الفصل الحادي عشر

377 9 0
                                    

رواية :انعكاس الماضي
بقلم :سمر خالد
الفصل الحادي عشر :
في النادي...
يقف أحمد بين الأشجار بالقرب من الباب الرئيسي للنادي يترقب وصول حبيبته لمقابلة ذلك الأحمق من جني علي حاله دون أن يعلم، ليقسم بداخله أن لا يترك أحد يعوق طريقه للوصول لقلب محبوبته... ليعلم من خفقات قلبه المتسارعة بوصول مليكة قلبه، ليتشنج جسده استعداداً للدفاع عن حقه فيها.
أحمد بغيظ : شرفتي ياهانم... وربنا لهوريكي ازاي تفكري في حد غيري.
سندس تركن سيارتها وعلي وجهها ابتسامة انتصار، لتخرج من سيارتها متعجلة تبحث بعيناها عن ذلك المجنون الذي تحبه.. لتجده يختبئ بين الأشجار لتلتفت بوجهها بعيد عنه وتهمس بخبث: جيتلي برجليك.. استني عليا...........
ينظر لها وهي تلتفت حولها تبحث عن ذلك الشخص بالتأكيد.. ليكظم غيظه ويتحكم في اعصابه حتي لا يقتلها ويقتله.
لينتبه لوجود شاب ينظر لهاويبتسم، ثم توجه صوبها يصافحها وهي تبتسم له بخجل!!
ليحمر وجهه وتلمع عيناه بغضب شديد، فأصبح كالوحش يستعد للفتك بذلك الرجل.
ليذهب لهم سريعاً وهو يحاول كبح رغبته الشديدة في القتل.
لتجد أحمد يتجه إليهم وعيناه ترمقها بنظرات نارية أخافتها.. لتتوتر وتبتلع غصة وتشعر بالندم من استفزازها له.. لتتشجع وتدعي البرأة...
سندس بإندهاش مصطنع : ايه ده أحمد ازيك.. سايب المستشفي وبتعمل ايه في النادي؟
ليمد أحمد يده يلتقط ذراعها بتملك ويبتعد بها سريعاً..تحاول أن تقامه وتتحرر من قبضته...
سندس بضيق : لو سمحت ياأحمد ميصحش كدة
أحمد بغضب : وهو يصح إلي هببتيه ده؟
سندس بهدوء : أنا معملتش حاجة غلط.
أحمد بغيظ : لا عملتي..مين إلي كنتي واقفة معاه ده ياهانم؟
لتنفض يده بعيداً وتدلك مكان قبضته بألم
سندس بضيق : ده عمر... أخو واحدة صحبتي، وبعدين انت مالك وايه إلي مضايقك أوي كدة؟
أحمد بحزم : ولا عمر ولا غيره تقفي تكلميه..ومن حقي طبعاً اضايق... مش أخت صحبي.
سندس بصدمة: اخت صحبك!!
لتكمل بحزم : طيب مادام أخت صحبك يبقي تلتزم حدودك وتعرف انه مش من حقك تعمل إلي عملته ده.. وتاني مرة ياصاحب اخويا متدخلش في حياتي.
لتتحرك من أمامه سريعاً وتتركه نادم علي كلامه وعلي تلك الفرصة التي لم يغتنمها.
تخرج من النادي حزينة وتشعر بالضيق من ذلك الجبان.. لماذا لم يصرح لها بحبه؟.. لقد فعلت كل ذلك لكي تستفزه للبوح بمشاعره.
لترحل وهي عازمة ان لا تتكلم معه مرة اخري.
..........................................
في مجموعة شركات يونايتد.....
يجلس سليم علي مكتبه يتأمل الأوراق والمعلومات عن زمردة مصطفي الراوي... لتتسع عيناه بصدمة وتتنقل علي الكلام بسرعة والشكوك والأحداث تنقلب في رأسه ليشعر بالضياع والتشوش كيف يعقل هذا ليضع الأوراق في الظرف ويرجع رأسه للخلف ويغمض عيناه بتعب
ليدق باب مكتبه ويدلف أحمد بعصبية.. لكنه يترك أموره هو وسندس جانباً حالياً وهو يلاحظ حالة صديقه ليقطب ويسأله بإهتمام:سليم حصل ايه؟... في أخبار عن أدم؟..
سليم وهو يعتدل وينظر له بتشوش ويتكلم بهدوء: مش أدم... زمردة....
أحمد يقطب جبينه بحيرة : زمردة... مش فاهم.
سليم وهو يمسح علي وجهه بتعب : زمردة دي بنت أهلها بيدوروا عليها.. لفت نظر خميس شكلها... نسخة من شاهي في كل حاجة كأنهم توأم، فطلبت منه يجمع معلومات عنها.
أحمد بصدمة : ايه الفيلم العربي ده... يعني شاهي طلع ليها توأم؟....
سليم بضيق : لا شاهي ملهاش أخوات ولا زمردة ليها اخوات... الموضوع غير كدة.
أحمد بإستفهام : لا بص وضحلي الموضوع واحدة واحدة وفهمني.
سليم بتفكير : أم زمردة وأم شاهي اختين توأم شبه بعض..أم زمردة اتجوزت عن حب مصطفي الراوي فضل كام سنة مبتخلفش.. وبعد كدة اختها أم شاهي اتجوزت من واحد غني وكبير في السن وبعد كام شهر بقت حامل في شاهي ويصادف ان أختها تطلع حامل معاها في نفس الشهر.
أحمد بإستغراب شديد : كمل كمل حلوة قصة المسلسل ده.
سليم بعصبية : أحمد أنا مش بهزر أنا فيا إلي فيا ومش فايق لهزارك ده.
أحمد بهدوء: خلاص ياعم.. انا كنت عاوز اطلعك من إلي انت فيه شوية.. كمل كمل.
سليم بزفرة تعب : طبيعي لما يحملوا في نفس الشهر.....
يقاطعه أحمد : يولدوا في نفس الشهر.
يومأ سليم ويكمل : الاتنين جابوا بنتين شبه بعض بس هما بعد جوزهم مكنوش قريبين من بعض.  وبعد كام سنة أم شاهي وباباها ماتوا في حادثة وطبعاً البنت مكنش ليها حد غير خالتها بعد ما أهل ابوها رفضوا يربوها... خدتها أم زمردة وربتها مع بنتها، ولما كبروا شاهي سابت البيت وهربت ومعرفوش حاجة عنها.. وعمرها ما كلمتني عن حد من أهلها.
أحمد بصدمة : القصة دي غريبة أوي ياسليم.. لكن احنا مالنا بيها ؟
ليزفر سليم بضيق : أنا شاكك إن إلي بره دي وكانت في الحادثة مش شاهي.. زمردة!!
أحمد بتفكير : ممكن.. وممكن تكون شاهي فعلاً.
سليم بتعب : مش عارف.. بس كل إلي أعرفه ان إلي لقيناها دي متغيرة.. كل حاجة فيها غريبة.. مهما كنت مش طايق شاهي، بس كانت مراتي وعرفها.. دي حاسس انها حد غريب عني...
ليكمل في نفسه :والأغرب إني بتشد ليها بطريقة غريبة.. بحس بيها بخطوتها بريحتها بكل تفاصيلها.
أحمد بتساؤل :وانت هتقولها علي الكلام ده؟
ليصمت سليم قليلاً بتفكير : لا مش لازم حد غيرنا يعرف الموضوع ده.
أحمد بحيرة : ليه.. مش فاهم وجهة نظرك.
سليم : علشان لو طلع شكي غلط ودي شاهي مندخلش في متاهات ملناش فيها... ولو طلعت دي زمردة معني كدة ان شاهي كانت بعتاها لسبب ومكملش.. ولو عرفت اننا شكين وبندور وراها هتفضل مختفية.. لكن لو عملنا مصدقين ممكن تطمن وتبدء تظهر.
أحمد بإعجاب : صح.. عندك حق.. وكمان لازم نعرف معلومات اكتر عن حياة شاهي وزمردة دي.. ممكن أي معلومة تفيدنا.
سليم بموافقة : كل المعلومات إلي عندي بتقول ان زمردة دي بنت مجتهدة معاها ماجيستير في إدارة الأعمال.....
ليتوقف بتفكير وتلمع عيناه بإدراك : شاهي كانت كلية حقوق ومالهاش في شغلنا ولا عمرها فهمت فيه. ثم يكمل بيقين : إلي بره دي زمردة.
