١٩

1.6K 63 1K
                                    

دخل بيزل الصالة مع والدتي بينما أنا بقيتُ متجمدة مكاني،

لماذا أتى؟ هل أخبَرته إيفيلين بالذي حصل بيني وبينها؟

نظراته اتجاهي لا تُبشر بالخير،

حاولتُ قدر الإمكان جعل ابتسامتي حقيقية،

قال بيزل: كيف حالكِ عزيزتي؟،

حسناً، يبدو عليه أيضاً أنه يحاول مثلي إبقاء ابتسامة حقيقية على وجهه،

استفقتُ من شرودي عندما شعرتُ به يقبّل خدّي فقلت: بخير بيزل،

قالت أمي: العشاء جاهز يا عصافير الحب،

تباً، أنا وحبيبي مع أمي، هذا حقاً يوتّرني،

بينما نأكل قال بيزل: شكراً لكِ سيدتي إنه لذيذ جداً،

إبتسمت أمي وقالت: شكراً لكَ أيضاً،

حولت نظرها إليّ وقالت: أحسنتِ الإختيار،

أكاد أجزم أن بيزل لاحظ ابتسامتي المصطنعة لأنه طوال الوقت ينظر إليّ بغرابة وكأنه سيقتلني إن استطاع،

ما به هذا؟ نهض بيزل وقال: أنا شبعت،

قلت: أنا أيضاً- شكراً أمي،

مسدت أمي على كتفي وقالت: هيا اذهبي إلى الصالة مع بيزل وأنا سآتي بالعصير،

إبتسمت- وهذه المرة بصدق، بسبب أمي فقط،

نظرتُ إلى بيزل وأنا أمسك يده لمحاولة جعل كل شيئ طبيعي: تعال معي،

إبتسم هو ابتسامة مصطنعة كخاصتي،

حالما وصلنا الصالة قام بشدّ معصمي بقوة، أكاد أجزم أنه سيترك بقعة حمراء لمدة أسبوع على الأقل،

قلتُ له بينما أحاول إفلات يدي: ما بكَ بيزل؟ أتركني!،

قال بين أسنانه بينما يقرّب وجهه من وجهي: لماذا لا تردّين على رسائلي ومكالماتي؟،

قلتُ له: هاتفي مغلق- لم يكن لديّ الوقت للتحقق منه،

قال لي بينما علامات القلق قد بدت على وجهه، منفصم: ما بكِ تبدين متعبة؟،

أوه أجل إنها آثار البكاء بسببك،

قبل أن أجيب اقترب مني يريد تقبيلي لكنني دفعته،

عقد حاجبيه لأقول: أنا مريضة- ابتعد أرجوك ستصاب بالعدوى،

بقي ينظر بعيناي، أعتقد أنه يفكر بشيئٍ ما، ربما بالذي قلته له،

قال وبعدها أطبق شفتاه على شفتاي: لن يبعدني عنكِ المرض،

دامت قبلتنا ما يقارب العشر ثوانٍ، ابتعد عني بيزل عندما سمع خطوات أمي تقترب،

جلسنا على أقرب أريكة بسرعة لتدخل الصالون وتقول: أنتظرتم كثيراً؟،

قال لها بيزل: أبداً سيدتي،

إبتسمت أمي بينما تعطيه عصير البرتقال: يمكنكَ مناداتي بِمينا،

إبتسم بيزل وقال بينما ينظر إليّ: حسناً سيدة مينا.

يبدو أن بيزل قد أعجَب أمي،

يتحدثون دون توقف عن كل حياته،

سألته أمي: ما هي طموحاتك؟،

قال بينما يبتسم جانبياً وينظر إليّ: سؤال يستحق التفكير- لكن إجابته جاهزة بلا شكّ بالنسبة لشخص حصل على شريكة مثالية لحياته- طموحي هو أن تبقى كاليستا سعيدة معي مهما تغيّرت الظروف وأن أبذل جهدي بأن لا أجعلها أبداً تبكي،

إبتسمتُ رغماً عني من كلامه اللطيف،

جعلني أنسى ما هي حقيقته وفقط أركز على ما نحن عليه الآن.

لا أعلم إن كان ما أنا عليه صحيح أم فقط لعنة لمستقبلي،

لكنني لا أفكر أبداً في هجر بيزل، ولا أعتقد أنني سأفكر يوماً،

نعم هو مدمن، لكنني سأبذل جهدي بأن لا يؤثر هذا على علاقتنا، وأنا متأكدة أنه هو الآخر سيبذل جهده لهذا،

"شكراً أمي" قلت عندما قالت والدتي: أتمنى لكم الحياة السعيدة،

أمي تتكلم وكأننا سنتزوج غداً،

أرجو أن يبقى كل شيئ طبيعي، لا أريد إخبار بيزل أنني أعرف بحقيقته،

ربما لأنني لا أريد إيقاعه في موقف محرج أو ربما لأنني أريد منه إخباري بما هو عليه بإرادته فقط.

قال لي بيزل بينما يخرج من المنزل ويقف أمام الباب وأمامي بينما أنا فقط لا أفعل شيئ سوى التفكير بالمخدرات خاصته،

قال: أرجوكِ لا تغلقي هاتفكِ- لقد افتقدتكِ حقاً،

إبتسمتُ بوجهه وقلت: حسناً سأتفقد كل شيئ الآن- رسائلك وسأقوم بمهاتفتك،

إبتسم وقبّلني، ابتعد عني وقال بينما يضع أنفه على أنفي: إعتني بنفسكِ جيداً- إبقي في غرفتكِ واشربي الأعشاب- خذي دوائكِ في وقته- هل ستفعلين هذا من أجلي؟،

أومأت بينما أشعر بالندم لأنني كذبتُ عليه بشأن مرضي،

قبّلني وقال: أراكِ غداً في السينما؟،

أومأت وقلت: أجل- إلى اللقاء،

قام بتمرير إبهامه على وجنتي وقال بصوت شبه تحذيري بينما عيناه لم تفارق عيناي: كاليستا- أتفهم برودكِ الآن بسبب مرضكِ المفاجئ لكنني لن أقبل به ابتداءاً من الغد حسناً؟،

أومأت ولم أنطق بأي حرف لتعود ابتسامته من جديد ويبتعد عني،

ركب سيارته وقام بتحريك المقود، اختفت سيارته اللامبورجيني البرتقالية عن الأنظار فأغلقتُ الباب،

ما به تكلم هكذا فجأة؟ هل يحصل هذا بسبب المخدرات؟

استفقتُ من شرودي على صوت أمي التي قالت: أعلم أن حبيبكِ هذا وسيم لكن لا تدعيه يأخذ عقلكِ هكذا- هيا تعالي وساعديني اذا لم يكن لديكِ امتحانات.

___________________________

ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن