نزلنا من السيارة جميعنا بعد رحلة دامت لساعة ونصف، قال آلفريدو: هذا أكثر مكان مناسب للتخييم يا أصدقاء،
ألقينا نظرة على المكان فقالت كوينلا: أجل آلفريدو محقّ،قلبت لوليتا عيناها لتقهقه ميرابيل وتقوم بهمس بعض الكلمات في أذنها لتنفجران بالضحك، نظرنا إليهنّ بملل بعدها قلت: ماذا الآن؟،
"لا شيئ" قالت ميرابيل بانزعاج وهي تنظر إليّ، رفعتُ حاجباي وقلت: لنبدأ فأريد أن أستمتع قبل حلول الظلام!،
قال بيزل وهو يعدّل قبعته الشمسية السوداء من نوع فيرساتشي وقال بينما يمشي بعيداً: سأجمع الحطب،
قالت كوينلا: كاليستا إذهبي وساعديه من فضلكِ، قهقهت ميرابيل من جديد وهي تختلس النظر إلى لوليتا لتقول الأخيرة بنبرة خبيثة: أجل كاليستا ساعديه،
قال آلفريدو: يستطيع لوحد-، لم أنتظره ليكمل بل قمت بالركض بسرعة بنفس الطريق الذي ذهب منه بيزل فأنا أعلم أن هذا الأحمق سيُعارض ذهابي معه وأنا بصراحة لا أريد أن أفوّت فرصة كهذه،
أخيراً وجدته لكن ما به مستنداً على الشجرة؟ لمَ يقوم بإخفاء وجهه هكذا؟ وصلتُ إليه وأنا أحاول جاهدة إخفاء نبرة القلق في سؤالي، قلت: بيزل؟ ألن تجمع الحطب؟،
أدار نفسه بسرعة عند سماع صوتي وبدأ بفرك وجهه لأقترب منه بسرعة وأقف أمامه، بصعوبة أبعدت يديه عن وجهه لأجده أحمر كالدم، الآن من المستحيل إخفاء قلقي، قلت وأنا أكوّر وجهه بين يداي: أتبكي؟،
"لا" قال بسرعة وأكمل: أشعر بالبرد فقط، بقيَت نظرات القلق على وجهي وقلت: حقاً؟ أأنتَ متأكد؟ الجوّ مشمس!، انتفضتُ من مكاني عندما صرخ: وما شأنكِ؟ لنجمع الحطب وحسب!،
رمشتُ عدة مرات وأنا أراه يبتعد عن ناظري فلحقتُ به دون النُّطق، مشينا تقريباً نصف ساعة فشعرتُ بالتعب الشديد، انحنيت وأنا أُمسك بركبتاي: بيزل- لقد تعبت أرجوك لنستريح،
زفر وقام بالجلوس على شجرة مقطوعة وقام بالإشارة جانبه لأفهم وأجلس مكان ما يُشير، الصمت عند تواجدي مع بيزل أكرهه، أشعر بأنني يجب أن أتفوه بأي شيئ كي نتحدث،
نظرتُ له وقلت: أمازلتَ تشعر بالبرد؟ يمكنكَ أخذ معطفي، يا إلهي! هل قلتُ له للتو أن يأخذ معطفي؟ ما هذا الغباء! نظرتُ إليه بتوتر شديد لأجده ينظر إليّ بسخرية شديدة،
حككتُ أنفي بإحراج: أقصد هل مازلتَ تشعر بالبرد؟- هذا فقط، نظر إلى الفراغ وقال: لا، اومأت وقلت: أمازلتَ غاضب مني؟ أنا حقاً آسفة- لم أكن أقصد التدخل بك لكنني فضولية،
نظر إليّ وقال بينما ينهض: هيا بنا يجب علينا جمع الحطب، نهضتُ معه وبدأنا بجمع الحطب لأقول من جديد: لقد فهمت! أنتَ محرَج من كلام آلفريدو عنك البارحة صحيح؟،
نظر إليّ وهو عاقد حاجبيه: لا- هل ممارسة الجنس شيئٌ مخزيّ؟، نظرتُ إلى الأرض وبعدها عدتُ لجمع الحطب وقلتُ أخيراً لكن بتوتر شديد وأشعر بالغيرة تشتعل في أعماقي: لا- بالطبع لا،
لم أعد أسمع صوت لحركته فنظرتُ إليه، عدلتُ وقفتي وأنا عاقدة حاجباي بتوتر شديد: ما بك تنظر إليّ هكذا؟،
عضّ على شفته لأخفض نظري وأنا أشعر بالخوف الشديد، أعني ما به؟ إنه حقاً يخيفني بهذه الحركة، بدأ صدري يعلو ويهبط عندما بدأ بالإقتراب مني،
شديتُ من إمساك كمية الحطب الذي بين يداي بينما أنفاسي تسارعت، وقف أمامي وقام برفع رأسي بسبابته، قلتُ بتقطع: بيزل ماذا يحصل؟ يجب أن نعود بيزل بالتأكيد ينتظروننا الآن،
قرّب وجهه من وجهي حتى تلامس أنفه مع أنفي، جعل شفتاه تحتكّ بشفتاي وهمس: كم أودُّ عضّ هاتين العذراويتين،
"إلهي!" قلت وأنا أُغمض عيناي بقوة وأقوم بإرجاع رأسي إلي الخلف ليقوم بفتح عيناه، نظرتُ إليه فكان ينظر إليّ بغضب شديد، عيناه شديدتا السواد بينما عروق رقبته برزت وقام بوضع قبضته خلف عنقي ليحكم رأسي بقوة، دمعت عيناي من منظره المخيف وقلت بصوت منخفض مرتعب: أرجوك بيزل ما الذي تفعله؟،
قرّب شفتيه من أذني وقام بتمريرهم عليها بينما أسنانه التقمت شحمتها: لا تمثّلي عدم الوقوع، تركني وقام بحمل الحطب عني والذهاب بعيداً لأبدأ بالمشي خلفه ودموعي تنزل بصمت، شهقتُ إثر بكائي ليلتفت إليّ ويهمس بصوت جمّدني: إياكِ وأن أسمع أحدهم يسرد ما حدث!،
مسحتُ دموعي وأومأت ليقول: لم أسمع!، "فهمت" قلت بصوت شبه صارخ ليبتسم جانبياً ويقوم بإكمال مشيه،
وصلنا لنجد أنهم قاموا بإنهاء الخيمتان بالفعل، رمى بيزل الحطب على الأرض وضرب كفّاه ببعضهم ليزيح التراب عنهم،
اقتربت مني لوليتا وهمست في أذني بقلق: هل كنتِ تبكين؟، نظرتُ إلى بيزل الذي كان ينظر إليّ بنظرات صارمة، قلت وأنا أبتسم: ماذا؟ ولماذا سأبكي؟ لا عزيزتي- بالطبع لا.
أنت تقرأ
ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-
Teen Fictionقَالت لي أمّي ذاتَ مرّة: كلّ مرّة تسامحيه سيحبكِ أكثر بقليل لكنكِ بالمُقابل ستكرهينه بقليل. لِذا، عندمَا يصِل إلَى أعلَى درجَة من حبّكِ ستكونين أنتِ قد أصبحتِ بِلا أيّ ذرّة مشاعِر اتّجاهه وكأنكِ لَم تعرفينهُ يوماً. ضعِي نفسكِ للأسفَل، سوفَ أضعكِ للأ...