١٠

2.5K 73 1K
                                    

بدأ جسدي بالإرتجاف، شعرتُ بأنه عليّ فعل أيّ شيئ،

ربما قتل الفتاة أو إهانتها أمام الجميع،

لكن هذا سيجعل بيزل ينفر مني،

أشرتُ للنادل فأتى، قلت: قارورة كبيرة من الشمبانيا من فضلك،

أومأ وذهب، عاد بسرعة ومعه قارورة الشمبانيا، فتحتها وشربتها دفعة واحدة،

نظرتُ إلى بيزل فوجدته يُمسك بمؤخرتها التي تحتكّ بعضوّه بينما يضع ذقنه على كتفها وهي ممسكة برقبته من الخلف وتبتسم باستمتاع،

شربتُ آخر رشفة من قارورة الشمبانيا لينظر إليّ بيزل،

أشار لي بأن آتي كي أرقص معه لكنني أجبته بالرفض،

توقعتُ منه العودة إليّ لكنه لم يفعل،

أصبح نظري مشوش من الثمالة، رقصه الجريئ معها يجعلني أشتعل من الداخل،

نهضت ورميتُ القارورة على الأرض لتُصبح رماداً،

توقفت الموسيقى الصاخبة ونظر الجميع إليّ،

مسحتُ دمعتي التي نزلت واتجهتُ نحو بيزل،

صغعتُ الفتاة ودفعتُها بكل قوتي لتقع على الأرض بينما صرخت: عاهرة،

أمسك بيزل يدي وهمس: ماذا تفعلين!،

نظرتُ إليه بعيون دامعة وقلتُ بصراخ: أنتَ آخر من يتكلم هنا،

فتح عيناه بصدمة وتفرقت شفتاه ليتكلم لكنني لم أترك له المجال،

سحبته من يده إلى الطابق العلويّ، دخلتُ أول غرفة ظهرت بوجهي ودخل هو ورائي،

نظرتُ له وأنا أمنع دموعي عن النزول ليقول: عيناكِ حمراويتان- هل أفرطتِ بالشرب؟،

مشهد رقصه معها مازال يتردد في ذهني، بكيت كما لم أبكي من قبل،

أشكر الثمول الذي يجعلنا نُظهر مشاعرنا الحقيقية،

اقترب مني ليهدّئ من روعي لكنني دفعته وقلت بصوتٍ شبه صارخ: أخبرني بماذا هي أفضل مني؟،

عقد حاجبيه: ما الذي تقصدينه؟،

أكملتُ بنفس النبرة: هل هي أجمل مني؟ أكثر إثارة مني؟ جريئة بما فيه الكفاية لتأخذ عقلك بحركاتها؟،

حاوط وجهي بكفيه وقال بصوت متّزن مع عيون قلقة: ما الذي يجعلكِ تتكلمين بهذا الشكل؟،

ضربته على صدره وشهقاتي تعلو أرجاء الغرفة: حبي لكَ أيها الأحمق- توقف عن جرح قلبي كل مرة أراكَ بها مع فتاةٍ غيري- توقف عن جعلي أفقد ثقتي بنفسي لاعتقادي أن الفتيات أجمل وأفضل مني- أرجوك توقف،

إبتسم جانبياً: أيتها الغبية! هيا يجب أن نعود إلى المنزل؟ تبدين بحالة مزريّة - أراهن انكِ ستندمين على كل كلمة نطقتيها بمجرد استيقاظكِ في الصباح،

مشيتُ إلى السرير بجسد يفقد توازنه من شدة الثمالة،

جلستُ عليه وقلت بينما أشعر أن الغرفة كلها تدور بي: ضاجعني بيزل- يمكنكَ تمزيقي وفعل بي ما تشاء لكنني لن أدعكَ تقترب من فتاةٍ غيري طالما أنا على قيد الحياة،

قهقه وقام بالإقتراب مني لأبتسم بثمالة وأنا أشعر أن كل شيئ بي أصبح ثقيلاً حتى أصبحتُ لا أقوى على الحراك،

انحنى ناحيتي وأسند يداه على السرير، وجهه مقابلاً لوجهي وعيناه لا تُفارق عيناي،

قال: أتريدين حقاً أن أضاجعكِ؟،

اومأت وأنا أُقهقه بينما أتلّمس ذقنه بأطراف أصابعي ليقوم بتقبيلي قبلة سريعة،

ابتسمتُ إبتسامة عريضة وبعدها انفجرتُ بالضحك،

قهقه على شكلي وأنا أضحك بشكلٍ هستيريّ،

دمعت عيناي من الضحك لأمسحها وأقول: هيا بيزل- أنتَ أكثر انحرافاً من هذا،

زفر وقال بينما يحملني على كتفه بشكل مقلوب حيث وجهي يُقابل ظهره: لنعود.

استيقظت على أشعّة الشمس بانزعاج قلت: أمي لماذا فتحتِ الستائر؟،

سمعتُ قهقهة رجل، لحظة، هذا بيزل،

انتفضتُ من مكاني لأراه متمدد جانبي وينظر إليّ،

نظرتُ إلى ملابسي فوجدتُ أنني مازلتُ أرتديهم، زفرتُ براحة وقلت له: ما اللعنة التي أفعلها هنا بيزل؟،

نهض فكان يرتدي البيجاما فقط وهو عاري الصدر،

سحب قارورة نبيذ من على الطاولة وبدأ بالشرب،

قال: أكنتِ تريدينني أن أعيدكِ إلى والدتكِ وأنتِ ثملة؟،

أخفضتُ نظري وهمست آملة بأن يجيبني كما أريد وهو أن لا أكون قد أفرطتُ بالشرب وأن أكون قد تصرفتُ تصرفات غير لائقة،

قلت بصوتٍ يكاد يُسمع بينما رأسي يؤلمني بشدة: هل قمتُ بفعل أيّة حماقات ليلة البارحة؟،

نظرتُ له عندما بقيَ صامتاً وفقط ينظر إليّ،

لم أشعر بنفسي إلّا وأنا أضع يداي على وجهي وأجهشتُ بالبكاء،

قلت: أرجوك أخبرني أنني لم أفعل شيئ مُهين بحقّي،

قهقه وتحوّلت إلى ضحك منه،

إقترب مني وقام بالجلوس جانبي، أبعد يداي عن وجهي ووضع سبّابته تحت ذقني،

رفع لي رأسي وبعدها بدأ بإبهامه مسح دموعي،

قال: توقفي عن البكاء كالأطفال كي أخبركِ!،

كتمتُ شهقاتي بصعوبة وبدأتُ بمسح دموعي، قلت: هيّا أخبرني بالحقيقة أتوسّل إليك.

_______________________

بتعتقدوا بيزل رح يخبرها الحقيقة؟

ضَـعِــي نَفســكِ لـلـأَسفَـل -بـِـيزِل-حيث تعيش القصص. اكتشف الآن