الفصل الرابع والسبعين

1.1K 34 0
                                    


مكتب بجاد

يتناول فنجان قهوته و السيجارة بيده و يراجع مواعيد الأفواج السياحية لهذا الشهر فسمع خبطات هادئة علي الباب جعلت قلبه يتوقف لاقل من ثانية ثم يضطرب بخفقات سريعة غير ثابتة .
لم تمهله ليلملم شتات نفسه و دخلت تدعي العملية بينما داخلها يرتجف خوفا من لقاءه ، خوفاً من ان تضعف امامه و لا تنفذ ما تريده
تقدمت و معها بعض الاوراق تحتمي بها و لا تهتم بمحتواها تضمها لها كدرع واقي من اندفاع مشاعرها .
هب واقفاً لرؤيتها امامه بعد كل هذا الوقت يتأملها بعين جائعة ، يتشرب ملامحها و يتابع تقدمها وقفت امامه بثبات ظاهري وقالت بصوت خرج رغما عنها مرتجف بعض الشئ : كيف حالك بجاد ؟
لم يمهلها دار حول المكتب لتسدير بسرعه و يكون ظهرها للمكتب و وجهها له .
وضع يده علي حافة المكتب بدون ان يلمسها برغم رغبته القوية بضمها له و الشبع من رائحتها التي تربكه .
ابتلعت ريقها بخوف و اضطراب من قربه المضني لها و قالت بهمس مرتعش : ابتعد بجاد ارجوك .
لم يبتعد بل اقترب عده سنتيمترات حتي اصبح ما يفصلهم مسافة ضئيلة .... جدا و قال بصوت حميمي هامس : اشتقت لكِ لمى اياكِ ان تعيديها مرة اخري .
اخذت نفس عميق و قالت تدعي شجاعة غير موجودة : ابتعد بجاد لا يصح ما تفعله .
ابتسم بخطورة و قال : ايام قليلة و لا يوجد بيني و بينك ما يصح او لا يصح .
انتظري لمى و ستري ماذا سيحدث .
وضعت يدها علي صدره كي تبعده لكنه لم يتزحزح بل قبض علي يدها بتملك كأنه يمسك كل ما يملك بين يديه و قال : لم اعلم انكِ بكل هذه القسوة حبيبتي .
كل هذا الغياب و بعد عودتك تعامليني بهذا الجفاء .
حركت رأسها برفض و هي تحاول دفعه فتركها رغما عنه حتي لا يؤذيها أكثر من هذا و تراجع عدة خطوات للخلف .
بينما سمعها تقول بصوت محتقن مرتجف : اي قسوة هذه بجاد .
القسوة هي ما فعلته معي علقتني بوهم و تركتني اتخبط هنا و هناك .
اعطيتك الفرصة مرة بعد اخري و لم تقتنصها حتى تجرأت و اتيت بهذه الوقحة منعدمة الأخلاق و خرجت معها امام عيني .
لكن بمجرد شعورك انني لم اعد ملكك و قد اكون لغيرك اصابك الجنون .
ضحكت بسخرية و قالت بمرارة : فقط لمعرفتك اني قد افكر بغيرك و اقبل به غضبت و ثورت و اعلنت ملكيتك لي كأني سيارة او قطعة اثرية تريد الاحتفاظ بها .
قاطعها بتبرير : كنت غبي و احمق ، كنت اجبن من ان اعترف بمشاعري و قلت لك هذا
قلت ان هناك شئ يحدث بيننا فدعينا لا نتعجل لم اكن اريد تكرار تجربه امي و أبي
اردت التأكد من انكِ الفتاة التي اريد تمضيه عمري معها حتي لا اظلمك و اظلم نفسي و اولادي .
قالت بمرارة : و اذا حدث و تأكدت بعد شهر او اثنان اني لست الفتاة المختارة .... ماهو موقفي انا يا بجاد بعد ان علقتني بك ، بعد ان اكون رسمت حياتي القادمة معك و ضيعت عدة فرص قد لا تتكرر مرة اخري .
ثم قالت بعناد و تصميم : اسفة بجاد لن استطيع الدخول بمغامرة كهذه لسبب بسيط اني مسؤولة عن اسرة كاملة لن اغامر باستقرارها تبعاً لتقلباتك الشخصية .
و استدرات تغادر لكنه قبض علي يدها و اوقفها أمامه وقال بعصبية : ماهذا الهراء يا لمى ان ايضا لن اغامر و اقول مثل هذا الكلام الا اذا كنت متأكد مما اريد و انا اريدك بكل مسؤولياتك .
لا بهمني ان تكوني كلك لي او جزء منك المهم وجودك بحياتي .
اليوم ساخطبك رسمياً من خالتي زينب ،
فقد طلبت يدك قبل السفر و لكنها رفضت بحجة ان هناك من خطبك قبلي و اشترطت رفضك لأحمد كي أستطيع خطبتك .
و بما انكِ بالتاكيد رفضتي احمد إذن اليوم خاتمي سيكون باصبعك .
صمتت لثواني و هي تنظر له و تحدث نفسها : اصمدي يا لمي يجب ان يتذوق من كاس الانتظار و الحيرة كما فعل معك .
رفعت حاحبها بشر و قالت ببراءة مصطنعة : اسفة بجاد لكن من اوهمك انني رفضت احمد
بالعكس لقد اعطينا لبعضنا فرصة اسبوعان او ثلاثة نتعرف على بعض اكثر و بعدها اقرر موافقتي او رفضي .
و إذا حدث و رفضت تستطيع وقتها الحضور و معك عائلتك لطلب يدي ووقتها سآخذ وقتي بالتفكير و التأكد من انك الرجل التي اريد تمضيه عمري معه حتي لا اظلمك و اظلم نفسي و اولادي و اولاد اخي معي .
تسمر مكانه و لم يستطيع الحركة لثواني كانت هربت من امامه .
فاق من افكاره و وضع يديه بخصره و قال : اهربي لمى تريدين الانتقام مني لحيرة وضعتك بها رغماً عني
لك هذا انتقمي كما تريدين المهم بالنهاية تكوني لي .

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن