الفصل الخمسون

1.3K 37 0
                                    


صباح اليوم التالي

دخلت لمى بهدوء و بيدها كوب من عصير الليمون و قالت بصوتها المغلف بالاهتمام : كيف حالك اليوم يا بجاد .
وضعت امامه العصير نظر لها بسعادة و قال : بخير طالما رأيتك لومي .
تلون وجهها بخجل من كلامه فهربت من نظراته ووضعت بعض الاوراق امامه و قالت : اريد ردك علي هذه الخطابات كي اكتبها و اقوم بإرسالها .
قطع كلامهما رنين هاتف بجاد فوجد نمرة غير مسجلة قام بالرد بصوته المتعب ليجد صراخ عالي بالانجليزية سمعته الواقفه بجانبه : بجاد حبيبي اشتقت لك كثيراً ، اين انت حبيبي .
ابتلع ريقه بتوتر وهو ينظر بطرف عينه للمى الذي شحب وجهها و قال : صوفيا !!!
ردت بسعادة : نعم حبيبي انها انا صوفي ، انا بالغردقة و ذهبت لشقتك لقضاء اجازتي معك و لم اجدك ، اين انت ؟
رد بآلية : انا بالقاهرة .
صيحة اخري سمعتها لمى الواقفه كأنها ردار علي الطريق الصحراوي تلتقط كل كلمة و هي تحمد الله ان الفتاة تتكلم لغة تفهمها و من طريقة نطقها الثقيلة فهمت انها ليست لغتها الاصلية .
قالت صوفيا بسعادة : لا اصدق هذه الصدفة انا آتية للقاهرة لمدة ستة و ثلاثون ساعة بعدها تستأنف رحلتنا .
الطائرة ستقلع من هنا بعد ساعة فقط ، اعطني عنوانك سريعاً كي اراك و نقضي وقتاً ممتعاً معاً .
فاخبرها بذهن شارد و عدم تفكير عنوان الشركة و اغلق و هو غير مدرك للواقفه جانبة تنظر له بضياع و الم بعد ان سمعت كل كلامها و رده عليها .
اذن فهو علي علاقه بأخرى و ليست علاقه عادية فهي اجنبية و هو ...... لا تعلم الاكيد ان طبيعة علاقتهما لا تقتصر علي تنشيط السياحة و زيارة سياحية لمعالم القاهرة .
ايها الغبية الحمقاء هل اعتقدِ ان بجاد شاب بدون علاقات انه مقيم وحده بمدينة منفتحة و تعامله كله مع الاجانب بدون اي ضوابط بالتأكيد له علاقات متعددة .
لم اتوقع ان يكون الامر بهذا الوجع هل هي الغيرة ام الغباء لتصديقي لمشاعر اوهمني بها
إذن لماذ اقترب مني هكذا !! اذا كان علي علاقة باخرى ماذا اراد مني !!
هيا لمى تحركي لا تقفي كصنم هكذا تحلي ببعض الكرامه و انسحبي بهدوء بدون ان توضحي له مدي وجعك .
ستتجاهل الأمر كله كأنه لم يكن و تعود لمعاملتها الرسمية معه كأنه شخص عادي و ان حاول تجاوز الحدود ستقف بوجهه بكل جرأة و ليهنأ هو بهذه القبيحة قليلة الحياء .
اما هو فكان يتابع تعابير وجهها الحزين المتألم و كم نعت نفسه بالغباء لتصرفه الاحمق و رده علي صوفي هكذا .
يريد ان يعتذر لها و يفهمها انه قطع علاقته بها منذ جاء الي هنا بل من اخر زيارة لها لم يكلمها او يراسلها لانها لا تعني له شئ بينما لمى كل شئ .
هل انت مدرك لاعتراف كهذا يا بجاد هل تستطيع الاعتراف لها بكل بساطة انها اصبحت له كل شئ ، انه لا يريد غيرها ، لا يفكر الا بها ،
يحلم بضحكتها و يصحو علي صوتها يحيى باهتمامها و يفرح لرعايتها .
هل تستطيع بناء حياة سوية و تكون زوج و اب مسؤول عن اسرة ناجحة ام ستفشل كما فشل والدك
هل تستطيع اعطاءها الامان و الحنان و الحب الذي تستحقه ام تحول ضحكتها المغردة لابتسامة حزينة و كلماتها الحنون لصمت مؤلم .
مخاوف مرضية داخلك قادرة علي تحويل حياتكما الي جحيم .
اصبح لديك رهاب من الفشل ، من تحولك شيئا فشئ لشخص يشبهه والدك .
لهذا الابتعاد الان افضل من الابتعاد بعد عدة سنوات مخلفاً وراءك جراح و الام لا سبيل لعلاجها ، فهي لا تستحق منك هذا .
حتى و ان استطعت النجاح في حياتك الزوجية هل تتخيل ان علمت بتلاعبك بمشاعرها ؟ و رغبتك بابعادها عن يحيى و ان هذا هو السبب الأساسي لاقترابك منها لجذبك لها و لتغزلك بها .
لن تسامحك أبداً لاستهانتك بمشاعرها و شكك بقبولها بيحيى كزوج لها .
نفض رأسه من افكاره و قد اتخذ القرار ان تبعد الان و هي تراه غير قادر علي اتخاذ خطوة جدية افضل من الابتعاد بعد ان تحتقره و تكرهه لتلاعبه بمشاعرها و فشله في كونه زوج ناجح .
فاقت لمى من افكارها و لملمت الاوراق بهدوء تحسد عليه لكن رعشة يدها واضحة و صوت انفاسها المتلاحقة ظاهرة و عينها التي ترمش بسرعة غريبه لتمنع دموعها من السقوط
قالت بتماسك : سانتهي من كتابة هذه الخطابات و أحضرها لك .
فقال مدعي اللامبالاة : حاولي انهائهم سريعاً
همهمت بكلمات غير مفهومه و خرجت سريعا من امامه .

يتبع .....

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن