بينما أستقبل نسمات الهواء الباردة على وجهي نظرتُ إلى بيزل النائم بعمق،
الذي لا يُدرك لما حدث ولما فعله بي وبجسدي،
إبتلعتُ ريقي بحزن شديد وأنا أجمع شعري المبلول وأقوم برفعه للأعلى على شكل كعكة مبعثرة،
نظرتُ من جديد إلى الشارع الفارغ، مهما حصل، لن يعلم أحدٌ بنا،
أنا لستُ خائفة من بيزل لكنني خائفة عليه من أن يحصل له مكروه بسبب المخدرات،
دخلتُ الغرفة بعدما كنتُ على الشرفة وأخذتُ هاتفي الموضوع على الطاولة، خرجتُ من جديد إلى الشرفة واتصلتُ بلوليتا،
سريعاً ما أجابت: كاليستا! لا أصدق! اشتقتُ لكِ يا فتاة!،
قهقهتُ على طريقة كلامها المضحكة وقلت: كيف حالكِ؟،
قالت: بخير ماذا عنكِ؟ جميعنا نفتقدكِ!،
قلت بينما أحاول جعل صوتي طبيعي: أنا أيضاً، نظرتُ إلى بيزل الذي ما زال نائماً وأكملتُ بخنق: أفتقدكنّ جداً،
قالت: كيف حال بيزل؟ هل أنتِ سعيدة بقراركِ؟،
قلت وأنا أحاول جعل صوتي طبيعي قدر الإمكان: بيزل بخير- نحن بخير- وأجل بالتأكيد سعيدة ولن أندم على هذا القرار،
قالت: أجل أتمنى لكِ الحياة السعيدة حقاً- أنتِ وبيزل فقط رائعون،
إبتسمتُ على كلامها وقلت: شكراً لكِ-،
قاطعتني: الفتيات يريدون التحدث إليكِ- سأفتح مكبر الصوت لنتكلم جميعاً،
سمعتُ صوت ميرابيل تصرخ: كاليستا تباً اشتقتُ لكِ!،
ضحكتُ وقلت: على رسلكِ يا فتاة! اشتقتُ لكِ أيضاً- كيف هي أحوالكِ؟،
قالت بحماس: أنا بخير ماذا عنكِ؟ ماذا عن بيزل؟،
قلت: نحن بخير شكراً على سؤالكِ،
قالت كوينلا: كاليستا يجب أن نلتقي- حقاً افتقدناكِ!،
قلت: أجل لماذا لا تأتون؟،
قالت كوينلا: ماذا عن الجامعة؟ لا نستطيع،
قالت لوليتا: هل تكملين دراستكِ؟ كيف أبليتِ في امتحان البارحة؟،
عقدتُ حاجباي بينما أبتلع ريقي وقلت: أنا- حقاً- لا أجد الوقت للدراسة،
قالت كوينلا: لا تُهملي مستقبلكِ بسببه كاليستا- حياته مدبّرة حتى بعد مماته لكن ماذا عنكِ؟ إذا رسبتي فلن تعملين ولن تحصلين على المال!،
اومأت وكأنها تراني وقلت بندم: معكِ حق- والآن أريد منكم طلبٌ صغير بشأن إيفيلين،
قالت ميرابيل: أجل أخبرينا- مهما كان سننفذه،
قلتُ وأنا أُبقي نظري على بيزل كي أعرف عندما يستيقظ: أريد منكنّ تهديدها بأيّ شيئ قد يخطر على بالكنّ لكي تتوقف عن إعطاء بيزل المخدرات للأبد،
قالت لوليتا: لا مشكلة- نعدكِ بفعلها،
إبتسمتُ شاكرة على وجودهنّ في حياتي وقلت: شكراً جزيلاً،
قالت كوينلا: لا داعي للشكر الآن! لم نفعل شيئاً بعد!،
قهقهت وقهقهوا الفتيات معي فقلت عندما رنّ جرس المنزل: يجب أن أذهب- إلى اللقاء- أحبكم،
قالوا معاً: إلى اللقاء- نحبكِ أيضاً،
أغلقتُ الهاتف ونزلتُ للأسفل، فتحتُ الباب فكانت لاردا، قالت: صباح الخير سيدتي- كيف حالكِ؟،
إبتسمتُ لها وأنا أُفسح لها المجال لكي تدخل: صباح الخير- بخير ماذا عنكِ؟،
دخلت وقالت: بخير- أين سيدي؟ أمازال نائم؟،
اومأت وقلت ببرود شديد بينما أتجه للمطبخ: أجل نائم،
أتت ورائي وقالت بينما أنا بدأتُ بصنع كوب قهوة لي: أأنتِ بخير؟ هل حصل شيئ؟،
نظرتُ لها دون أن أتكلم فقالت: آسفة على التدخل لكنني لا أريد أن يحصل لكِ شيئ دون أن أساعدكِ،
إبتسمتُ وأنا أُحضر كوب قهوة كبير وبدأتُ بتعبئته، قلت: أجل حصل،
قالت بينما بقيت واقفة تنظر إليّ: ما الذي حصل؟،
رفعتُ ثوب نومي وأظهرتُ لها جسدي فشهقت بقوة بسبب ما رأته، قالت بغضب والصدمة تعتلي وجهها: ما اللعنة التي فعلها بكِ!،
قلت بينما ألمس الحروق التي تحولت إلى اللون الأحمر، حيثُ شكّلت خط رفيع يبدأ من عنقي حتى بداية فخدي: المخدرات يا لاردا.
_________________________
شو توقعاتكم؟
أنت تقرأ
ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-
Teen Fictionقَالت لي أمّي ذاتَ مرّة: كلّ مرّة تسامحيه سيحبكِ أكثر بقليل لكنكِ بالمُقابل ستكرهينه بقليل. لِذا، عندمَا يصِل إلَى أعلَى درجَة من حبّكِ ستكونين أنتِ قد أصبحتِ بِلا أيّ ذرّة مشاعِر اتّجاهه وكأنكِ لَم تعرفينهُ يوماً. ضعِي نفسكِ للأسفَل، سوفَ أضعكِ للأ...