رواية :انعكاس الماضي
بقلم :سمر خالد
الفصل الثالث عشر :
في فيلا يحيي الشرقاوي.......
تتجه شاهي للحمام وعند عودتها يقطع طريقها يحيي ويتكلم بسخرية :أهلاً شاهي... والله وقدرتي تضحكي علي سليم من تاني.
شاهي بتوتر : انا مش فاهمة انت بتتكلم عن ايه؟... بعد اذنك لازم أروح لجوزي.
لتلتف من جانبه تريد ان تتخطاه.. تحتاج للوصل لسليم والشعور بدفئه يتسرب إليها.
ليجذبها من مرفقها بقوة وعيناه تنطق بالشر
يحيي بحقد : بقولك ايه.. تمثليتك دي يصدقها جوزك المغفل.. انما انا لا..ليغمز لها بعينه
دانا يحيي ياشاهي.. وديتي الواد فين لسة دوره مخلصش؟
شاهي بخوف : واد ايه؟... هو انت إلي خطفته
يحيي بكره : لا ياحلوة ده كان اتفاق بينا.. نحرق قلب جوزك ع الواد وناخد منه كل حاجة.
شاهي بقلق وتلعثم:بس أنا الحادثة. مش فاكرة حاجة!!
ليضحك يحيي بصوت مرتفع ويهمس : الواد يبقي عندي خلال اسبوع..و يمرر اصابعه علي وجنتها وهو ينظر لها بشر :تفتكري الواد فين واتصلي بيا.. ليغمزها، هتوحشيني.
لترتجف من لمسته المنفرة وتحاول ان تبتعد لكن قدمها رفضت الرضوخ وتسمرت في الارض.
ليتحرك بعيداً عنها وهو يرمقها بنظرات تحذير.
تلتفت في توجس تبحث عن سليم... تحتاجه
لتراه يقف مع بعض الأشخاص يتحدثون.. لكن لفت نظرها تلك المرأة التي تلتصق به كالعلقة!!
ليتجهم وجهها ووجهها يحمر من الغيظ....
لتتوجه ناحيته بقوة وهي ترمق تلك المرأة بفستانها الفاضح بعدائية.
تقف بجواره وتضع يدها علي مرفقه وهي مقطبة جبينها، ليندهش سليم من تصرفها ومن اقترابها الشديد منه ليفكر انه افتقد قربها واشتاق لرائحتها، ثم يراها تنظر للجهه الأخري نظرات نارية.. ليتبع نظرها ليراها تنظر للمرأه بجانبه!!
ليخفق قلبه فرحاً وابتسامة هادئة تزين محياه الوسيم تجعلها...
لتنظر شاهي اتجاه تلك المرأة المائعة بحقد وهي توجه لها رسالة من خلال نظراتها..ابتعدي هذا الرجل لي وحدي.
ليلفت انتباهها نظرات سليم لها وتلك الابتسامة الجميلة المعدية... لتبتسم هي أيضاً له بحب.
سليم بهدوء: مالك بتبصي هناك كتير ليه؟
شاهي برتباك يعشقه : ها.. لا مش ببص في حتة.. انا بس زهقت من الحفلة.
لتنظر له برجاء:ممكن نمشي؟
سليم بإبتسامة :حاضر هنمشي.. نسلم علي يحيي الأول ونمشي.
شاهي وقد عاد لها الخوف مرة اخري وقلبها ينقبض وهما يتقدمان بإتجاه يحيي.
سليم :يحيي.. الحفلة جميلة بس احنا مضطرين نمشي دلوقت..
يحيي بإبتسامة مستفزة :لا لا مينفعش كدة ده لسة الحفلة في اولها.
سليم بمجاملة :معلش تتعوض مرة تانية.. نستأذن احنا بقي.
يحيي :ماشي بس انا هشوفكم اكيد الأسبوع الجاي في شرم.
سليم :إن شاء الله نتقابل.
ليتصافحوا ويخرج سليم مع شاهي عائدين لأمان منزلهم.
في سيارة سليم يخطف بعض النظرات لشاهي ويفكر في شكلها وهي غاضبة من تلك المرأة التي كانت تلتصق به... نظراتها كانت تشتعل بالغيرة والحب، ليبتسم وهو يتمتم بخفوت :زمردتي تغار!!
............................................
" أحبيني.. بلاعقد وضيعي في خطوط يدي
أحبيني لإسبوع لأيامً لساعات...
فلست أنا الذي يهتم بالأبد..
تعالي.. واسقطي مطراً علي عطشي وصحرائي
وزوبي في فمي كالشمع وانعجني بأجزائي...
أحبيني بطهري أوبأخطائي..
وغطيني اياسقفاًمن الأزهار.. ياغابات حناء..
أنا رجلٌ بلاقدراً فكوني انتِ لي قدري "
...........................................
تجلس شاهي تفكر في كلام ذلك الشخص يحيي عقلها لا يتوقف عن العمل منذ ليلة أمس تشعر بالإختناق تريد ان تصرخ في وجه الجميع:أرحموني إني بشر مثلكم حتي لو أخطأت فأنا لاأتذكر الأن..ثم تركض ترتمي بين ذراعي سليم تحتمي منه ومن العالم أجمع..
يدخل سليم غرفتها كاعدته كل صباح في بادئ الامر كان يتأكد من استيقاظها ثم اصبحت عادة محببة علي قلبه أن يري وجهها المشرق كل صباح، لينتبه لشرودها الغريب منذ الحفل
هل يمكن ان يكون شعورها بالغيرة هو سبب هذا الحزن الجلي علي وجهها وتلك النظرة الضائعة؟
ليتنحنح بهدوء.. تنتبه لوجوده وتنظر له مطولاً نظرة غريبة كأنها كانت ضائعة ووجدت ضلتها!
سليم بهدوء:صباح الخير... مالك ياشاهي؟
شاهي بإبتسامة مهزوزة :صباح النور.. مفيش ياسليم أنا كويسة...يلا نستعد علشان الشغل.
سليم يتأملها قليلاً عله يكتشف مابها ثم يرد: لا خلينا انهاردة نريح ونخرج أنا وانتي وكارما وسندس مع بعض.
شاهي عاقدة مابين جبينها : هي.. سندس هتوافق انها تخرج معايا؟
سليم : أيوة هي وافقت خلاص... اجهزي وشوفي كارما وانا هروح اضبط كام حاجة كدة.
لتومأله ويتلتفت خارجاً من غرفتها وهو يتذكر حديثه الطويل مع أخته... وإخباره لها بشكوكه واقترح عليها أن يخرجوا سوياً حتي تتوطد علاقة شاهي وسندس.. إنه يشعر انهم سوف يتفقوا سوياً... ليذهب لغرفته.
أحمد جالس علي مكتبه يفكر هل يخبر سليم بما حدث أم ينتظر أحمد لنفسه :لا هو انا لسة هستنا لازم أقوله كل حاجة وإلي يحصل يحصل.
ليلتقط هاتفه ويطلب سليم ليجيب الأخر عليه......
سليم :دكتور أحمد.. أخيراً افتكرتني وعبرتني.
أحمد بتوتر:لا ياباشا انت عارف غلاوتك بس كان عندي شوية مشاغل كدة.
سليم وقد استشعر توتر صديقه ليتكلم بخبث
سليم : مشاغل... وتطلع ايه مشاغل حضرتك ياروميو؟
ليصدم أحمد :روميو!!
سليم بضحك : ليه وانت فاكر ان أختي حبيبتي هتخبي عليا حاجة؟
ليكمل سليم بمزاح :بس البت الناصحة قفشتك.. ليضحك سليم.
أحمد بغيظ:أنت وأختك يومكم أسود.. يعني كنت عارف انها قفشاني وساكت.. ونعم الصديق.
سليم بخبث: وهو انت قولتلي علي المكالمات والرسايل ياروميو... دانتا يومك اسود معايا.
أحمد بتلعثم :أنا والله كان نفسي أساعدها تخرج من الحالة إلي كانت فيها.. وعمري ماتجاوزت حدودي معاها حتي اسألها.
سليم بجدية :وهو انا لو مش عارفك وعارف تفكيرك وحبك لسندس وخوفك عليها كنت فضلت ساكت... دانا كنت قتلتك يبني دي مش أختي بس دي بنتي كمان.. وانا واثق انك تستحقها.
أحمد بسعادة :بجد ياسليم.. يعني هتجوزهالي؟.. اجيب المأذون واجي حالاً.
سليم بضحك:لا ياروميو انت هتشرفنا في البيت وتتقدم لها وتسيبلنا فرصة نفكر كمان.
أحمد بضيق: ايه الجنان ده؟... يبني أنتو عرفني من زمان لازمته ايه كل ده... احنا نكتب الكتاب.
سليم بعند :بس يابابا.. إلي قولته هو إلي هيحصل، واقفل بقي علشان خارجين.
أحمد :خرجين مين؟... أنت مش رايح الشغل.
سليم :لا مش رايح،انا واخد سندس وشاهي وكارما هخرجهم.
أحمد بسعادة : هنخرج.. ثواني وهكون عندكم.. مش انت كنت لسة هتعزم عليا اجي معاكوا صح
لينهي أحمد المكالمة قبل أن يعترض سليم ليترك الأخر يضحك وهو يتعجب من صديقه.
...........................................
في المستشفي......
يجلس عادل ينتظر قدوم أية إليه مثل كل يوم، لقد أدمن تلك الفتاة أصبحت كالهواءبالنسبة له.. فالأيام الأخيرة تكررت زياراتها وأصبحت يوميا بناءً علي طلب منه، لقد اخبرها انه لايستطيع ان يمر يوم عليه دون رؤيتها فيه لتقابل كلامه خجلها واحمرار وجهها الذي يعشقه ورفرفة رموشها الكثيفة بتوتر من كلامه، يحلم بالفوز بقلبها كما هي اقتحمت قلبه وأصبحت الأنثي الوحيدة في نظره... ولن تري رجل غيره.
ليقطع أفكاره صوت خطواتها الرقيقة تتقدم نحوه علي استحياءورائحة عطرها الرقيق الذي يسكره ليغلق عيناه يستنشقه بعشق.
تتقدم بإتجاهه تراه يجلس بقوته وشموخه علي مقعد في الردهة، الإرهاق والتعب ظاهران بوضوح علي وجهه وجسده الذي نحف كثيراً، ومظهره المشعث الغير مرتب يكسبه جاذبية مهلكة لتبتلع غصة بتوتر وهي تري أول أزرار من قميصه محلولين ويظهر بشرته السمراء.
لتخفض نظرها تنهر نفسها علي أفكارها وتأملها في ملامحه،لتقف أمامه تتنحنح برقة.
عادل بحب :اتأخرتي ياأية... كنت مستنيكي من بدري.
أية بتلعثم وخجل من نظرته:أصل أنا كنت بجيب الحاجات دي.
ليقطب بحيرة ويسألها :ايه ده الشنط دي فيها ايه؟
أية ببرأة :ده أكل... أصل انا لحظت إنك مش بتأكل كويس ومش عجبك أكل المستشفي.
عادل بإبتسامة :فعلاً انا مش بحب أكل المستشفي بس تعبتي نفسك واشترتي ليه؟
أية بعفوية :لا ده أنا إلي عملاه.. أصل انت الصراحة خاسس خالص ومرهق فروحت عملتلك الأكل ده.. يارب يعجبك، اتفضل.
عادل ينظر لها بعشق يريد أن يجذبها لأحضانه لكنه يعلم خجلها الشديد.. ليمد يده يلتقط منها الأكل ويتعمد أن يلمس يدها.
لتسحب هي يدها بعيداً بخجل......
ليقاطع أفكارهم وصول ممرضة تكلم عادل بطريقة لم تعجب أية.
الممرضة برقة :أستاذ عادل مش محتاج حاجة؟
عادل بهدوء:لا شكراً ياااااا...
الممرضة بميوعة وهي ترفرف أهدابها:هبة
اسمي هبة ياأستاذ.
أية تتابع هذا الحوار بغيظ وترفع حاجبها الأيسر
أية تتمتم بصوت منخفض يصل لعادل:قلة أدب
لينظر لها عادل بخبث ويكمل حواره مع الممرضة.
عادل بإبتسامة :اسمك حلو أوي ياهبة زيك.
هبة تبتسم وتنظر له بوقاحة : الأسم بس إلي عجبك؟..
هنا وكفي لتهرب أخر ذرة تعقل لدي أية
أية بغضب :ماخلاص ياسستر ماقولنا مش محتاجين حاجة... ولا تحبي أكلم رئيسة التمريض تشوفك وانتي واقفة معانا كدة... انتي مش وراكي حاجة غيره ولا ايه؟
لترتبك هبة وتنظر لعادل ثم لأية وتعتذر ثم ترحل سريعاً..
لتتمتم أية وهي تنظر لأثرها:بنات سفلة..
لتلتفت وتنظر له بغضب وترفع سبابتها :وانت بتطاوعها وعمال تغازل في اسمها.
عادل بتسلية وقلبه يتراقص فرحاً من غيرة صغيرته الغاضبة الذي يعشقها.
عادل بتسلية:وانتي مضايقة ليه يايويتي.. تكونيش بتغيري؟
أية بإضطراب :أنا أغير!!... ومن دي ليه يعني.
عادل بإبتسامة :عموماً انا عاوز اقولك إن انا مش بشوف غيرك انتي بس... انتي لو تعرفي بحبك قد ايه.. يا أية انتي امتلكتيني وامتلكتي قلبي
قلبي إلي عمره ما دق ولا حب ولا حس إلا بيكي إنتي بس.. انتي في نظري ست النساء.
لتحمر أية خجلاً وخفقات قلبها تتسابق وابتسامة رقيقة تزين وجهها الصافي.
تتوتر من نظراته وتتمتم :كل كويس.. انا لازم امشي، لتهرب من نظراته ومن مشاعره الظاهرة علي وجهه بوضوح، لتعترف لنفسها بعشقها له.
وانه امتلكها مثلما هي امتلكته وصار هو يسكن بين ضلوعها، لكنها تشعر بالقلق من القادم وتخاف ان يتحطم قلبها وهذا الحلم الجميل الذي تعيشه يصبح كابوس، لترحل وهي شاردة تفكر في ما يعيق حبهم، فهما مختلفان في كل شئ
انه من مجتمع ومستوي مختلف عنها لاتعرف كيفية الحياة فيه.
لتستقر علي ان تستخير ربها في امره وتترك كل شئ بيده.
يعلم عادل انها تقلق وتفكر في الاختلاف والفروق بينهم لكنه لايري اي شئ يعيقهم وان وجد سوف يحطمه ليصل لها.
...........................................
" قل لي.. ولو كذباً.. كلاماً ناعماً....
قد كان يقتلني بك التمثال...
مازلتِ في فن المحبة.. طفلة....
بيني وبينك أبحر وجبال......
لم تستطيعي. بعد. أن تفهمي أن الرجال جميعهم أطفال....
وإني لأرفض أن أكون مهرجاً.. قزماً..
علي كلماته يحتال... فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً...فالصمت في حرم الجمال.. جمال "
![](https://img.wattpad.com/cover/214043928-288-k511983.jpg)
أنت تقرأ
انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة
Misteri / Thrillerالملخص : دوامات تتقاذفها،موجات من الألم تصدمها تكاد تشق صدرها و تقبض قلبها.... لم تعي ما يحدث لها ، كل ما كانت تدركه حينها هو ذلك الألم الساحق الذي يفتك بجسدها، و تلك المرارة الخانقة التى تصاعدت في حلقها ... و شعور قاسي بالفزع و الوحدة، و تكالبت ال...