الفصل الرابع والثلاثين

1.3K 47 0
                                    

مكتب شريف

قال بنفاذ صبر : اتركي هذه الاوراق و اسمعيني ، اريدك بموضوع هام .
انتبهت ليال له ووضعت الأوراق جابناً و جلست بالمقعد امامه .
الايام السابقة لم تتوقف عن التفكير لحظه تغفو دقائق و تصحو تدعو الله ان يرشدها لطريق الصواب .
من يوم كلام لمى لها و هي تعامله ببرود ، بهدوء ، بصمت و هو يحاول كسر هذا الجليد حولها لكنه فشل لانها لم تعطيه الفرصه .
انتبهت له و هو يمرر اصابعه بشعره و يقول : ليال اريد الزواج منكِ باسرع وقت.
نظرت له بعدم فهم ثم للحظة ظنت ان الله استجاب لدعوتها و ان شريف صدق بوعده فقالت بفرحة : هل طلقت هناء ؟ لماذا لم تبلغني ؟
قام من مكانه و جلس بالمقعد امامها وضع يده علي يدها و قال بصوت مبحوح : لا لم اطلقها ، لن استطيع ان اطلقها الان .
همت بالكلام و لكنه شد علي يدها و قال : لن استطيع الصبر اكثر من هذا ، قد يطول الامر و حل المشاكل بين ابي و عمي سيأخذ وقت .
حتي لو طلقتها الان لن استطيع الزاوج بعدها مباشرة حتي لا يعلموا بعلاقتي معك .
سحبت يدها كما انسحب الدم من وجهها و قالت بصوت مهزوز : لا افهم هل كلامك كله كان مجرد اوهام .
نفي سريعا : لا صدقيني انا احبك و لكن وضعي سئ و لن استطيع الابتعاد عنك اكثر من هذا .
لماذا لا نتزوج الان و بمجرد ان تحل المشاكل نعلن زواجنا للكل .
حركت رأسها برفض وقالت : لا افهم كيف نتزوج و كيف لا يعلم اهلك .
قال باضطراب : زواج سري غير معلن حتي لا تتفاقم المشاكل بين عمي و ابي و اكون سبب طلاق اختي من زوجها .
اكمل يحاول اقناعها عندما لاحظ صدمتها : لا تقلقي انه زواج شرعي علي يد مأذون لكن لن يعلم غيري و غيرك و الشهود .
انتفضت من مكانها و قالت و الدموع تتسابق علي وجهها : هل تراني رخيصة لهذه الدرجة كغرض تخجل من الظهور معه بالعلن !!!
تحتفظ بحياة اسرية ناجحة زوجة و أطفال و اب راضي عنك و تمتلك عشيقة تحت مسمي زوجة سرية لترفهه بها عن نفسك بدون التفكير باي من حقوقي في اعلان زواجي و ان اكون ام و ارفع راسي بجوار زوج اختار ان يتباهي بي لا ان يخجل مني .
بكت بشدة و هي تقول : لم اطلب منك سوى الامان و الحب و الاحترام و انت بكل بساطة تعاملني بدون اي منهم .
اذا كنت غير قادر علي تطليق زوجتك و اعلان زواجنا لما اقتحمت حياتي من البداية ، لما اقتربت مني و حاصرتني ، لما جعلتني احبك و وعدتني بكل شئ ، بعد ان اوهمتني باستحالة الحياة مع زوجتك و بانك منفصل عنها منذ عدة سنوات .
لم اكن اراك بالبداية سوي مدير بالعمل ، لم انظر لك كفارس احلام او شريك حياتي .
لكن انت من حاصرتني بعد ان علمت ظروفي ، علمت حاجتي للحب و الاهتمام ، حاجتي لوجود شخص يعوضني عن ام توفيت و لم اشبع من حنانها و اب تركني لجدة صارمة ليتزوج من جديد بدون نظرة للخلف لطفلة لا تحتاج منه سوي الامان .
كأني احتاج لمزيد من الالم و المعاناة ، لمزيد من الجروح و الخذلان .
لما اذيتني بهذه الطريقة يا شريف لما
صرخت و قالت : لما .... اريد ان اعرف فيما اذيتك لتاذيني هكذا .
وضعت يدها علي وجهها و اخذت تبكي و تبكي
اقترب منها بهدوء و اخذها بحضنه يتمني ان يقبلها و يشبع حاجته منها .
لكنها بمجرد ان شعرت بلمساته و انها بحضنه دفعته بقوة فكاد ان يفقد توازنه متفاجئ من ردة فعلها القوية .
بينما هي صرخت بكل الغضب داخلها : ايها الحقير اياك ان تلمسني مرة اخري ، لقد صدقت كلامك ووعودك و انت لا تراني سوي فتاة غبية ساذجة ستسكتها ببعض الحجج الواهية و ينتهي الحال بزيجة سرية و بعد ان تمل مني تركلني خارج حياتك .
رد عليها بعصبية : انا احبك و اريدك يا ليال اريدك لي زوجتي ملكي و اياكِ ان تنكري حبك لي .
انا سبق و قلت لكِ اننا متفقان على الطلاق لكن ما يعطلنا علاقتنا الاسرية ، انا لم اخدعك او أكذب عليكِ .
فكري بالامر و بأقل من اربعة و عشرون ساعة تكونين زوجتي ... فقط وافقي حبيبتي .
حركت رأسها رافضة و قالت باحتقار : حقاً انت لا تكذب !!
مرة متفقان علي الطلاق و مرة حامل ، مرة فهِمت هناء قرارك و مرة اعتقدت انه بحملها انتهى الخلاف .
اصبح لدي تشوش في وضع علاقتكما الغير مفهومه .
اما بالنسبة لانك تريدني هذا لا يسمى حب يا شريف هذه رغبة .
لو انك تحبني حقاً ابداً لن ترضى ان تتزوجني بهذه الطريقة الرخيصة .
خرجت من مكتبه لمكتبها و اخذت اغراضها و
تركت الشركة كلها بدون ان تنتبه لمن يقف قريباً منهما مستمع لكل كلمة قيلت من بداية المواجهة و هو يلعن صديقه لانه استغل فتاة بظروف ليال و لم يشفق علي حاجتها للاهتمام بل بكل وضاعة ضحك عليها و اوهمها باشياء ابعد ما تكون عن الحقيقة .
اما هي فخطئها لا يستهان به ، مجرد الموافقة علي الدخول بعلاقه شائكة بين رجل و زوجته مهما كانت المبررات يعتبر خطأ جعله يعتقد انها ستظل مدى الحياة تتنازل للحصول علي اقل القليل .

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن