها عليهما و بعض الهدايا و المقابل ان تتزوج عمتهما من اخيك المتزوج .
قالت بسخرية : هل تنسى انه بهذه الطريقة ستكون اب بعد ان حُرمت من الانجاب طوال سنوات زواجك .
بدون شعور ضرب بقبضته علي المنضدة ليلتفت الكل له .
فاستقام واقفا و قال : الحمد لله شبعت سانتظركم امام حمام السباحة كي نتناول القهوة .
تكلمت والدة غادة وقالت : انتظر لمى و خذها معك بجولة في الحديقة .
ثم نظرت للمى و قالت : هيا لمى اذهبي مع احمد و انا ساهتم بعلي وعلا هيا حبيبتي .
توسعت عيناها لطريقة امه المكشوفة و تمنت ان ترفض لكن احمد سبقها و قال : هيا انسة لمى الجو هناك مشمس بالنسبة ليوم بارد كاليوم .
دقائق و كانت لمى تجلس بتوتر امام احمد الذي طلب المشروبات الساخنة ثم نظر لها باهتمام و قال : انسة لمى اعلم اي مأزق وضعتك غادة به و لكن احب ان اشرح لكِ الموقف كاملاً كي تأخذين القرار المناسب و مهما كان قرارك تأكدي انني سانفذه .
قالت تدعي الشجاعة و لكن خرج صوتها متوتر : استاذ احمد انا ...... انا لا اريد الزواج .
قاطعها بهدوء : انا اعلم جيداً انكِ رافضة هذه الزيجة و إن حدث و وافقتي ستكون الموافقه لاجل علي وعلا فقط .
و لكني مضطر لاقناعك بعدم الرفض و المماطلة بعض الوقت ، فقط ثلاث اسابيع ، او حد أقصى شهر .
تغضن جبينها بعدم فهم و قالت : أستاذ أحمد لا افهم كلامك .
تنهد بعمق و قال كأنه يحدث نفسه : انا احب ولاء جداً ولن اتزوج عليها او اطلقها بيوم ما
لكن للاسف امي و اختي غير مقتنعين باكتفائي بها لمجرد تأخرنا بالانجاب .
ضحك بتهكم و هو ينظر للبعيد : لو علما ان سبب التأخر مني انا سيتحول الموقف تماماً ، اذا طالبت هي بالطلاق لانها تريد ان تكون ام
بكل بساطة الكل سيحاسبها انها غير اصيلة لا تصون زوجها لفطرة زرعها الله بها منذ طفولتها .
نظر لها و قال بصوت مهموم : هي بكل بساطة رفضت إخبار اهلي واهلها ان سبب التأخر مني حتي لا يجرحوني بكلمة او حتي نظرة بينما هي تتحمل تقريع امي و اختي كأن الأمر بيدها
قلب شفته : عندما رفضت فكرة الزواج منكِ او من اي فتاة أخري هددتني أمي انها ستقاطعني حتي الموت و تغضب علي .
فكرت ان اعترف لهم ان التأخر بسبب مشاكل صحية عندي .
لكن بنفس الوقت سأقوم باجراء عملية بعد اسبوعين و الامل كبير في النجاح و اريد ان ابتعد عن كل هذا التوتر لان الحالة النفسية مهمة جداً خلال هذه الفترة و بعدها اصارحهم بكل شئ سواء نجحت العملية او لا قدر الله فشلت .
لهذا اطلب مساعدتك خلال هذه الفترة ، فقط مجرد شهر على الأكثر اتخلص من الحاح امي و زن غادة .
يكون ردك انكِ تريدين مدة لتقرري ، لا توافقي او ترفضي ، لا التزام ، مجرد تأخير لرفضك ليس إلا.
و بعدها انا ساشرح لهما الحقيقة كاملة و انهي هذا الموضوع .
تنحنحت بحرج لانه اطلعها علي اسرار خاصة به و لكن كلامه زادها احترام و تقدير له فقالت بابتسامة متخلصة من حرجها : ان شاء الله ستنجح العملية .
سادعو الله لك كل ليلة كي يتم شفاءك على خير و يرزقك بالذرية الصالحة و اعتبر الموضوع منتهي ساخبرهما بحاجتي للوقت و بعد ان نطمئن عليك ينتهي الامر .
قال بامتنان : شكراً لكِ كنت متأكد من موافقتك علي مساعدتي و أتمنى ان لا يسبب هذا الامر اي مشاكل لكِ .
شردت و هي تفكر برد فعل بجاد عندما يعلم بالتأكيد سيثور لانه يعتقد انها سترفض و ترحب بعرضه المذهل للزواج .
ستكون هذه فرصة جيدة كي تنتقم منه و تجعله يكوى بنار الغيرة كما فعل معها .
حتى يعيد تفكير في طريقة عرضه الغبي و يقول أريدك ملك لي ، لكن هي لا تريد الملكية ، لانها ببساطة أبداً لن تكون ملك له هناك ثلاثة غيره أحق بملكيتها هذه ، هل سيقبل بالمشاركة و وجود علي و علا و امها كثوابت بحياتها ام سيقبل بالبداية و بعدها يعترض .
نعم اعلن لامها موافقته لرعايتهما لكن الكلام سهل و الفعل صعب للغاية فهي خائفة من ان يتراجع او يمل منهما .
حياتها اصبحت سلسله من التعقيدات و هي تعبت من كل هذا .
وصول التوأم و باقي المجموعه اخرجها من أفكارها و حاولت الانسجام مع البقية و تجنبت ان تشغل بالها بأي شئ آخر غيرهم .

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن