الفصل السبعون

1.2K 35 0
                                    

الغردقة

انهت نهاد عملها بالدار و نظرت لساعتها
لا تشعر برغبة في عودتها للمنزل و مرهقه من خروجها يومياً و هي لم تعتاد على هذا .
فكرت ان تذهب ليحيى بمكتبه و تدعوه للغداء بالخارج و نزهة بالسوق الشعبي بالمدينة
فهي تشعر ببعض الملل من روتين يومهما بين عملها بالدار و اعمال المنزل و عمله بالمكتب .
لهذا تريد كسر هذا الروتين بنزهه سريعة كل عدة أيام .
لا تنكر تأثير عملها هذا علي نفسها و تفكيرها ،
النماذج الموجودة بالدار جعلتها تدرك مدى سطحيتها و ظلمها لافراد يستحقوا منها كل احترام مثل لمى .
يوسف .... طفل لا يتعدي الخمسة سنوات مهذب ، خجول ، حزين عند بداية عملها ارتبطت به لا تعلم السبب و عندما سألت عن قصته علمت انه موجود بالدار منذ خمسة اشهر فقط بعد وفاة والديه بحادثة سطو مسلح على سكنهم و لحسن حظه كان بدرس السباحة فلم يشهد عملية قتلهم .
بعد وفاة والده الذي لم يكن يمتلك سوى سيارة حديثة و بضعة آلاف من الجنيهات لا تكفي مصروفات مدرسة يوسف تخلى عنه عمه و كذلك خالته ووضوعه بالدار بكل بساطة .
عندها تذكرت لمى و المسؤولية الملقاه على عاتقها التي لم تشتكي منها او تتهرب منها بالعكس تقبلتها بكل سعادة بل و حاربت لبقاء الاطفال معها .
اكتشفت ان لمى انسانه تستحق الاحترام لا الشك و الظلم و المعامله السيئة .
غيرتها منها و على يحيى جعلتها تتخيل اشياء لا اساس لها من الصحة .
تخجل من نفسها كلما تذكرت نظراتها و تعاملها معها و وعدت نفسها انها قريباً جداً ستعتذر للمى عن كل حماقتها معها .
انطلقت للمكتب و اثناء الطريق وجدت احد محلات الحلويات فتوقفت لشراء بعض الحلويات الشرقية و استأنفت طريقها للمكتب .
بمجرد دخولها المكتب وجدت السكرتيرة الحسناء ذات الملابس القصيرة و الملامح الفاتنه و التي لم تستطيع الاعتراض عليها خوفاً من ثورة يحيى لعدم ثقتها به ،
لهذا صمتت على مضض ، حيتها بفتور و دخلت مباشرة ليحيى .
وجدته يعطيها ظهره و ينظر من النافذة و يتكلم في هاتفه بغضب و قال : لا أصدق مدى وقاحتك و بجاحتك شاهي .
هل لان رأفت القاضي انتهى منك و القاك كبضاعة فاسده من حياته عدتي تبحثين بدفاترك القديمة .
حاولت الكلام فقاطعها : اياكِ يا شاهي و الاقتراب مني او من نهاد لن اصمت او اتغاضى عن قذارتك مثل المرة السابقه و ان كان تهديدي السابق لم يردعك فمازال في جعبتي الكثير .
وجدت نفسها تتحرك بهدوء حتى وصلت له و خطفت الهاتف من يده و قالت بشراسة غريبة عليها : ايها الحقيرة ابتعدي عني و عن زوجي و اياكِ و الاعتقاد انه في يوم من الأيام قد ينظر لكِ حتى لو لم اكن بحياته .
يحيى رجل لا يحب كل سهل رخيص يحيى لا يقدر الا الجواهر النفيسة التي لا يحصل عليها سوى رجل واحد .
و ان كانت تهديدات يحيى لم تجد اي صدى معك فدعيني اخبرك انني لو رأيتك صدفة قريبة مني او من زوجي ساتصل باخيك و اخبره بكل قذارتك كي يأخذ اول طائرة و يأخذك معه لينظف البلد من وجودك ووقتها ساحرص كل الحرص ان يرى تصرفاتك و تجاوزتك و تلويثك لاسم العائلة .
و انا و انتِ نعلم جيداً انه وقتها سيرحب للغاية بتعليمك الادب .
انهت كلامها ثم انهت الاتصال و أخذت عدة انفاس متلاحقة ثم ذهبت بهدوء لتفتح طبق الحلويات و أخذت قطعة منه و وضعتها بفم يحيى الذي كان يراقبها بذهول .
ضحكت علي ملامحة و قالت : هيا يحيى ، انها البقلاوة التي تعشقها اشتهيتها اليوم و فكرت ان نأكلها سوياً .
ابتلع قطعة البقلاوة و قال : هل انتِ بخير حبيبتي !!
اقصد توقعت ان تغضبي مني و تحمليني ذنب اتصالها بي .
جلست و قالت ببساطة : فيما اذنبت انت ؟ بالعكس تحاول ان تبعدها عنك بينما هي رخيصة حقيرة و الاهم انني اثق بك حتي لو وجدتك بغرفة مغلقة معها .
انفجر ضاحكاً حتى دمعت عيناها و هي رفعت حاجبها بشر و قالت : ماذا يوجد بكلامي مضحك هكذا دكتور يحيى ؟
رد بعد ان هدأت ضحكاته : لو حدث هذا الموقف من شهر واحد لكان رد الفعل اختلف تماما ، غالباً ما كنتِ ستتهميني اني متزوجها بعقد عرفي هي و اثنان غيرها غير ما ملكت يميني .
اقتربت منه و ضربته علي كتفه بغيظ و قالت : مصّر ان تذكرني بحماقتي و غبائي
رفع كتفيه بقلة حيلة و قال : لا و لكن اجد ثقتك بي مثيرة للعجب .
جلست و قالت برزانة : انا اثق بك و لكن المشكلة كانت بعدم ثقتي بنفسي ، تستطيع القول ان الابتعاد عن صديقات السوء و الانهماك بعملي في الدار جعلني ادرك كم كنت تافهه و حمقاء .
يا الله كم اكره نفسي و تصرفاتي الغبية خلال الاشهر الماضية ، كم كنت مغيبة و سلمت عقلي لكلام من لا يريد سوى اذيتي .
اقترب منها و جذبها لحضنه و قال : دعينا ننسى كل ما حدث و نتعلم من أخطائنا و لا ندع اي شخص يفسد حياتنا .
وافقته و هي تضم نفسها اليه اكثر لتنعم باحضانه و حنانه .

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن