وضعتُ لاردا على السرير بعدما واجهتُ صعوبة في نقلها من الطابق الأول إلى الطابق الثاني لوحدي، قالت لي وهي تأنّ بألم: آسفة لأنني لم أستطع الدفاع عنكِ،
قلتُ لها بينما أمسح لها دموعها وهي بالتالي مدت يدها لتمسح الدماء الموجود على طرف شفاهي: أخبريني ماذا أفعل يا لاردا- أرجوكِ أخبريني،
قالت لي وهي تواجه صعوبة في التكلم من ألمها: في الصالة يوجد دفتر صغير باللون الأسود- إبحثي عن رقم باسم ^باتريشيا^ عندما تجدينه اتصلي بها وأخبريها أن تأتي إلى منزل بيزل بأسرع وقت- يجب أن تأتي قبله هو،
عقدتُ حاجباي: ومن تكون باتريشيا؟ ولماذا سنطلب منها المجيئ؟،
قالت لي: والدته وهي ستستطيع التعامل معه بسهولة- أرجوكِ أسرعي،
أومأتُ وخرجتُ بسرعة من الغرفة نازلة إلى الصالة، أخذتُ أبحث عن رقم والدته حالما وجدتُ الدفتر، أخرجتُ هاتفي من جيبي وبدأتُ بتسجيل رقمها،
اتصلتُ بها وبدأ يرنّ، سريعاً ما أجابت: مرحباً؟، قلتُ بدون مقدمات: سيدة باتريشيا- أدعى كاليستا وأنا في منزل بيزل- أرجو أن تأتي سريعاً قبل أن يسبقكِ هو لأنه فقد عقله بكلّ تأكيد،
أغلقتُ المكالمة لكي لا تبدأ بالأسئلة، صعدتُ إلى الغرفة التي تتواجد بها لاردا وقلت: اتصلتُ بها- كم ستأخذ من الوقت لتأتي؟،
قالت: لن تتأخر عن الخمس دقائق- تسكن بالقرب من هنا.
جالسة بتوتر شديد على الكرسي جانب سرير لاردا، إبتسمتُ عندما رنّ الجرس، قلتُ بينما أخرج بسرعة من الغرفة: إنها هي،
فتحتُ الباب فكانت ملامحها القلقة طاغية على وجهها، سيدة تبدو في الأربعون من عمرها لكنها جميلة بحقّ، لا أعلم كيف استطعتُ الحكم عليها بالجمال وهي تضع نظارات شمسية، قالت لي: هل سأدخل؟،
قلتُ بينما أفسح لها المجال: بالطبع!،
دخلت وقالت بينما تخلع النظارات الشمسية السوداء عن عيناها الخضراويتان: ماذا فعل هذه المر-،
صمتت عندما رأتني بدون نظاراتها السوداء، عقدت حاجبيها أكثر وبدأت بالإقتراب مني، همست بينما تتلمس وجهي بأطراف أصابعها: تُشبهينها كثيراً،
عقدتُ حاجباي بعدم فهم: أُشبه من؟،
صمتت بينما تنظر إلى الأرض، قالت وهي تُعيد نظرها إليّ: أخبريني ماذا فعل يا كاليستا،
لم أكن أريد أجابتها، كنتُ أتوق لمعرفة من شبيهتي التي جعلتها تدخل في حالة صدمة لثوانٍ، لكنني قلت: هو مدمن مخدرات وأنا كخليلة له أحبه ولا أريد فقدانه قمتُ بالتخلص من جميع ما يملك من هيروين وعندما علم جُنّ جنونه وقام بضربي وضرب لاردا،
قالت بخذلان: كما هو- لم ولن يتغير أبداً- ابني وأنا أعرفه-،
قاطعها دخول بيزل، نظرنا إليه وهو نظر إليّ فقط، يبدو هادئاً جداً وكأن أحداً ما أعطاه ما يُريد،
أنت تقرأ
ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-
Teen Fictionقَالت لي أمّي ذاتَ مرّة: كلّ مرّة تسامحيه سيحبكِ أكثر بقليل لكنكِ بالمُقابل ستكرهينه بقليل. لِذا، عندمَا يصِل إلَى أعلَى درجَة من حبّكِ ستكونين أنتِ قد أصبحتِ بِلا أيّ ذرّة مشاعِر اتّجاهه وكأنكِ لَم تعرفينهُ يوماً. ضعِي نفسكِ للأسفَل، سوفَ أضعكِ للأ...