قالت لاردا بخوف: ليس هناكَ شيئ يجب أن نتحدث به سيدتي- أنا هنا للعمل وحسب،
قلتُ بينما أقترب منها بغضب: أستطيع طردكِ من هنا بمجرد الهمس في أذن بيزل بكلمة سيئة عنكِ،
قالت بينما دمعت عيناها: سيُعاقبني أرجوكِ- سيحرمني من مصروفي الشهري إن علمَ بإخباري لكِ بجميع خصوصيّاته،
قلتُ بينما أكتف يداي أمام صدري: لن أخبر أحداً بالذي ستخبرينه لي،
قالت بينما تجفّف عيناها: حسناً- هو مدمن،
قلبتُ عيناي: أعلم! أخبريني بشيئ لا أعرفه، أكملت: ماضيه،
قالت بينما تُكمل عملها: حسناً- لكن يجب أن تعديني بأن يبقى سرٌّ بيننا،
عدتُ إلى عملي أنا أيضاً وقلت: أعدكِ،
قالت: كان لديه حبيبة سابقة يعشقها حدّ الجنون- كان مهووس بها لدرجة زادت عن الحدّ- كان يُخبر جميع من يرى عنها وعن مثاليّتها- كانت فائقة الجمال والذكاء لكنني لم أحبها يوماً- شعرتُ بشيئٍ خطأ يحدث معها- لم يكن بوسعي فعل شيئ سوى مراقبتها من بعيد- كانت متورّطة مع أحد الأشخاص- إكشتفتُ أنها كانت سيئة سرّاً- تبيع المخدّرات والحشيش وتُتاجر بكلّ ما هو ممنوع قانونيّاً- كانت دائماً تطلب المال من بيزل وهو يُعطيها دون اعتراض فلقد كان يحبها بشكل أعمى- استمرّت علاقتهم أكثر من أربع سنوات- في أواخر أسابيع علاقتهم كانت تفتعل الكثير من المشاكل مع بيزل- تُهينه وتشعره بأنّه لا شيئ بدونها- جعلته يفقد ثقته بنفسه تدريجيّاً حتى نجحت في ذلك- في أحد الأيام قالت أنها ستخرج إلى أحد الأسواق ولم تعد حتى الآن،
إلتفتتُ إليها وأنا عاقدة لحاجباي من كثرة الأسرار الصادمة خلف بيزل وبعدها قلت: وماذا حدث بعدها؟،
أكملت: بحث عنها كثيراً- دخلَ في حالة إكتئاب حادّ بسببها- كان يبقى طوال الليل جالس يتأمل صوره مع سيلين وينام طوال النهار- كان عالِق في ذكرياتهم ويبكي على أتفه الأسباب- شعر أن بحثه لا يُجدي نفعاً لذا التجأ إلى المخدرات فبعدما عرف حقيقتها من رسالة أرسلتها له بعد أسبوع فقط من ذهابها كانت تقول بها ^المخدرات فعلت كل شيئ^- بدأ يتعاطى المخدرات بشكل كبير فكان يعتقد أنه سيجدها تبيع المخدرات في إحدى الشوارع وسيستطيع بناء علاقته معها من جديد- كانت تلك السنوات جنونية بل كارثيّة لنا جميعاً ولبيزل خصيصاً،
مسحتُ دمعتي التي نزلت دون أن أشعر لتقول: كل ما كان يفعله لنسيانها هو الذهاب إلى النوادي الليلية وتعاطي الحشيش دون توقف- تركَت له طابع سلبيّ عن الفتيات فكان لا يرى الفتاة إلّا لعبة جنسيّة خُلِقت لإطفاء شهواته- لم يكن في علاقة ثابتة بعد سيلين- كلّ علاقاته كانت عابرة- حياته أصبحت مقرفة بشكل كبير ولم يستطع والده تغييره- أنا شهدتُ كلّ شيئ حصل مع بيزل في هذا المنزل وكنتُ على تواصل مع والده الذي يكرهه بيزل لأنه فقط يريده أن ينسى سيلين،
أومأت وقُلت: لهذا يكرهكِ،
إبتسمَت وقالت: لا بأس فمن واجبي حمايته- أشعر أنه أصبح جزء من حياتي- هو ومشاكله وفتياته- روتين يومي،
أومأت دون أن أجيب، أفكر بكلّ ما قالته ليّ، لماذا هجرته سيلين؟ حسب كلام لاردا فإنه كان يحبها بكل ما يملك،
قلت: ولماذا هجرته؟ هل كان يرتكب أشياء خطأ في حقها؟،
قالت: كما قلتُ لكِ- لم أحبها يوماً لأنني شعرتُ بتزييفها لحبّ بيزل- كانت عاشقة للمال لذا أنا أؤكّد لكِ أنها لم تحبه ولا للحظة مع أنه قدّم لها العالم وما فيه- كانت مدلّلة عنده لدرجة لا يُمكن لأحد تصديقها،
صمتَت قليلاً وأكملت: وعندما انتهت من العبث بأموال بيزل ذهبت وحسب دون الإلتفات وإعادة النظر في ما أحدثته من بعثرة في حياة بيزل،
قلتُ لها بينما أنظر للأرض: لهذا السبب اشترطَ عليّ عدم الخروج أبداً من المنزل حتى ننفصل،
عقدَت حاجبيها: طلبَ هذا منكِ! وأنتِ وافقتِ؟!،
قلتُ لها: ببساطة- نعم وافقت،
شعرتُ أنها لا تريد التدخّل كثيراً في علاقتنا عندما قالت مُتجاهلة كلامي: أجل وهذا كلّ شيئ عن بيزل- ربّما مازال يحبّها ومازال هناك مكانٌ كبير في قلبه لها لكنه لم يذكر اسمها منذ وقتٍ طويل وجميع صورهم معاً قام بتخبئتها في قبو المنزل،
أتشوق لرؤيتها، رؤية شكلها، معرفة سبب وقوع بيزل لها بهذا الشكل، لدرجة أنه لم يرى أنها فقط عاهرة أموال،
سمعتُ صوت الباب يُفتح وصوت بيزل الذي قال: هل تأخرتُ حبيبتي؟.
____________________________
بيزل؟
كاليستا؟
سيلين؟
لاردا؟
أنت تقرأ
ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-
Teen Fictionقَالت لي أمّي ذاتَ مرّة: كلّ مرّة تسامحيه سيحبكِ أكثر بقليل لكنكِ بالمُقابل ستكرهينه بقليل. لِذا، عندمَا يصِل إلَى أعلَى درجَة من حبّكِ ستكونين أنتِ قد أصبحتِ بِلا أيّ ذرّة مشاعِر اتّجاهه وكأنكِ لَم تعرفينهُ يوماً. ضعِي نفسكِ للأسفَل، سوفَ أضعكِ للأ...