الفصل الثامن

382 10 0
                                    

الفصل الثامن :

وسألت نفسي حائراً انا من اكون، مالى عشقت السير فى طرق الظنون، فاذا جنونى صار بعد تعقلى،، واذا بافكارى يغلفها الجنون. انا، من اكون مابال بعض الناس صارو ابحراً، يخفون تحت الحب حقد الحاقدين.. يتقابلون باذرعاً مفتوحاً والكره فيه قد اطل من العيون.. ياليت بسن يدى.. مرآه ترى مافى قلوب بينى وبين سعادتى بحر عميق.. والناس حالو بين قلبي وبين الطريق.. ف لكم اعالجهم وبى سقم الظلام.. ولكم انجيهم وكنت انا الغريق.. يارب ان ذاقت قلوب الناس عن مافى من خير فعفوك لا يضيق.. انا من اكون.
...........................................
بعد مرور عدة أيام في مجموعة يونايتد..
تجلس مع رقية كاعادتها منذ أيام تعمل بشرود في ما حدث في ذلك اليوم المشئوم وكيف ذلك الحقير يوسف حاول الإعتداء عليها لولا تدخل سليم في الوقت المناسب لكانت....
في الأونة الأخيرة كان يعاملها بلطفاً زائد !!
هل يمكن أنه بدأ يتناسي ماضيهم الأسود معاً والأذي التي تسببت فيه لكل من يحب !!
ليقاطع شرودها صوت رقية بمرح : يابنتي ارحمي نفسك واشتغلي شوية.. ولا عشان جوزك رئيس مجلس الإدارة هتتدلعي؟
شاهي بمزاح : وليه لا.. مش انا مرات رئيس مجلس الإدارة زي مابتقولي يبقي ادلع برحتي.
ليضحكا معاً ثم تكمل رقية بجدية : لا بس شكلك غريب الأيام دي.. انتي أول ما بدأتي شغل كنتي متحمسة ودلوقت متغيرة.. لو حبة تتكلمي أنا موجودة.
شاهي بإمتنان : صدقيني مفيش حاجة أنا بس مرهقة شوية.. انتي عارفة جو الشغل جديد عليا وبحاول أتأقلم.
ليقاطع حديثهم دخول دينا تلك الفتاة التي اكتسبت كراهية شاهي منذ سماعها تغوي زوجها بصفاقة.
دينا بخبث : ازيك يا مدام شاهي... اخبار الشغل معاكي ايه؟
شاهي بلامبالاة : كويس...، لتخفض نظرها علي تلك الأوراق أمامها تتظاهر بالإنشغال علها ترحل تلك الوقحة وتتركها لحالها.
شاهي بغيظ وعيناها تلمع ببريق خاص : أه سمعتي أن مستر سليم مسافر انهاردة بالليل لشرم... معايا !!
شاهي بضيق : هيسافر معاكي... هي هيحتاج مساعدة شخصية هناك ؟
دينا بغمزة وابتسامة مغيظة : هي هيحتاجني.. مساعدة شخصية أو... المهم انه أصر عليا أن أروح معاه.
شاهي بصدمة تفكر : هل استسلمت لإغوائها أم تكون تحتاجها للعمل فقط فعلاً؟
شاهي ترد بجمود : كويس.. أهي فرصة تحلو الخلافات إلي بينكم وتثبتي انك قد وعدك إلي وعدتهوله أخر مرة... لتنظر شاهي لدينا نظرات ذات مغذي، تعلمها بإنها تعرف ما تخطط له ولن تتواني عن الدفاع عن حقها في زوجها.
لتصدم دينا عندما توصلت لفكرة أن سليم أخبر شاهي عن ماحدث ذلك اليوم واحراجه لها.
لتكظم غيظها وتحاول رسم ابتسامة مستفزة علي ثغرها وترد بشماتة : فعلاً عندك حق هي فرصة.. علشان يعرف أولوياته.
لتخرج تاركة شاهي متسمرة مكانها تشعر بأنها مقيدة، تريد أن تمنعه من السفر مع تلك الفتاة اللعوب.. لكن بأي حق، لم يعد لها حقوق منذ هروبها وخطفها لأولادها وتسببها في أذية كل من يحب بلا ضمير.. لتقطب وتخرج سريعاً من مكتبها التي تشترك فيه مع رقية التي استمعت لكل الحوار لكنها تظاهرت بالنظر من النافذة حتي لا تسبب لها الحرج.
لتذهب له مدفوعة بمشاعر غريبة لا تريد الإعتراف بها... تطرق باب مكتبه بعد مرورها بمكتب دينا وإلقاء نظرة متحدية لها ، ليسمح لها بالدخول.. ليرفع رأسه ويراها فيقطب بتفكير : في حاجة ياشاهي ؟...محتاجة حاجة ؟
شاهي بهدوء يناقض دوامة مشاعرها : لا بس.. خلصت الشغل إلي مطلوب مني قولت أجي أقعد معاك أستناك تخلص ونروح.
لينظر لها بشك ثم يرد بهدوء : أنا مش هروح بعد الشغل هطلع علي المطار مسافر شرم.
شاهي بغيظ : مقولتليش أنك هتسافر.
سليم : من أمتي بتهتمي أسافر ولا مسافرش؟
شاهي بتردد : و.. أنت.. هتأخد حد معاك؟
سليم بنفاذ صبر : هو ايه التحقيق ده؟.. أنا رايح شغل يومين وراجع.. لوحدي.
شاهي بإرتياح : توصل بالسلامة.. أنا هروح أقعد مع رقية لحد معاد الإنصراف.
لتخرج سريعاً مثل ما دخلت... لينظر للباب بحيرة
ثم ينتبه لعمله مرة أخري.
تخرج علي ثغرها ابتسامة، تمر علي مكتب دينا التي ما أن رأتها تبتسم حتي نظرت لها بتوجس
شاهي بسخرية : باي يا دينا.. أشوفك بكرة.
دينا بإستهزاء : بكرة هكون في شرم... أوعي تكوني صدقتي أن مستر سليم هيروح لوحده.
لتطلق ضحكة ماكرة : كنت فكراكي أذكي من كدة.. أكيد مش هيروح يقولك أنه رايح يطلع علي تقدم المشروع يومين ومعاه سكرتيرته... وفي هناك سكرتيرة تقدر تساعده لو أحتاجها.
شاهي مصدومة وتفكر في صحة كلام دينا ومنطقيته.. لقد قالت لها رقية عن زميلة لها ذهبت لشرم الشيخ مع عادل المسئول عن المشروع كمساعدة شخصية له.. إذا سليم يخدعها !!
..........................................
في سيارة متجهة لشرم الشيخ يجلس شاب يبدو عليه التفكير يستحضر الماضي حتي يعطيه القوة لتنفيذ ما خطط له منذ زمن.. لقد تعرض للظلم والنبذ من أقرب الناس له... تحمل ظروفه الصعبة وتحمل الفقر، يحيا لهدف واحد.

الإنتقام لنفسه ولأمه من عائلة أبو العزم وتدمير سليم واسترجاع حقه منه حتي لو اضطر للتخلص منه نهائياً.. في سبيل انتقامه.
لتلمع عيناه بإصرار وهو يتوعد لمن يقف في طريقه.
...........................................
تقف داخل المعرض كاعادتها يومياً تباشر تقدم العمل.. واقتراب تحقيق هدفها.
ليدق هاتفها لتنظر لتري ذلك المجهول الذي أصبح لها صديقاً مقرباً، تعرف ان ماتفعله خطأ لكنها كانت بحاجة لذلك الإهتمام والدفئ في صوته، تشعر بالترقب دائماً لمكالماته ومشاكساته لها تشعرها بالحياة، لتبتسم وترد عليه : ألو.. عامل ايه؟
شخص بتنهيدة : بخير طول مانا سامع صوتك وبطمن عليكي.
لتضحك وتظل تتحدث معه قليلاً وهي تتابع العمل، لتمر بجانب النافذة لتري سيارة متوقفة أمام المعرض لتقطب وتفكر أنها رأت تلك السيارة من قبل... من هذا ؟
لتذهب بهدوء وهي لا تزال تتحدث علي الهاتف.. تخرج من الباب الخلفي للمعرض وتقترب من السيارة لتراه من الخلف يضع الهاتف علي أذنه ويتحدث...!!
لتتسمر مكانها وتستوعب أن من يحدثها الأن هو صاحب السيارة المألوفة، لتكمل المسافة المتبقية وخفقات قلبها تزداد بترقب... لتتواري خلف شجرة وتنظر للسيارة من مكانها لتكتشف من هذا لتتحدث معه لتتأكد... انه هو.... أحمد !!!
لتغلق الهاتف سريعاً وأنفاسها غير منتظمة من المفاجأة.. لتراه يقطب وينظر للهاتف بحيرة.. لتغمض عيناها بتعب حتي تسمع صوت السيارة تبتعد... لترجع للمعرض مصدومة.
..........................................
في شرم الشيخ في الفندق المقيم به عادل...
يجلس علي المائدة يتناول غداء عمل مع بعض العملاء وأية تجلس بجواره بتركيز وانتباه تلتقط أي معلومة أو ملاحظة لتسجلها في المذكرة بيدها...
لتلاحقها نظرات أحد العملاء الغير مريحة
لتتجنب النظر له بضيق، لينتبه عادل لنظرات الإعجاب من ذلك الرجل بمساعدته التي لا تهتم ولا تنتبه لغير عملها.
ليتملك منه الغضب ويفكر في إلقاء أوراق المشروع في وجوههم ثم تلقين ذلك الحقير من يتجرأوينظر لمشاكسته بدرساً لن ينساه، لتتوتر عضلاته ويبدء تركيزه يتشتت ولا يتفاعل معهم، لترفع نظرها عن مذكرتها تنظر لعادل بحيرة..
عادل بضيق : طيب أنا أسف ممكن نكمل كلامنا وقت تاني..؟
ليتبادل الجميع النظرات بينهم وليتكلم أحدهم : مفيش مشكلة مستر عادل...نكمل في الوقت إلي يريحك ونبقي علي تواصل طبعاً.
عادل بنفاذ صبر : طبعاً طبعاً.
ليستأذن العملاء بالرحيل قبل ان يلقي عادل نظرة تحذير لذلك القذر.
لتنظر له أية بتساؤل : حضرتك أجلت الإجتماع ليه .. أنت تعبان؟
عادل بهدوء: لا مش تعبان..!!
أيه بتقطيبة : ليه طيب.. ده أجتماع مهم وكنا هننجز كتير و...
ليقاطعها عادل بضيق وقد تملكه الغضب : يعني مش شايفة السافل إلي عمال يبصلك ومش مراعي أنك جنبي ده شوية شوية وكان مد ايده.
أية بصدمة :نعم... أنت مالك أنت بيه أنا أقدر أوقف أي حد عند حده كويس.. ومسمحلكش تلمح أن أنا سهلة أي حد يتعدي حدوده معايا.
عادل بضيق : أنا مش قصدي إلي فهمتيه.. بس أنا اتنرفزت لما... آآآ بصلك وركز معاكي، كنت هقوم أحط صباعي في عينه.
أية بحيرة : ليه يعني كل إلي بتعمله ده... مالوش لزوم العصبية أنا مجرد سكرتيرة عندك..
عادل بعفوية : أنتي تهميني... مش علشان سكرتيرة بس... أنا أنا.. معجب بيكي وكنت..
أية بوجوم : أسفة أنا لازم أطلع أوضتي.
...........................................
شوكت في طريقه لمنزل سليم.. يريد الإعتراف له بكل ما يخفيه.. يجب أن يأخذ حذره ويتعامل مع الأمر، لقد أضطر لإخفاء الأمر بناءاً علي طلب أخيه، ظن أن الموضوع انتهي والماضي قد مات مع أخيه، لكنه كان مخطئ... ولو أُثبت ماتوصل له وان ذلك الشب المسئول عن كل ماحدث مع سليم، فسوف يتعامل معه بنفسه... لن يسمح لأحد بإلحاق الأذي بأبن أخيه الغالي.
بينما هو يقود سيارته ويسترسل في أفكاره... إذ بسيارة قديمة تتبعه وتتصيد الوقت المناسب.. وعند طريق خالي تقريباً من السيارات، بدأت تلك السيارة الإصطدام بسيارة شوكت بقوة..
بينما يحاول هو تفاديها بصعوبة وأعصابه تتوتر
ليزيد السرعة ويتملص من ذلك الهجوم الضاري.
لينظر خلفه لايري السيارة.. ليرتاح وينظر أمامه يكمل طريقه..... وفجأة تظهر السيارة بجواره من الناحية الأخري وتصطدم به بشدة.... لتجعل السيارة تدور حول نفسها في الطريق... يعجز شوكت عن التحكم بها لتنقلب السيارة...
وينتهي الأمر!!!

يتبع.....

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن