الفصل الخامس

457 12 0
                                    

الفصل الخامس :
في مجموعة شركات يونايتد التابعة لسليم وعمه
يجلس رجل في الخمسين من عمره يتحدث علي هاتفه المحمول ويبدو علي ملامحه الضيق الشديد، يغلق الهاتف ويشرد في ابنه (عادل)
وتهوره واهماله لعمله، رغم ذكائه لكنه ليس بمهارة وذكاء سليم وتفانيه في عمله وعلاقاته القوية مع كل العملاء.
دائماً مايقارن عادل نفسه بسليم، لا يريد النجاح بنية التفوق في عمله، لكن بنية سحق سليم واثبات انه لا يستحق منصبه كرئيس لمجلس ادارة شركات يونايتد الذي يمتلك نصفها بعد وفاة والده.
ليتحرك في غرفة مكتبه الواسع بتفكير، حتي يتوصل لفكرة ليتجه للهاتف ويتكلم مع شخص ما
..........................................
تجلس مع ابنتها في غرفة جميلة جدرانها باللون الوردي وأثاثها بنفس اللون والالعاب منتشرة في أنحاء الغرفة بطريقة جميلة، تبدو الغرفة مثل غرف الأميرات، تلعب هي وابنتها التي تبلغ من العمر ثلاث أعوام، حتي نامت الصغيرة اثناء اللعب لتحملها شاهي بحب وتضعها علي فراشها وتدثرها ثم تقبلها علي جبينها وتلتفت لتخرج،.... لتصتدم بحائط بشري لتتعثر نتيجة تراجعها للخلف لتلتف يده علي خصرها يمنع تعثرها، لتشهق من المفاجأة ليضع يده فمها ويهمس بصوت مسموع : اهدي متخافيش ده أنا
لتومأبرأسها موافقة ويرفع يده عن فمها وتظل الاخري علي خصرها.
تزفر بإرتياح وتهمس : أنت هنا من بدري؟
ليرد هو بهدوء : أيوة.. من وقت مانامت.
لتقطب وتسأله بحيرة : أنت كنت بتبص علينا بترقبنا.. خايف علي بنتي مني!!
لينظر لها بهدوء ويسحبها خلفه من ذراعها حتي لا تنزعج الطفلة.
لتمشي خلفه حتي وصل لغرفة مكتبه ادخلها معه لتفلت يدها ليرد عليها بلامبالاة : أنا مش خايف علي بنتي منك.. لانك مش هتقدري تعمليلها حاجة تاني، واتعودي انك هتلاقيني في كل مكان تروحيه، مش هسيبلك فرصة انك تلعبي من ورايا تاني....
ليرفع يده مشيراً علي اصابعه....
مش هتقابلي حد من غيري، مش هتروحي مكان من غيري، مش هتعيشي برحتك زي زمان وتقابلي ده وتخرج مع ده، انسي كل حاجة هتتغير، لحد ما تقوليلي فين ابني.
ليرفع كتفاه، بعد كدة ممكن تعملي إلي يريحك.
تنظر له بضيق :خلصت شروطك ولا لسة؟...
بس أحب أطمنك أنا عمري ما هأذي بنتي أبداً،
حتي لو مش واثق فيا، وعندك حق.. ليختنق صوتها بالبكاء وتحبس دموعها...
بس صدقني انا لحد دلوقتي مش مصدقة إن انا أعمل كل ده.
ليقترب منها دون أن يشعر ويرفع وجهها لأعلي ليري دموعها التي ترفض الهطول أمامه بكبرياء.
لتجفل من ملمس أصابع علي وجهها وتتورد وجنتها وتتوتر، ليفيق من شروده وينفض كل المشاعر التي تطفل علي قلبه،يجلي حنجرته ويتحرك بعيد.
سليم بهدوء : تحبي تتفرجي علي الحديقة بره؟
لتنظر له بتوتر وتوافق حتي تشغل نفسها وتبعد أفكارها عن ذلك الرجل.
شاهي بإبتسامة : أيوة من فضلك.
ليخرجوا سوياً يشاهدون حديقة القصر الكبيرة وتلك الأزهار الملونة الجميلة وأشجار الليمون والبرتقال تعطي رونق للحديقة، ليستقبل سليم مكالمة هاتفية، ليستأذن منها ليبتعد قليلاً ويتابع حديثه... تتجول في الحديقة يإبتسامة تتأمل الاشجار والورود، ليلفت انتباهها صوت يطرب أذناها.. حصان!!!
لتقفز من الحماس وتبحث عن مكان وجوده، لتجد خلف المنزل اسطبل للخيل صغير به حصانين غاية في الجمال، متناقضان في اللون واحد أسود والآخر أبيض، لتدخل بإبتسامة وتقترب من أحدهما تتحسس ظهره وتتكلم معه بخفوت : الله انت جميل أوي، ليقترب الحصان منها بوجهه.
لتكمل : شكلنا هنبقي صحاب أنا وانت.
ينهي مكالمته ويبحث عنها بعيناه، لكن لا يجدها
ليفتش عنها حتي يقترب من الإسطبل، يسمع همهمات وصوت صهيل حصانه برضا.
ليذهب ليتسمر مكانه، ينظر لها وهي تداعب حصانه وتقترب من أذنه تتحدث معه.
ليصدم ولسان حاله يقول : أزاي ده؟.....
شاهيناز بتترعب من الخيل، عمرها ما قربت من واحد أبداً !!!
ليقترب منها ويتكلم بغموض : عجبك ؟
لترد بحماس وهي تبتسم : جداً.. أنا وهو بقينا صحاب خلاص.
ليرد بهدوء : تمام.. ممكن بقي نرجع علشان ورانا مشوار مهم.
لتعبس وترد : حاضر.. يلا بينا
لتلتفت وتسأله بتوتر: هو ممكن أبقي أجي هنا تاني؟ ليومأ برأسه موافق علي طلبها، لتتهلل أسريرها وتبتسم في فرحة.
............................................
تجلس بشرود كحالها دائماً، تتذكر مدي سذاجتها لا تصدق أنها سمحت لشخص مثل يوسف بالعبث بمشاعرها...
وكيف ستتقبل شاهيناز وتتعامل معها بعد ما حدث، انها كانت سبباً في خداعها، لكنها لن تحملها اللوم كله انها تستحق، لقد حذرها اخيها منه لم تسمع له، فلتتحمل نتاج أفعالها.
ليدق هاتفها برقم غير مسجل لتقطب وترد بتوجس : ألوو
شخص : ألوو
سندس : مين؟
شخص : مش مهم، أنا عاوز أقولك.. أنك نعمة في حياة أي حد، وانك غالية أوي وقوية ومينفعش حاجة أو حد يكسرك.
سندس بصدمة من كلامه : أنت مين وتعرفني منين؟
شخص : أنا واحد كل إلي بيتمناه أنه يسمع صوتك فرحان ويشوف لمعة عينكي لما بتضحكي.

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن