١٨

1.9K 72 1K
                                    

تحركتُ بانزعاج عندما سكب أحدهم على وجهي الماء،

فتحتُ عيناي بعد مواجهة صعوبة في ذلك،

رأيتُ الفتيات جالسات حولي وينظرنّ إليّ، قالوا بلهفة: الحمد للرب،

نظرتُ حولي فوجدتُ أنني في منزل كوينلا، قالت: أنتِ بخير؟،

عقدتُ حاجباي وأنا أحاول النهوض: ماذا يجري؟،

لم تدعني لوليتا أفعل، قالت: لا عزيزتي ارتاحي أرجوكِ،

كررتُ سؤالي بينما أتمدد من جديد: ماذا حصل!،

قالت ميرابيل: لقد أغميَ عليكِ!،

شهقتُ بصوتٍ خافت، قلتُ بصدمة: لماذا؟،

لم يجيبوا الفتيات لتبدأ ذاكرتي بتذكيري بكل ما حدث سابقاً، مقاطع مقتطفة فقط وتمرّ بسرعة في مخيلتي ،

كنتُ أمشي مع بيزل، إيفيلين، معلمة العلوم، المخدرات، الحمامات، الإدمان، الأحداث غير منظمّة أيضاً،

وضعتُ يدي على رأسي بألم لتقول كوينلا: بماذا تشعرين كاليستا؟،

قلت: أشعر بألمٍ فظيع في رأسي،

قالت ميرابيل: هذا جراء ارتطام رأسكِ بالأرض،

قلت بينما تجمعت الدموع بعيناي وأصبحت رؤيتي مشوشة بسببهم: بيزل-،

أجهشتُ بالبكاء، كل شيئ أصبح أسود بسببه، أشعر بالضعف،

كيف يمكنه فعل هذا؟ كيف جعلني أتعلّق به دون أن يخبرني بحقيقته؟

لا يسعني فعل شيئ سوى البكاء، البكاء حتى تجفّ دموعي،

هذا نوعٌ آخر من الخذلان،

كيف استطاع فعل هذا بي؟ لماذا؟ دموعي لا تتوقف عن النزول،

تركتُ الفتيات اللاتي يهدّئن من روعي وذهبتُ إلى الحمام بجسد متثاقل،

أقفلتُ الباب وجلستُ خلفه، كورتُ وجهي بين يداي وعدتُ للبكاء،

فكرة أنه مدمن تجعلني أجنّ، كيف هذا وهو حبيبي ولا أستطيع تركه؟،

أشكر الرب أن هاتفي في جيب بنطالي، أخرجته فكان هناك ما يقلّ عن خمسين مكالمة من بيزل مع الكثير من الرسائل القلقة،

نزلت دموعي أكثر وأقفلتُ الهاتف،

لا أستطيع مواجهة أحد ولا حتى مواجهة نفسي،

اتجهتُ نحو صنبور المياه وغسلتُ وجهي، نظرتُ في المرآة، لا شيئ سوى عينان متنفخة وأنف أحمر،

خرجت فوجدتُ الفتيات يتحدثنّ وتوقفنّ فجأة عندما رأوني،

قالت ميرابيل مع ابتسامة: أنظري لقد حضرنا لكِ الطعام- ستصبحين أفضل،

ابتسمت ابتسامة صغيرة جداً وجلستُ على السرير جانبهنّ.

الصمت هو ما كان يغلف المكان، كانوا ينظرون إليّ بينما آكل منتظرين مني أيّ كلمة على معرفتي حقيقة بيزل لكنني لم أقل شيئ،

الصمتُ أحياناً يقول ألف كلمة وكلمة،

ربما أنا درامية لكن حالكم سيكون كحالي لو عرفتم أن الشخص الذي تعشقونه ليس إلا بمدمن مخدرات،

انتهيت وقلت: سأعود للمنزل،

قالت كوينلا: تستطيعين البقاء- أرجوكِ،

قلت بينما أنهض وأسحب حقيبتي التي كانت على الطاولة جانب السرير: لا- سأعود فقط،

اومأوا بتفهم لتقول لوليتا: ستستطيعين القيادة؟،

قلت بينما اخرج من الغرفة: أجل.

وصلتُ للمنزل، دخلت وقلت: مرحباً أمي، قالت بينما هي بالمطبخ: أهلاً عزيزتي- بدّلي ملابسكِ بسرعة،

صعدتُ إلى غرفتي وقمتُ بتبديل ملابسي،

أشعر أنني أريد النوم ولا شيئ سوى النوم بعمق لعلّى يكون كل شيئ ليس إلّا بحلم مريع،

بدلتُ ملابسي إلى أخرى مريحة واتجهتُ نحو مساحيق التجميل،

يجب عليّ إخفاء آثار البكاء لكي لا أقع في مصيبة مع أمي،

نزلتُ للأسفل لتكون أمي قد جهزت الطعام، قالت: متى سيأتي خليلكِ؟،

سحقاً، نسيتُ دعوته، أمي ستقتلني لا محال،

قلت: في الواقع-،

جرس المنزل أنقذني من هذا الموقف،

قالت أمي: أنا سأفتح بالتأكيد هذا-،

قالت مع إبتسامة صغيرة وعقدة حاجبيها: ما كان اسمه؟،

إبتسمتُ بتوتر فهذا ليس بيزل! كيف سيأتي وهو لا يعلم بقصة العشاء هذا؟

قلت: بيزل،

قالت: أجل بيزل،

ذهبت وفتحت الباب، فتحتُ عيناي بصدمة عندما سمعتُ صوته يقول: مساء الخير سيدتي- آسف على الإزعاج لكنني أتيت لرؤية-،

قاطعته أمي بصوتٍ فرح: بالتأكيد بيزل! شكراً لموافقتك على دعوة العشاء خاصتنا.

_______________________

بيزل إجا بس عشان يشوف كاليستا لأنها ما بترد عليه.
(افتقدها)

ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن