الفصل الخامس والخمسون

1.2K 34 0
                                    


منذ اكثر من ساعة يدور و يدور بالسيارة في شوارع القاهرة لا يريد العودة للمنزل ، لا يريد مواجهتها او رؤية اللوم و العتاب في عينيها ،
يعلم انها غاضبه بل تريد الفتك به و وضع بقاياه علي قمم الجبال و لها كل الحق في ذلك
لا يعلم اي جنون يحدث بحياته .
من عدة اسابيع كان يعيش في سلام و هدوء و راحة بال لا حب او الم او عذاب ضمير .
اما الان يتمنى عدم حضوره من الغردقة ، يتمنى عدم التدخل بين نهاد و يحيى ، يتمنى عدم حدوث كل هذه الفوضى بحياته .
لا يعلم ما حدث له بعد رحيل لمى الغاضب و رحيل إياد المتوعد و تركه مع صوفي جعله يدرك اي مأزق وضع نفسه به .
لم يُعرف عنه التهور و القرارات الغير محسوبة من قبل و لا يعلم كيف بكل مرة يتخذ قرار اسوء من سابقه .
خرج معها تناولا الغداء و اراها بعد معالم القاهرة و بعدها انسحب بهدوء تحت نظرات صوفيا المصدومه من انسحابه الغير متوقع متحجج بوعكته الصحية و بقايا إنفلونزا مازالت تسبب له الانهاك و الخمول .
و برغم اصرارها علي رؤيته ليلاً الا انه اضطر ان يوضح لها انه غير قادر علي إستمرار علاقتهما اكثر من هذا .
حتى الان لا يصدق انه لم يستطيع الاقتراب من صوفي لم يحاول في الاساس الاقتراب منها فعند اول فرصة فر هارباً من امامها و هو يري ملامح لمى حوله بكل الوجوه هنا تنظر له بحب و آخر باهتمام و مرة بتوعد و اخرى بغضب و هناك بلوم و عتاب كل العيون تحولت لعيونها و كل الوجوه يرى فيها وجهها .
صف سيارته امام نهر النيل بنفس المكان الذي سهر به مع إياد منذ يومان .
وجد هاتفه يرن بإسم اخيه الذي علم مكانه و بعد نصف الساعة كان يجلس جواره بصمت
ثم قال بصرامة : بجاد اريد ان افهم ماذا تريد من لمى ؟
علي مدي الايام السابقه لاحظت تقاربكما و نظراتك السعيدة و نظراتها المهتمة ، اعتقدت انك فكرت بكلامي و عدلت عن رأيك بشأن الزواج و لكن لا افهم ماذا حدث اليوم بالبداية اعتقد وجود صوفي صدفة و مفاجأة منها ليس إلا .
لكن بعد تفكير اكتشفت ان صوفي لم تأتي للقاهرة من قبل ، إذن اتصلت بك و رحبت بها و كنت تعلم بحضورها .
إذن لماذا ؟ هل تريد لمى ام صوفي ام الاثنان و تعيد مغامرات والدي بزوجة هنا و صديقة هناك .
ارتد وجهه للخلف بصدمة و هو يواجه حقيقة مخاوفه و قال بثقة مزعزعة : لا .... بالطبع لا ما هذا الهراء انا لست كوالدي .
ثم اضاف بتردد : لا انا لن أسمح ان اكون كوالدي حتي لو اضطرت لعدم الزواج .
نظر له اياد بتدقيق : اذن لماذا أردت ان توهم لمى بوجود علاقة بينك و بين صوفي
مشط شعره بارهاق : إياد انا حالياً مشتت و متخبط أرجوك آجل اي كلام للغد .
زفر إياد بغيظ و قال : فكر جيداً يا بجاد كي لا تخسر حب لمى لك .
اومأ مؤيدا لكلامه و هو لا يعلم هل ما يفعله صحيح ام خطأ ، هو متأكد من انه خسرها بالفعل .
اراد تغيير الحوار فسأل اخيه : كيف حال العمل .
اشرق وجهه و قال : بخير .. غداً عندي لقاء مع شركة ***** للاتفاق علي عمل الحملة الدعائية لهم .
ربت على كتفه بفخر و قال : مبروك يا إياد انا واثق من نجاحك هنا و تحقيقك كل ما تتمنى
وضع اياد كفيه بجيوبه و قال بسعادة : بجاد انا احب فتاة و بمجرد موافقتها ساتزوج .
نظر له بجاد متفاجئ من كلام اياد المباشر و قال : من !! متي !! كيف !!!
ضحك اياد من كلام اخيه و قال : لماذا لا تقول جملة كاملة ؟
ضحك بجاد و وضح : انها المفاجأة ، انت هنا منذ عدة اسابيع لم تكمل شهر و استطعت ان تحب و تقرر الزواج .
رفع كتفيه بقلة حيلة و قال : بمجرد ان رأيتها اول مرة علمت انها نصفي الاخر ، إذن لماذا اضيع وقت ؟
لمعة اعجاب بعين بجاد و هو سعيد لاخيه و قراره الذي يعجز هو نفسه ان يأخذه بينما اخيه حدد هدفه و من الواضح اصراره للوصول له فسأله : و من سعيدة الحظ التي استطاعت الفوز بقلبك .
نظر له بغموض و قال : ليس الان عندما توافق ستكون اول شخص يعلم .
ثم ربت علي كتفه وقال : هيا كي لا نتأخر اكثر من هذا و فكر جيداً في مشاعرك تجاه لمى ،
اياك ان تجعل بعض المخاوف المرضية تحرمك من الحياة التي تستحقها .

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن