الفصل الثاني والأربعين

1.2K 43 0
                                    


ليلا باحد المقاهي الشعبية بوسط البلد

مقهى طالما ذهب اليه مع عادل عندما يؤرق احدهما شئ ، ليفضي كل منهما للاخر لايجاد حل للمشكلة .
و اليوم و لاول مرة منذ سنوات طويلة يجلس بمفرده .
يتناول قهوته بصمت يفكر في ما حدث اليوم لا بالتحديد ما حدث له منذ وقعت عيناه عليها و هي تؤنب ام الطفل بالشارع .
وقتها شعر انها هي من يبحث عنها منذ سنوات ، هي نصفه الاخر الذي وعد نفسه بمجرد عثوره عليها سيتزوجها و لن يضيعها من يده .
لا ينسى موقفها و دفاعها عن الطفل بطريقة لمسته من الداخل جعلته يشعر انها ام بالفطرة
اسلوبها الرقيق ، نظرة الحزن المطله من عينها ، بسمتها الرقيقة للطفل الباكي .
تركها على وعد بلقاء قريب و هو يمني نفسه بالعثور عليها و معرفة ادق تفاصيل حياتها و يكون هدفه الاول و الاخير هي .
و لكن كل هذا تغيير بمجرد علمه إنها نفسها ليال حبيبة شريف .
لم يصدق ان هذا الملاك يمكن ان يكون شيطان يدمر اسرة كاملة .
ان هذه الطفلة بعيونها الحزينة ترتبط برجل متزوج و تنتظر طلاقه ليكون لها .
حاول التفكير بحيادية و عدم الحكم عليها لا لشئ الا انها لمست قلبه و سحرت عيونه و حركت بداخله رغبه قوية باحتوائها و حمياتها .
و كانت المواجهة مع شريف وطلب زواجه السري منها هي الفيصل .
علم انه محق في عدم تسرعه ، ان احساسه بها لم يخنه و انها برغم خطئها الا انها ايضا مخدوعة .
علم ان الحقيقة التي قصها عليه شريف كانت كاذبة فهو نقل الامر من وجهه نظره و بالتأكيد لن يظهر نفسه كمخطئ بل امعن في وصفها انها هي من حاصرته باهتمامها و جذبته لها بنظراتها المعجبة .
ولكن النصف الاخر من الحقيقة جعل كفة الميزان تعتدل مرة اخرى .
الان انتهت حكايتها مع شريف و فهم ملابسات الموضوع .
و لكن هل هذا كافي للتفكير بها مرة اخرى كما فكر بها اول مرة رآها بها ؟
هل هذا كافي لأن يفكر بها كحبيبة و زوجة و ام ؟
هل يقبل الارتباط بفتاة هو علي علم بانها اغرمت برجل اخر قبله ؟
قد يكون امضى الكثير من حياته بالخارج لكن ما زال يجد في تقبل الامر صعوبة .
لكن بمجرد ان يتذكر نظرة الضياع بعينها اليوم ، حالتها المذرية ، عيونها الباكية ،
هتافها باسمه ان شريف كاذب و لا يجب ان يصدقه .
حس الحماية الذي وصل ذروته عند تشبثها به طلباً للحماية ممن ظنت في يوم انه امانها .
كل هذا يجعله يرغب في ضمها بين أحضانه يربت عليها و يهدهدها كطفل صغير يحتاج للحب و الامان و الحنان الذي افتقدته .
و يعود السؤال يطرق في رأسه بإلحاح مرة اخرى .
هل يستطيع غض الطرف عن علاقتها السابقة بشريف ام ستكون مصدر شك و عدم ثقة دائم بينهما ؟
مرر أصابعه بخصلات شعره و قال لنفسه
هل نسيت نفسك يا اياد منذ سفرك للخارج و حتي وفاة عادل كنت كل اسبوع بعلاقة جديدة تنتهي دائما بالفراش .
اي انك لست منزهه عن الخطأ لتحاسبها كأنك بدون اخطاء .
و ان كان علاقتها بشريف اعتقاد بالحب ووعود بالزواج و بعض الكلام العاطفي فعلاقاتك المتعددة ، المخزية تكتب بمجلدات .
هل يضيع فتاة احلامه لمجرد افكار بالية تربى عليها
انه رجل يحق له ان يعرف قبل الزواج ما يشاء لكن من تكون زوجته يجب ان تكون كالورقة البيضاء بدون اخطاء .
هي من نبض قلبه بمجرد رؤيتها هل سيضحي باحساس كهذا لانها اعتقدت واهمة انها تحب شريف .
نعم هو علي يقين انها لم تحب شريف و لكن عشقت الحالة المصاحبة لعلاقتها به .
هي فقط ارادت ان تشعر باهميتها لدى احدهم لهذا و نظراً لصغر سنها و انعدام خبرتها صدقت بكل غباء اكاذيب شريف و انزلقت معه في علاقه حب كاذب .
لا هو غير مستعد ليضحي بها من أجل خطأ ارتكبته سابقاً .
لهذا بداية من يوم عودتها للعمل معه سيضع الخطة المحكمة لينسيها شريف و يفهمها انها لم تحب و لن تحب سواه .
يجعلها تفهم انها لن تجد الامان و الاهتمام و الحب و قبلهم الاحترام الا معه .
يجعلها تنسى كل احزانها و آلامها قبل ان تلقاه .
يجعلها تفهم انه عائلتها الوحيده انه ابيها و اخيها و صديقها و حبيبها و زوجها .
انهى فنجان قهوته و هو منشرح الصدر، مبتسم الوجه ، مرتاح البال و هو يفكر بخطته للأيام القادمة

يتبع .....

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن