لفصل السابع ...الجزء الثاني
تتحدث مع زوجها بتلك الوقاحة، لكانت تدخلت واوقفتها عن ماتفعله وتخطط له.
لتفكر بإنتشاء في رد سليم ورفضه لها لتشعر بقلبها يخفق وتلتفت تنظر له وهو يقود السيارة
كم هو وسيم.. لتقطب جبينها وتفكر كم يبدو عليه التعب والإرهاق بشدة
شاهي بقلق : أنت كويس؟ أصل باين عليك تعبان أو مضايق !!
سليم بتفكير : اااااه.. مش لاقي أدم قلبت الدنيا عليه .. مش عارف أتصرف ازاي.
شاهي بحزن : أنا السبب في تعبك.. أنا بدعي ربنا كل يوم أفتكر... نفسي أساعدك صدقني ، ممكن أكون كنت واحدة وحشة أوي، بس أنا نفسي أعوضك عن كل الأذي ده وأرجعلك أدم.
سليم بزفر : ابني هيرجع... ولو عرفت أن حصله حاجة مش هتكفيني حياتك.
ليصلا للمنزل بعد رحلة عودة مشحونة بالحزن والمشاعر المضطربة.
حين هم سليم بفتح الباب.. لتفتح صفية الباب بتوتر وتتكلم بقلق : سليم باشا.. كارما تعبانة شوية و... قبل أن تكمل حديثها كان سليم وشاهي يتسابقان للوصول إليها، وقلوبهم ترتجف خوفاً عليها.
لتدخل شاهي غرفة طفلتها سريعاً لتقترب من فراشها الذي ترقد فوقه ملاكها الرقيق بتعب.
لتجلس بجوارها وتضع يدها علي جبينها.. لتشعر بحرارتها المرتفعة.
شاهي بقلق : حرارتها مرتفعة جداً.. كلم الدكتور بسرعة.
سليم بقلق مضطرب لا يعرف ماذا يفعل : حاضر.. صح لازم دكتور.
ليراها تخلع للطفلة ملابسها ليقطب ويسألها: بتعملي ايه؟
شاهي : حرارتها صعبة لازم أحطها في مياة ساقعة بسرعة.
سليم بشك : ماشي.. خلي بالك منها.
شاهي تصمت لا ترد علي جملته مراعية خوفه وفزعه علي طفلته.
ليتحدث مع الدكتور يستدعيه للحضور سريعاً.
ليأتي الطبيب ويفحص الطفلة : هي كويسة متقلقوش عليها.. الحرارة انخفضت والبركة في المدام بعد الدش الساقع، ودي أدوية لازم تأخدها وهبقي أجي كمان يومين أطمن عليها تاني.
ليرحل الطبيب ويذهب سليم لإحضار الدواء بنفسه، ليأتي ليجد كارما تنام بين ذراع شاهي متشبثة فيها بقوة.
سليم : الدواء أهو وفيه ورقة مكتوب فيها المواعيد و..
شاهي بهدوء : متقلقش أنا هعرف أديهولها الدكتور شرحلي أعمل ايه.
ليرد بهدوء: ماشي أنا هسيبكم لو عوزتي حاجة ناديني... انتي هتنامي معاها انهاردة ؟
لتومأ شاهي بالموافقة.. لينظر لهم ثم يرحل.
يذهب بعد عدة ساعات لغرفة كارما ليطمئن عليها ليجد شاهي مستيقظة بجوارها.
سليم بهدوء : انتي لسة صاحية!!.. الوقت اتأخر.
شاهي : ايوة مش هعرف أنام وأسيبها.
سليم : طيب هي عاملة ايه دلوقت؟
شاهي : حرارتها مستقرة متقلقش.. روح أنت كمل نوم علشان شغلك بكرة.
يومأ سليم ثم يقبل ابنته قبل أن يخرج مضطر.
...........................................
في فيلا شوكت أبو العزم..
يجلس يفكر في حالة سليم واختفاء ابنه أدم ورجوع زوجته فاقدة الذاكرة، وابنه عادل وإهدار مواهبه وذكائه في الحقد علي ابن عمه.
ليسمع طرقات علي باب غرفته ليسمح للطارق بالدخول، لتدخل خادمة : شوكت باشا في واحد عاوز حضرتك برا ومش عاوز يقول اسمه!!
شوكت بتقطيبة : طيب دخليه.
لتخرج وثواني ويدخل ذلك الضيف الذي ما أن رأه شوكت حتي صدم وتسمر مكانه.
ليتكلم بصدمة : أنت !!.. انت ايه إلي جابك هنا؟... انا مش قولتلك مشوفش وشك تاني.
ليرد الضيف : لا ياشوكت هتشوفني وهتشوفني كتير.. أنا عاوز حقي ياأما بقي عليا وعلي أعدائي.. وبحذرك متلعبش معايا عشان هتندم.. هسيبك كام يوم تفكر وترد عليا.
ليخرج دون أن ينتظر منه رداً علي كلامه، تاركاً شوكت مشتت وضائع في الماضي.
............................................
يجلس أحمد في سيارته يضع نظارته الشمسية ويراقب فراشته الحمقاء التي تدور في المكان تهب كل من تقابله ابتسامة جميلة،
تلك الفتاة في خطر أن يدخل إليها ويقوم بخطفها أمام الجميع ويبتعد بها عن كل الناس حتي لا يري ابتسامتها غيره !!
أحمد بغيظ : لااااا دي زودتها أوي... ماشي ياهانم صبرك عليا.
ليلتقط هاتفه ويضغط علي أزرازه بغل ثم يقذفه بعيداً !!
تقف في ذلك المكان الساحر الذي سوف يتحقق حلمها به، الجميع يعمل بهمة ليتمكنوا من الاستعداد في الوقت المتفق عليه، تسمع صوت هاتفها يعلن عن وصول رسالة لتلتقط الهاتف بإبتسامة وتنظر لفحوها " ممكن كفاية توزيع ابتسامات علي الي رايح وإلي جاي أحسن أجي أولعلك في المعرض إلي بسطك أوي ده"
لتنطفئ ابتسامتها وتتحول لغضب وعبوس وتقطيبة.
سندس بغيظ : مجنون ده ولا ايه.... لتنتبه.. يانهار ابيض ده شايفني!!
معني كدة انه قريب من هنا، لتلتفت حولها تبحث عن ذلك الشخص المجنون الذي لا تعرفه.
لتمسك هاتفها وتكتب رسالة لتبعثها إليه.
" أنا أضحك برحتي مالكش فيه... وياريت مادام شايفني يبقي تعالي وكلمني بدل الرسالة "
ليمسك هاتفه ويقرأ رسالتها ليضحك ويكتب لها رسالة أخري رداً عليها.
" يعني هتضحكي ومش هتسمعي الكلام... وعاوزاني أجي أكلمك... مش قلقانة أحسبك علي ضحكك ده لما أشوفك..؟ "
لتقرأ رسالته وتصدم ثم ترد سريعاً...
" خلاص برحتك بلاش تيجي.... أنا أصلا مش عاوزة أضحك تاني "........................
يبحث عنها في غرفتها، لكنها غير موجودة، ليذهب لغرفة كارما ليجد شاهي تجلس خلفها تمشط لها شعرها بحب وهي تبتسم ابتسامة حانية تودع فيها مدي حبها لإبنتها الصغير، ليتذكر الماضي وكيف كانت شاهي لا تهتم بأطفالها ولا تظهر لهم مشاعر الأمومة، لقد كانت معترضة بشدة علي حملها بأطفالها وتطلب اقناعها وقت طويل، وبعد ولادتها أصبحت لا تهتم ولا تشتاق مثل كل أم كأنها خلقت ناقصة بدون غريزة الأمومة.
كانت تعتمد علي دادة صفية في الإهتمام بأطفالها... كيف تحولت هكذا، هل كل هذا خداع لماذا تدعي البرأة وهي بعيدة عنها.
تراه يقف شاراً أمام باب الغرفة لتتأمل وجهه المرهق وعيناه الحزينتان دائماً، لينعسر قلبها حزناً عليه لتخفض رأسها بزعل، ليقاطع أفكارها صوت كارما تجري علي سليم وتناديه بلهجة طفولية محببة : با..با...
ليفيق من شروده علي صوت ابنته.. ليتفاجأ من نطقها.. بابا ليبتسم بسعادة وينحني لمستواها ويعانقها بحب : حبيبة بابا... عاملة ايه انهاردة حبيبتي ؟..
شاهي بإبتسامة : أحسن الحمد لله متقلقش.
سليم بإبتسامة : تمام كويس أوي... كنت عاوز أقولك أن في ناس معزومين عندنا هنا انهاردة.
شاهي بإستغراب : ناس مين؟ ومعزومين ليه؟..
سليم بهدوء : أصدقاء ليا وناس تبع الشغل... ليه بقي علشان المشروع الجديد في شرم هيخلص قريب وفي ناس عاوزة تيجي تأخد فكرة عنه مننا قبل ماتروح هناك.
شاهي بهدوء : هو أنا لازم أكون موجودة يعني... أصل كارما كانت تعبانة و...
ليقاطعها سليم بحزم : كارما دلوقتي كويسة وصفية هتفضل معاها... وطبعاً لازم تكوني موجودة،بقيتي مش بتحبي الحفلات والعزمات!
شاهي بضيق : خلاص ماشي هستعد وانزل علي المعاد.
ليخرج سليم تاركاً شاهي حزينة لا تريد رؤية أحد يكفيها من رأتهم حتي الأن.
تذهب لغرفتها لتستعد بعد أن أوصت دادة صفية علي ابنتها التي تفضل اللعب معها علي حضور تلك العزيمة.
لتلبس فستان أخضر يناسب لون عيناها، لتنظر لوجهها الذي شفا تماماً ورجع لوضعه السابق.
لتخرج من غرفتها لتقابل سليم وهو يغلق باب غرفته لينظر لها بإعجاب، لتحمر خجلاً وتخفض بصرها عنه.. مما يسبب له الحيرة.
سليم بإعجاب : شكلك حلو أوي.
شاهي بخجل : شكراً ليك.. أنت كمان.
سليم بإبتسامة : طيب يلا ننزل سوا.
شاهي :ماشي.
ليمد يده ليمسك يدها وينزلا سوياً.. لترتجف من لمسة يده ليدها ليلاحظ ذلك فينظر لها ويري ارتباكها الملحوظ، ليربت بكفه علي يدها بإطمئن
ليلتفت لهم الجميع ينظرون لهم بإهتمام...
ليمر الوقت وتشعر شاهي بالملل والتعب...
يقف بعيداً لا يراه أحد، ينظر إليها عيناه تتابعها بوله.. ليراها تتأفف وتشعر بملل ليضحك بسخريةويفكر :تلك المرأة جيدة جداً في التمثيل كيف صدقها سليم مختار بسهولة !!
لتنسحب من بين الجميع بهدوء، وتتجه إلي الإسطبل خلف المنزل... ليبتسم بخبث ويذهب خلفها بحذر..
شاهي تقترب من تلك الفرس الأسود تربت علي ظهره وتتحدث معه بصوت منخفض وهي تبتسم،وتقدم له قطع السكر.
لتشعر بحركة خلفها لتلتفت بسرعة لتري من!
شاهي بصدمة :أنت.. ايه إلي جابك هنا؟... أنت أكيد مش معزوم هنا!!
يوسف بإبتسامة خبيثة : شاهي حبيبتي وحشتيني... مفيش حد معانا متقلقيش نتكلم برحتنا.
شاهي بخوف :أنا..آآآ.. مش عاوزة أتكلم معاك.
ليقترب يوسف منها ببطء وعيناه تشتعل بالرغبة.
يوسف :شاهي أنتي وحشاني.. مش معقول تنسيني أنا!!
لتبتعد عنه بزعر : لو سمحت ابعد عني.. أنا معرفكش.
ليقبض علي خصرها بيده بقوة، لترتجف من الخوف وتبكي وهي تحاول الفكاك منه، محاولاتها تجعله أكثر تمسكاً بها... لتقع يدها علي فرشة تنظيف الخيل.. لتمسكها بقوة وتضربه بها علي وجهه.. ليزداد غضبه منها وتتضاعف قوته ويمزق فستانها لتصرخ برعب وترتعد.
يوسف بغضب أسود : مش هسيبك لسليم.. أنتي ليا أنا بس..
ليأتي سليم سريعاً بعد سماعه لصراخها ويقبض علي قميص يوسف ويكيل له الضرب في أنحاء جسده بغل وهو يسبه..
لترتمي علي الأرض قدمها لا تحملانها ولتجهش بالبكاء وتضع يدها علي وجهها.
بعد أن فقد الوعي نتيجة الضرب الذي تعرض له من سليم، ليطلب سليم رجال الأمن ليلقوه بعيداً
ليلتفت ويرأها بتلك الحالة الهستيريا، ليخلع سترته ويضعها علي كتفها العاري، وينحني ويحملها، لتخبئ رأسها في كتفه تستمد منه الأمن وجسدها مازال يرتجف وأطرافها باردة من الرعب، ليمروا علي الضيوف لتعم حالة صمت لينتبه الجميع لحالتهما، لينظروا بفضول.
ليدخل بها علي غرفتها ويضعها علي سريرها ويدثرها جيداً ويلتفت ليخرج من الغرفة..
لتمد يدها تتشبث بيده، ليلتفت ينظر لها بتساؤل... ليري عيناها سابحتان في الدموع ويري زعرها وخوفها، ليقترب منها جالساً جوارها علي الفراش ويأخذها بين يداه يضمها بقوة وتتشبث به تستمد منه الأمان.
لتغط في نوم عميق بين ذراعيه، ليضع رأسها بهدوء علي وسادتها ويقف يلقي عليها نظرة أخيرة ثم يخرج من الغرفة.
............................................
" لا تحبيني...
هذا الهوي ماعاد يغريني!
فلتستريحي ولتريحيني.."
يتبع...
أنت تقرأ
انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة
Mystery / Thrillerالملخص : دوامات تتقاذفها،موجات من الألم تصدمها تكاد تشق صدرها و تقبض قلبها.... لم تعي ما يحدث لها ، كل ما كانت تدركه حينها هو ذلك الألم الساحق الذي يفتك بجسدها، و تلك المرارة الخانقة التى تصاعدت في حلقها ... و شعور قاسي بالفزع و الوحدة، و تكالبت ال...