الفصل الثانى
تمر الايام ببطء لم تخلو من محاولاتها فى تذكر اى شئ عن نفسها
انقطع زوجها الغاضب عن زيارتها , وذلك ترك لها وقت للتفكير في سبب تلك الكراهية التى تراها في عيون كل من قابلته حتى الان
صوت دقات علي باب غرفتها يليه دخول طبيبها ومعه زوجها وشخص اخر لم تراه من قبل لتتجاهل وجود زوجها وتوجه نظرات تساؤل لطبيبها ..
أحمد : مدام شاهيناز الحالة الى كلمت حضرتك عنها يادكتور .
ليتقدم منها طبيب فى عقده الرابع لكن ملامحه مريحة وابتسامته الهادئة طمئنتها ليعرفها عن نفسه : انا دكتور يحيى ... دكتور تفسى , انا وانتى هنساعد بعض علشان ذاكرتك ترجع , ممكن تعتبرينى صديق ليكى ؟ لتنظر له بتوجس لبعض الوقت وتنقل نظراتها بين الرجلان من خلفه , ليطالعها عينان مظلمة تنظر لها بتمعن لتتصيد لها اى زلة او خطأ تقع فيه , لتتوتر من نظراته وترد علي الطبيب بتلعثم : ممكن ... هو آآآآ هو انا هترجعلى الذاكرة ولا هفضل كدة ؟
سليم يحول نظراته بإهتمام لمعرفة جواب الطبيب على سؤالها ...
يحيى : بصى يامدام فقدان الذاكرة ده بتبقى نتيجة ضغوط نفسية عليكى , فعقلك بيختار انه ينسى ...محاولة للهروب من الضغوط دى , وبالتالى لما عقلك يكون على استعداد لتقبل الواقع الذاكرة هترجعلك , المهم متضغطيش علي نفسك وتحاولى تهدي اعصابك .
ليلتفت يوجه كلامه لسليم : حضرتك زوجها ياريت تاخدها الاماكن الى كنتوا فيها سوا , وكمان ممكن تحكيلها وتفكرها بالذكريات السعيدة بينكم ... ولو اى شئ حصل تقدر تتواصل معايا ونقدر نتابع جلسات العلاج اول ما تخرج من المستشفى ... ليخرج الطبيب يحيى ويذهب خلفه احمد يستفسر منه عن شئ ما ويتركها ولاول مرة مع سليم وحدهم .....
لتنظر له بتمعن لاول مرة لتصدم من مظهره الذى جعل خفقات قلبها تعلو وانفاسها تتسارع لتمر نظراتها على شعره الاسود الكثيف وملامحه الرجولية الخشنة و طوله الهائل وتلك الهالة من الجاذبية من حوله ... لتحول نظراتها سريعاً .. ينظر لها من بطرف عينه ويلاحظ نظراتها له كأنها لم تراه من قبل ,ليفكر ان تلك المحتالة لا تنفك من الخداع , كيف تتحكم بنظراتها وتجعلها بتلك البراءة ؟ ليرفع نظره لها بسخرية : لسة مصرة على لعبتك دى ... صدقينى انا مش هستسلم واصدقك انا عارف تفكيرك كويس وانسى انى اسيبك لحد معرف منك مكان ابنى !
لتناظره بإنشداه وتستوعب كلامه , هل هذا الرجل يتهمنى بخطف ابنه !!
هل عنده طفل , كيف تزوجت من هذا الشخص ؟
ينظر لها عينه تتابع كل خلجة من خلجاتها , ليقاطع مراقبته كلماتها المتعثرة شاهيناز بتلعثم : انت .. انت تقصد ان انا .. خطفت ابنك ؟
لينظر لها ويرد بهدوء يناقض ما يعتمل بصدره ....
سليم بسخرية : لا مخطفتيش ابنى .... لتزفر برتياح من تلك الفكرة المريعة عن خطف طفل .
ليكمل بعصبية ما ان لاحظ ارتياحها : انتى خطفتنى ولادى الاتنين
" أدم وكارما " ولادنا ياهانم ...
لتجفل بشدة وتفلت منها شهقة صدمة وتتكلم بإرتعاش : انا خطفت ... ولادى طب ازاى ؟ ... انا عندى ولد وبنت !!
ليهدر بصوت قوى ينهرها : انتى مش ام , انتى احقر ست شوفتها في حياتى دول ولادى انا بس ...
لتنظر له بتوتر وتقول : بس انا مقدرش اعمل كدة في ام تخطف ولادها ؟ لينظر لها باشمئزاز ويرد: بس متقوليش ام .. انتى عار على الامومة انتى اصلا مينفعش تبقى بنى ادمة بتحسى وعندك قلب زينا .
ليصمت بتفكير ثم يتابع : انتى مخبية ابنى فين ؟ اشمعنى البنت بس الى كانت معاكى الولد سيباه فين ؟.....ليتابع بوحشية وعيناه تلمع بقسوة : لو ابنى حصله حاجة همحيكى من الدنيا هخليكى تتمنى الموت متلقهوش .
ليرتعش داخلها وتفقد قدرتها على التوازن النفسى , ليعود ذلك الصداع الرهيب مرة اخرى يضرب راسها بعنف لتسقط دموعها , تبكى حياتها الممزقة التى لا تتذكر منها شئ لكن من الكراهية التى تراها فى عين من يعرفوها , وكلام زوجها الغاضب وله كل الحق لكرهها واكثر , هل يمكن ان يكون ثمت خطأ هنا وهى شخص اخر غير زوجة ذلك الرجل السيئة للغاية , حسناً وجهها لا يظهر عليه اى ملامح بفضل الجروح لتفكر ببعض الامل ان يكونوا اخطأوا وظنوها شخص اخر . لتنظر له بتوسل وتتكلم بلهفة : ممكن تكونوا غلطانين مش احتمال اكون مش مراتك وانت مش عارف تفرق علشان وشى...... ليقاطعها بحزم سليم : لا مفيش غلط , وكفاية تمثيلك الرخيص ده بقى , انا عاوز ابنى وبعد كدة مش عاوز اشوف وشك تانى , وولادى مفضلش انهم يعرفوا انهم ليهم ام زيك مجرمة تخطف ولادها وتهرب علشان الفلوس. ألمتها كلماته بشدة , لتغمض عيناها بيأس وحزن ترفض البكاء مجدداً امامه, تتمنى ان يرحل ويتركها ترثى حالها وتبكى عجزها وخوفها و حياتها برغم عدم تذكرها لكنها كرهتها وكرهت نفسها بشدة ..
بعد ما خرج سليم من الغرفة وتركها تتعذب فى افكارها وتتمنى ان يختفى كل ماحولها تناشد لحظة سلام , لتزفر بحزن وتفكر فكم كانت إمرأة سيئة هل عليها ان تصدق كلام ذلك الرجل الذى لا تعرف عنه غير انه زوجها ...ويكرهها بشدة . ليقاطع افكارها طرقات على الباب يليها دخول الدكتور احمد للغرفة , ينظر لها بطريقة مختلفة , هل اخبره صديقه انه اخبرها ؟ لتنظر له بتساؤل ليتنحنح ويتكلم : ها عاملة ايه دلوقت ؟ ..
لترد عليه بشرود : مش عارفة حاجة بجد ... مش ممكن اكون كدة اكيد فى غلط انا مش فاكرة بس حاسة ان انا مقدرش اعمل الى سليم حكهولى ده .
لتتنهد بيأس وترفع رأسها تنظر له بتوسل ان يؤكد كلامها ويصدق حدسها . لينظر لها احمد بغموض ووجهه ممتعض وهو يتحدث بهدوء وهو يوجه نظره للنافذة : للاسف مفيش غلط يا شاهيناز حتى لو وشك مش ظاهر ملامحه اوى , الشرطة لقيت متعلقاتك الشخصية معاكى وبطاقتك وكل الى يثبت انك شاهيناز , ليرفع كتفاه بلامبالاة .
لتقاطعه بحزم : بس انا حاسة ان انا مش الانسانة القسية البشعة الى بتتكلموا عنها دى !!! ليرد احمد بسخرية : انتى كنتى فعلا بشعة لكن مش شكلا مضموناَ فقط . لتنظر له بريبة وترد بحذر : هو ...انا عملت حاجة تانى غير الى قاله سليم؟ ليرد وهو مكفهر الملامح ذلك الوجه الذى كان ينعم بالمرح والحيوية .. اختفى مع كل الايام العصيبة الذى مر بها بسبب تلك المرأة الجاهلة عن افعلها ثم انتبه من دوامة افكاره على صوتها المتردد ليسمع سؤالها ويبتسم بسخرية مريرة ... عملت حاجة ؟ تلك المرأة كانت سبب لجرح الكثير .
لينظر لها بغموض يشوبه الحزن : للاسف انتى عملتى كتير اوى ... واذيتى كتير , لكن اكتر واحد اتاذى بسببك كان سليم , وصدقينى انه عنده حق وله اسباب قوية تخليه يكرهك ويتعامل معاكى كدة . لتنظر له بحزن ودموعها على وشك السقوط قهراً : انا معملتش حاجة صدقنى مش ممكن اكون بالحقارة دى ... لتشهق باكية ... انها لا تحب فكرة ان يتألم او يتأذى احد بسببها .
لينظر لها احمد ولدموعها غير قادر على الشعور بالشفقة تجاهها ... لتمر الايام ثقيلة وحزينة عليها ليس بها جديد غير زيارة طبيب التجميل لها وفحصه لجروحها الغائرة وطمئنها ان جروحها لن تحتاج لتدخل جراحى مع الوقت كل الجروح تلتئم .... يبقى ذلك الغاضب الحانق عليها دائماً بعيد لم يكن يأتى لزيارتها ، مما اعطاها الوقت للتفكير في ما ستئول له حياتها وكيف ستتعايش مع هذا الماضى الذى يفرض نفسه عليها ، هل حقاً تزوجت ذلك الرجل المخيف ؟ ... اين كان عقلها حينها ، هل ممكن ان تكون احبته فى الماضى ؟ ...ليمتعض وجهها بحيرة وترد علي افكارها بصوت عالى لتأكد رأيها لنفسها :.. ابداً ... لتزفر بملل تحاول ان تشغل نفسها بأى شئ عن التفكير في زوجها الغاضب الوسيم بعيناه السوداء الجميلة وطوله الهائل.
تستيقظ من نومها فى الصباح بعد ليلة طويلة جافاها النوم وتكالبت الافكار فى رأسها مسببة لها الم شديد لم تستطيع النوم الا عند حضور احدى الممرضات واعطائها مهدئ ومسكن لالمها هذا لتبدأ رحلة معاناة اخرة فى نومها الملئ بأحلام مخيفة وظلام حالك يصاحبه اصوات مرعبة وخيالات تطاردها وتختبئ منهم خلف بطل حلمها الغاضب الذى ضمها وابعد كل الخيالات .
لتسخر من حلمها الذى صور لها سليم كالمنقذ لها وليس المطارد. لتسمع دقات خفيفة على باب الغرفة ، لتعتدل وتسمح للطارق بالدخول ، ليدخل رجل وسيم مظهره غير مرتب يبتسم لها وينظر لها بتمعن ، ليدب الخوف فى اوصالها وترتعد وتتراجع فى فراشها وتنظر له بعينان مزعورتان لتغمض عيناها بشدة لتشعر بيده علي وجنتها لتصرخ بشدة وهى ترتعش وتبكى .
ليهرع الكل بسرعة داخل الغرفة فور سماعهم لصوت صراخها العالى .... يجلس مع احمد صديقه الطبيب فى حجرته ومتكاء علي المكتب بمرفقه يتناقشون فى حالتها الصحية ورأي الطبيب النفسى فى حالتها وتشخيصه .
ليدق باب غرفة احمد بعنف وتدخل ممرضة مسرعة : دكتور احمد الحق المريضة فى غرفة (5)سمعنا صوتها بتصرخ بطريقة غريبة ..
ليهرع سليم خارج الغرفة قبل ان تتم الممرضة كلامها متوجهاً لزوجته وصوت حاله يقول : ياترى دى لعبة جديدة انتى بتلعبيها ... انا مش قادر اصدق ان واحدة زيك يحصل فيها كدة ..بس انا هفضل وراكى لحد ما الاقى ابنى وبعد كدة هرميكى برا حياتى انا وولادى للابد .
ليدخل الغرفة سريعاً متأهباً ليراها تنزوى على فراشها بخوف وفزع حقيقى خائفة لا تعرف السبب لكن هذا الشخص وابتسامته البشعة تثير فى نفسها الرعب .. لتقع نظراتها على سليم لتمد يدها السليمة بإتجاهه : الحقنى لو سمحت .. انا..مش آآآآ عارفة مين ده وخايفة اوى .
لينظر لها بتساؤل من سبب خوفها لتشير بعيناها للجهة الاخرى من الغرفة وهى ترتعش من مجرد رؤيتها لهذا الشخص السمج ، ليتبع اشارتها لتقع عيناه على هذا الشخص الذى يعرفه ليصدم : انت ....
يتبع..
أنت تقرأ
انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة
Mystery / Thrillerالملخص : دوامات تتقاذفها،موجات من الألم تصدمها تكاد تشق صدرها و تقبض قلبها.... لم تعي ما يحدث لها ، كل ما كانت تدركه حينها هو ذلك الألم الساحق الذي يفتك بجسدها، و تلك المرارة الخانقة التى تصاعدت في حلقها ... و شعور قاسي بالفزع و الوحدة، و تكالبت ال...