الخامس عشر

352 8 0
                                    

رواية :انعكاس الماضي
بقلم :سمر خالد
الفصل الخامس عشر :

"محاولتك التفاهم مع امرأة تبكي أشبه شيء بمحاولتك تقليب أوراق الصحيفة أثناء عاصفة. - أنيس منصور "

يدخل سليم  الغرفة علي شاهي ليطمئن عليها فيهي كانت تعاني من ألم شديد برأسها، ليفتح الباب بهدوء حتي لا تستيقظ إن كانت نائمة...
ليتسمر مكانه ويختض قلبه في صدره مما رأه..
فكانت شاهي متكومة علي فراشها تضم جسدها بقوة وتذرف الدموع بغزارة وحولها كل شئ في الغرفة مبعثر ومحطم!!
ليسرع إليها بقلق وتوجس ويجذبها سريعاً لصدره ويضمها ويربت علي ظهرها وينثر قبلات خفيفة علي شعرها بحنان، لترفع رأسها وهي بمكانها تستقر في احضانه وتنظر لعيناه تلك الحفرتين المعتمتين الذي يكمن بهما خلاصها... وتتوه بهم تظل تنظر له برجاء.... بحب، لكن يشوب نظراتها الخوف والقلق، ليفكر سليم  انه لا يحب أن يراها ضعيفة أبداً... فيشعر بضعفها يؤلمه.
تنظر لعيناه وتتحدث داخلها كأنها تخاطبه : ماذا أفعل ياحبيبي كيف أهرب من ماضى الذي يلاحقني؟... كيف أمحيه وألغي كل من حولي؟..
لقد أتعبني عجزي... ضعفت، كلما انسي ماضي وتلك الضغوط التي تقع على عاتقي، كلما وجدت من يوقظني من زيف حياتي ويلقيني علي أرض الواقع... متي الخلاص من هذا الذنب؟.. متي أتذكر كل شئ؟.. لأصلح أخطأئي وحياتي.
يضمها علي صدره ويحتويها بين ذراعيه.. لكنه لا يعرف ماذا حدث أوصلها لذلك الانهيار؟...
ليفكر انه كان دائماً يقف عاجزاً أمام بكاء أي إمرأة.
ليتنهد ويبعدها عن صدره وينظر لوجهها الجميل اصبح ملطخ بدموعها وعيناها الذمردتين أصبحا حمراوتين....يخرج محرم قماشي من جيب بنطاله ويمحي دموعها من وجهها برقة، ليسألها بثبات : في ايه يا زمردتي؟... بتبكي ليه!!
لتتوقف عن البكاء وتنظر له بتساؤل وتقول :مين زمردة يا سليم؟..
ليبتسم لها بحب ويقول : انتِ زمردتي وقمري و... آآآ..
تظل تنظر له بشك وتفكير ليريحها من حيرتها ويقول :  هناديكي زمردتي علشان عيونك شبه الزمرد... نفس اللون ونفس اللمعان الي بيخطف القلوب.
قال جملته الاخيرة تزامناً مع قُبلتيه الرقيقتان علي كل جفن من جفونها!!
لا تعرف لماذا لكن اجتاحها موجة بكاء أخري أشد بعد مافعله سليم وارتمت بين ذراعيه متشبثة به بكل قوتها وهو يتكأ بذقنه علي رأسها ويتنهد بيأس فهي لم تخبره بما يبكيها!!..
ليتنهد وهو يفكر أن النساء يحتاجون منجماً ليعرف مابهن فمحاولة فهمهن لا تجدي.
...........................................
في مكان يبدو عليه الفقر الشديد لكنه ليس بذلك السوء تجلس فتاة في اواخر العقد الثاني يقبض علي هاتفها وتتحدث مع شخص ما علي الهاتف وهت تتلفت حولها بتوجس...
الفتاة : أيوة ياباشا... مش احنا متفقين متتصلش عليا في البيت علشان محدش يسمعني وانا بكلمك؟
الشخص : اخلصي يابت مش شغلي... الراجل ده لسة ربنا مخدهوش؟
الفتاة : يا يحيى باشا اعمله ايه ربنا كاتبله عمر يعيشه لسة!!!..
يحيي ببرود : وانتي لسة بتحطيله الدوا الي اتفقنا عليه يادعاء؟
دعاء بتوجس : أيوة ياباشا والله بحطله الدوا الي يخليه في الغيبوبة وقت اكتر متقلقش أنا مسيطرة علي الوضع في المستشفي.. المهم متنساش الفلوس علشان انت عارف ظروفي ياباشا و.....
ليقاطع كلامها يحيي وهو يقول بملل : فلوسك هتوصلك مبكولش حق حد انا، ثم اغلق الهاتف والقاه علي الأريكا بجواره وهو ينفث دخان سيجارته و يسبح في أفكاره الخبيثة....
في الجهة الاخري نظرت دعاء للهاتف بغل وهي تتمتم بألفاظ تسب يحيي بينما كان يوجد احد يقف خارج غرفتها وسمع مكالمتها مع يحيي!!
...........................................

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن