الفصل الثاني والعشرين

1.4K 41 0
                                    

منزل سامح
سامح المنشاوي متزوج من سهى سبعة و ثلاثون عام حاصل علي بكالوريوس حقوق جامعة القاهرة ،جسد رياضي بشرة سمراء اصلع الرأس يمتلك بازار بمنطقة الاهرامات بشارع الهرم .
منزله علي بعد عدة دقائق من محل عمله
يجلس علي الاريكة ويتصفح مواقع التواصل في انهماك شديد بينما تضع سهى الطعام علي المائدة وبعدها وقفت خلفه لتفاجأه بقبلة علي رأسه الصلعاء : هيا يا سامح الغداء جاهز حبيبي .
اتجهه للمائدة و مازال تركيزه بالهاتف : سلمت يداكِ سوهي
ابتسمت بحب ووضعت يدها علي يده و قالت : لم تدللني منذ زمن
ترك الهاتف و رفع يدها لفمه و قبلها و قال بأسف : اعلم مدي تقصيري حبيبتي و لكن احوال البازار من سئ لاسوء و هذا يجعلني بغاية الضيق فقد اوشكت مدخرتنا علي النفاذ و من الشهر القادم لن اجد ما ادفع به ايجار المحل و فواتير الماء و الكهرباء غير مصروف المنزل و مصاريف ياسين .
وضعت القليل من الكوسة بالبشاميل بطبقه و قالت : لا تحمل هم لاي شئ انا معي مبلغ من المال .
انت ترفض تماما وضع ولو جزء صغير من راتبي بالمنزل لذلك كنت ادخر ما تبقي من الراتب بعد دفع قسط السيارة و المساهمه بالمصاريف مع امي بجوار معاش والدي .
المهم ان نحاول التفكير بطريقة تزيد عدد الزائرين للبازار .
كز علي أسنانه و قال : لن آخذ منك جنية واحد سهى و اياكِ و الكلام في هذا الامر مرة أخرى .
قالت بمهادنة و هي تضع الارز بطبق ياسين و تأكله بينما هو يلهو باحد العابه : حبيبي اعتبرهم قرض بدون فوائد ثم انا زوجتك و كل ما املك يعتبر ملكك .
ترك الملعقة بعصبية و قال : هل ساترك تنفقين علي المنزل بينما اضع يدي علي خدي انتظر منكِ مصروفي . هل جننتِ سهى ؟؟
بلعت ريقها بخوف و قالت : لا لم اقل هذا بالطبع ... كل ما اقصده ان نتعاون سوياً حتي ينصلح الحال و يعود العمل كما كان .
و بعدها لو اردت اعطني كل ما ساهمت به في هذه الفترة .
نظرت له و قالت بحب : سامح يجب ان تكون اكثر مرونه فكل صديقاتي يساهمن براتبهن في مصاريف المنزل .
الامر ليس به اي انتقاص لرجولتك .
انت منذ زواجنا لم تدخر جهد في توفير كل سبل الرفاهيه لنا .
حتي امي بعد وفاة ابي اخذتها لعمل عمرة ببيت الله الحرام حتي تتحسن نفسيتها .
لماذا ترفض ان اقف بجانبك بوقت كهذا ؟
اليس من واجبي كزوجة و حبيبة لك ان اساندك بكل خطوة و قرار و ادعمك بأي ازمة تمر بها ؟
مسح وجهه بيده و طلب : نؤجل الكلام بهذا الموضوع سهى .
غضبت سهى لمحاولة انهائه الحوار فتزمرت : لا تنهي الحوار كأنك تكلم طفلة صغيرة .
قام وقال بعصبية : انا مخنوق يا سهى اشعر كأني مكبل لا اجد حل للوضع المتردي للبيع و السياحة من سئ لاسوء .
هل تعلمين معني ان اكون مسؤول عنكما و لا استطيع توفير ابسط متطلبات المنزل ، شعوري بالعجز يجعلني اختنق .
لحقته و هي تحتضنه : لا تقل هذا الكلام ابعد الله عنك العجز و الحزن حبيبي ، انه اختبار من الله يجب ان نتعاون فيه .
فكما اجزل لنا العطاء فيما سبق يختبر صبرنا الان ، نصبر و نحتسب لا نعترض و نثور ...
ادعو الله حبيبي ان يوسع رزقنا و لا تحمل هم لاي شئ انا معك يدي بيدك كيان واحد بدون اي فوارق .
ضمها اليه برفق و قال هو يقبل رأسها : بارك الله فيكِ حبيبتي
و جعلكِ عون لي لا علي .
اغمضت عينها و هي تدعو الله ان يصلح أحوالهم و يرزقهم من حيث لا يحتسبوا

بريق نقائك يأسرنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن