٦

2.3K 74 1.1K
                                    

دخلنا القاعة وجلسنا منتظرين بروفيسور مادة العلوم، تأخر كثيراً هذه المرة،

فتحتُ عيناي على مصرعيهما عندما دخلت تلك الفتاة القاعة،

تحولت جميع أنظار من في القاعة نحوها وبدأوا يتهامسوا عنها،

نظرتُ إلى الفتيات وقلت لهنّ: هل هي هنا معنا؟،

قالت لي ميرابيل: أتمنى أن تكون قد أخطأت المجيئ إلى هنا،

قالت الفتاة: مرحباً جميعاً أُدعى سيري وأنا معلمة العلوم الجديدة لأن البروفيسور دان قد انتقل إلى بلدة أخرى وجامعة أخرى،

شهقت كوينلا بخفة وهي تهمس لنا: هذا ليس بشكل معلِّمة!،

قالت لوليتا والصدمة تعتليها كباقي الطلاب في القاعة: كنتُ أعتقد أنها طالبة،

قالت ميرابيل: إنها ليست كبيرة أيضاً،

لا أحد يمكنه وصف شعوري الآن، كيف لها أن تكون معلمة؟

هذا لا يُعقل! هذا يعني أنها ستبقى تحت أنظار بيزل طوال الوقت، أشعر أنني سأبكي،

قالت سيري: قال لي البروفيسور أنه لديكم امتحان لكنني قررتُ إلغاءه بسبب الظروف التي حصلت،

وكأنني أهتم! نظرتُ بطرف عيني إلى بيزل لأجده لا يكفّ عن التحديق بساقيها، هذا يجعل دمي يغلي،

بدأت بشرح درس ^الإختلاف الجنسي بين جسد الرجل والمرأة^،

بدأتُ أرسم على دفتري غير آبهة لما تقوله لا أعلم كم من الوقت قضيت لكي أُنهي الرسمة لتُخرجني من شرودي بصوتها الشبه صارخ: عفواً!،

نظرتُ لها لأجدها تقف فوق رأسي تنظر إلى ما أرسم،

همهمتُ لها لتُكمل بنفس النبرة: ما اسمكِ؟،

قلبتُ عيناي وقلت: كاليستا- من أفضل الطلاب في هذه الجامعة،

كتفت يداها بينما أشعر أنها ستنفجر،

قالت: إذا كانت حصّتي لا تناسبكِ فيمكنكِ الخروج آنسة كاليستا لكنني لن أقبل بأن تبقين بينما لا تُنصتين لما أقول!،

ضربتُ الطاولة بيداي ونهضتُ حتى أصبحتُ بمستواها،

صرختُ بوجهها: لا أسمح لكِ بالتكلم معي هكذا سيدة سيري- قضيتُ سنوات هنا ولم يتحدث أيّ بروفيسور إليّ هكذا- أنتِ لا تريدين منّا الإنصات لدرسكِ بل التحديق بلباسكِ الغير محتشم والغير مناسب لعمركِ ولا لهذا المكان الدراسيّ- لا أعلم من سمح لكِ بالدخول إلى هنا حتى!،

الطلاب بصوت واحد وهم يقهقهون بسخرية على المعلمة سيري: أوه!،

نظرتُ نظرة سريعة إلى بيزل فوجدته يمرر نظره بيني وبينها بينما على وجهه ابتسامة استمتاع نتيجة ما يرى،

نظرتُ إليها مرة أخرى وأنا أبتسم بينما أقول بنبرة هادئة: تستطيعين طردي الآن،

أشارت سيري على الباب وقالت: إلى المديرة حالاً،

أمسكت ميرابيل بيدي وقالت لسيري: إذا خرجت فسأخرج معها،

وقفت كوينلا ولوليتا بينما قالوا معاً: أنا أيضاً،

ابتسمت سيري بسخرية وقالت: إلى المديرة جميعكنّ،

خرجنا لتقول ميرابيل: لماذا غضبتِ هكذا كاليستا؟ لم أراكِ يوماً بهذا الشكل!،

قالت لوليتا: كلامكِ كان صحيحاً،

ابتسمت بنصر لتقول كوينلا: بالتأكيد ستقف معكِ المديرة لأنها تحبكِ وتعرف أنكِ مجتهدة ولم تقومي بفعل هذا يوماً،

اومأت وأنا أطرق باب المديرة بينما قلت: أجل سنرى،

سمعنا صوت سماحها بدخولنا فدخلنا، عقدت حاجبيها: ماذا يحدث؟،

قلتُ لها: سنأخذ القليل من وقتكِ الثمين،

يجب أن أُكلمها بهذه اللطافة كي تقف إلى جانبي،

اومأت مع ابتسامة لطيفة على وجهها لأقول: لقد صرختُ بوجه المعلمة الجديدة،

فتحت عيناها بصدمة: كيف لطالبة محترمة مثلكِ أن تفعل هذا؟ أخبريني بالذي حصل بالتفصيل،

سردتُ لها كل شيئ وقلت: كان يجب أن ترين كيف هي مستمتعة بنظرات الشُّبان على لباسها الذي يُظهر جسدها- هذه المرأة بمثابة إهانة لجميع النساء،

لا بأس بالقليل من النسوية الآن،

اومأت المديرة بتفهم وقالت: معكِ حق لكن لا يُمكن لأحد منعها عن ماذا يمكنها أن ترتدي وما الذي لا يجب عليها ارتدائه،

اومأت وقلت: لا مشكلة بهذا لكنها تضع الحق عليّ وأنا لن أقبل بهذا،

اومأت وقالت: سأتحدث معها بشأن هذا الموضوع والآن يمكنكنّ العودة إلى القاعة بأمرٍ مني،

ابتسمت وأنا أُصافحها: شكراً لكِ.

خرجنا لتزفر ميرابيل براحة: الحمدُ للرب،

ضحكت كوينلا: لا أصدق أنها وقفت بصفنّا،

قالت لوليتا: تباً كنتُ خائفة من ردة فعل المديرة- لم أكن أعتقد أنها بهذا اللطف.

دخلتُ القاعة والفتيات ورائي لتقول سيري: من سمح لكنَّ بالدخول؟،

ابتسمتُ بتحدّي وأنا أنظر إلى أظافر يدي المطليّة باللون الأسود: المديرة شخصياً،

كبحت سيري غضبها وقالت: إدخلنّ،

قُلت: بالطبع سنفعل،

قهقهوا الطلاب على وقاحتي معها، جلسنا أنا والفتيات وأكملَت سيري الشرح،

قمتُ بالنظر إلى بيزل لأجده يكتب شيئاً ما على ورقة،

عقدتُ حاجباي عندما رأيته يُعطيها إلى فتاةٍ أمامه وعندما فتحتَها وقرأتَها إبتسمت وبدأت بالكتابة على الورقة نفسها.

تباً له، يستطيع الرد عليها لكن لا يستطيع الرد عليّ،

بالتأكيد يُغازلها ويطلب رقمها كما فعل معي، أكادُ أموت من الفضول لأعرف ماذا يكتب لها.

___________________

برأيكن شو كان بيكتب بيزل للبنت؟

ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن