سمعتُ صوت خطوات بيزل على الدرج وبعدها صوته: كاليستا- أين أنتِ حبيبتي؟،
أنزلتُ فستان نومي وقلتُ بصوتٍ عالي: في المطبخ- بيزل،
دخل المطبخ وهو يُمسك رأسه، قال: أشعر بألمٍ فظيع في رأسي،
إتجه نحو علبة الإسعافات الأولية الموضوعة في مكانٍ بالأعلى وفتحها، أخذ منها حبوب مسكّنة بينما لاردا خرجت من المطبخ ولا أعلم لأين لكنني أعرف أنها ستبدأ عملها،
قال بينما يتوجه نحوي: كيف حال فتاتي؟،
تنهدتُ وأنا أبتسم جانبياً، قلت: فتاتكَ بخير،
إبتسم وقبّلني من وجنتي، قال: لمَ استحممتي بدوني؟،
فرّقتُ شفتاي كي أجيبه لكنه عقد حاجبيه وهو يتلمّس عنقي وصدري المكشوفين، قال بصدمة وعيناه ملأهم الخوف والقلق: ما هذا كاليستا؟ كيف فعلتِ هذا بنفسكِ؟، صرخ عندما لم أجيبه: واللعنة تكلمي،
رمشتُ عدة مرات، يجب أن أخبره بما حصل البارحة فالوضع زاد عن حده، قلت: لقد ثملتَ البارحة وأردتَ ممارسة الجنس معي بطريقة مختلفة لِذا أحضرتَ المخدرات التي بحوزتِك وقمتَ بوضعها على جسدي وتعاطيها أمامي،
تفرّقت شفتاه من هول ما أخبرته به، لم يعد يعرف بماذا ينطق، بماذا سيُبرر فعلته، لقد انكشف أمر إدمانه وتعاطيه للممنوعات، فاتَ الأوان،
لاحظتُ تجمُّع الدموع في عينيه فقلت: لا بأس- آلمني مُسبقاً لكنني لا أشعر بأيّ ألمٍ الآن،
هزّ رأسه يميناً ويساراً بينما أغمض عينيه، لم يبكي لكن خنقة صوته حكت كلَّ شيئ: لماذا لم تُبعديني عنكِ؟،
قلت باندفاع: أتظنني كنتُ سأنجو؟ ببساطة؟ أمام شخص ثمّل ولا يريد شيئ سوى مضاجعة حبيبته!،
صرخ: كفى! كفى! فقط اصمتي أرجوكِ!،
بقيتُ أنظر في عيناه دون قول شيئ فأمسك بيداي، قال بينما أخفض رأسه كي لا تتقابل عينانا ويشعر بالندم أكثر: أنا آسف! لن أكرر فعلتي هذه مرةً أخرى أعدكِ،
إبتعلتُ ما في حلقي وقلت: لا داعي لأسفك، صمتتُ لثوانٍ وأكملت: قلتُ لكَ أنني أصبحتُ بخير،
تنهد وقال بينما رفع رأسه: تباً أنا حقاً لا أتذكر شيئ- الكحول أعمتني- شكراً لكِ على مسامحتكِ لي،
إبتسمت وقلت بمزاح كي أغيّر هذه الأجواء المشحونة: أعلم أنكَ أحمق لا داعي لتكرر الكلمة،
إبتسم بصعوبة، يبدو حقاً أنه نادم، لا يجب أن أقسو عليه، قلتُ بينما أتجه نحو القهوة: سأصنع لكَ كوب من القهوة فرأسكَ يؤلمكَ أليس كذلك؟،
إبتسم إبتسامة صغيرة جداً وقال: أجل- شكراً،
عقدتُ حاجباي وأنا أبتسم: كفَّ عن شكري! لا يوجد شُكر بين الأحبّة،
أومأ ولم يُجيبني، قلتُ بينما أُعطيه كوب القهوة: ستخرج اليوم مع الأصدقاء؟،
قال بينما يرتشف رشفة صغيرة: لا- سأبقى معكِ- لا أحد يُعاملني مثلكِ،
إبتسمتُ رغماً عني بسبب كلامه اللطيف وقلت: عزيزي! أحبكَ أيُّها المشاكس!،
إبتسم وهذه المرة استطعتُ أن أجعله يبتسم بصدق، اقترب مني وقبّلني، ثواني وفصل القبلة، قال: إذا شعرتِ بالخطر معي فلا تتركيني- يمكنكِ ضربي- الصراخ عليّ لكن دون أن تهجريني- أرجوكِ،
سحقاً، حقاً يُفضّل أن أضربه وأصرخ عليه مقابل أن لا أتركه؟ هذا جنون، هو فقط وصل إلى أعلى مراحل الجنون،
قلتُ له: كفَّ عن الهذيان- كيف لكَ أن تتكلم هكذا؟ ضرب وصراخ؟ هل وصل بنا الحال في العلاقة إلى الضرب والصراخ؟،
أمسك يدي وقال: اعتدتُ أن يتمّ توبيخي من قِبل أحبائي- أنا أعلم أنهم كانوا على حق لأنني أعرف مدى تهوري- ربما هم أرادوا حمايتي لكنني قمتُ بخسارة الجميع،
قلتُ له بينما أشدُّ من إمساك يداه: الضرب والصراخ لم يكونوا يوماً وسيلة لحماية من نحبّ- الضرب والصراخ هم سلاح للضعفاء الذين لا يستطيعون الحفاظ على علاقاتهم مع الأشخاص المحيطين بهم والذين على دراية بأن الجميع سيتركهم بسبب سوء معاملتهم لمن حولهم- لا تفكر بهذه الطريقة أبداً،
إبتسم وقال بينما يعانقي بقوة حتى شعرتُ بأنه سيكسر أحد ضلوعي: شكراً لكِ على كلامكِ المُريح- أنا شاكر لنفسي أنني وجدتُ خليلة مثلكِ.
_______________________
أنت تقرأ
ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-
Teen Fictionقَالت لي أمّي ذاتَ مرّة: كلّ مرّة تسامحيه سيحبكِ أكثر بقليل لكنكِ بالمُقابل ستكرهينه بقليل. لِذا، عندمَا يصِل إلَى أعلَى درجَة من حبّكِ ستكونين أنتِ قد أصبحتِ بِلا أيّ ذرّة مشاعِر اتّجاهه وكأنكِ لَم تعرفينهُ يوماً. ضعِي نفسكِ للأسفَل، سوفَ أضعكِ للأ...