أحمد : اشمعنا؟
سليم وعيناه تلمع: انا متأكد.
ليخرج أحمد بعد ان استلم مكالمة من المستشفي يحتاجونه ليترك سليم يتخبط في أفكاره.
سليم بتفكير : حاسس اني مرتاح انها مش شاهي.. زمردة، ليبتسم. لايق الأسم عليها نفس لون عيناها لما بتلمع بتبقي شبه الزمرد.
ليفكر هل تكون زمردة متورطة مع شاهي في خطتها أم تكون بريئة، لكن كيف وصلت لإبنته؟
وكيف وجد معها بطاقةوجواز سفر شاهي!!
أيضاً ذلك الخاتم ملك لشاهي... ومناداة كارما لها بماما.. حل تلك المعظلة في يدها وحدها.
ليقاطع أفكاره دخول شاهي او زمردة.....
شاهي بهدوء : مستر سليم.. حضرتك مستعد تستقبل مكالماتك ولا لسة؟
سليم ينظر لها بتمعن لإرتباكها لخجلها لعيناها الخضرواتين، لتزداد خفقات قلبه ويتوقف الزمان وهو ينظر لعيناها.. وهي تبادله النظرات غير قادرة علي اشاحة نظرها بعيداً.
سليم في أفكاره : ياريتك ظهرتي من زمان قبل ما تظهر شاهي، ياريت الماضي كله يتمحي ويفضل أنا وانتي بس.
مش عارف ليه بحس انك قريبة أوي مني..
شاهي في أفكارها : نظرتك دي ليا بتخليني طايرة مش لامسة الأرض.. بحس انك مخلوق ليا ياريت اقدر أمحي حياتي قبل الحادثة بأخطائها وكل إلي فيها وممكن يبعدني عنك.
ليدق هاتف سليم وينقطع اتصال عيونهم، ليشيح سليم بنظره بعيداً ويجلي حنجرته ثم يلتقط الهاتف ويرد....
تتسمر علي الأرض وهي في عالم أخر بسبب نظرات سليم..... هل يكون حب الذي رأته في عيناه؟.....لتنفض تلك الفكرة.. لا مستحيل أن يبادلها الشعور..تعقلي يافتاة سليم لن يبادلك غير البغض والكراهية، ومعه كل الحق.
ليغلق سليم الهاتف بضيق.. لتفيق من شرودها
سليم بحنق : عندي غداء عمل ولازم تيجي معايا
شاهي بتقطيبة : غداء عمل مع مين؟
سليم وهو يرتدي معطفه يستعد للخروج : الناس بتاعت شرم لما عرفوا بتعب عمي وظرفنا فنزلوا يكملوا الإتفاق هنا.
شاهي تومأ برأسها ويخرجا معاً متجهين لمطعم شهير اتفق سليم معهم عليه.
ليأثر سليم الصمت غير راغب في الحديث، يسبح بأفكاره بعيداً.
ليصلا للمكان المنشود ويدلفا للمطعم ويستقبلهم العملاء ويجلسوا يتناقشون في العمل وفجأة..............
فوزي (أحد العملاء)بإبتسامة : ايه ده انت إلي جابك هنا؟
شخص : باشا.. والله لك وحشة.. أخبارك ايه؟
فوزي بضحك : تمام ياسيدي مش ناقصني غير رؤياك..  ليلتفت لسليم اه نسيت أعرفكم ببعض.
ليشير علي سليم : سليم مختار أبو العزم.. طبعاً غني عن التعريف.
ليضحكوا ويشير علي الشخص الأخر : يحيي الشرقاوي.. عقلية فذة وداخل السوق معانا بتقله... ليضحكوا كلهم.
يحيي بمرح : لا وانا أجي فيكم ايه بس دانا علي أول الطريق لسة.
سليم بإبتسامة : أهلاً بيك.. اتشرفت بمعرفتك، ثم أشار علي شاهي يعرفه بها بعد أن لاحظ نظراته المتفحصة لها :مدام شاهيناز مراتي والمساعدة الشخصية بتاعتي.
ليرفع يحيي حاجبه بإندهاش وسخرية :أهلاً بيكي يامدام شاهيناز.. اتشرفت بيكي.
ليضغط علي يدها وهو يصافحها وينظر لها بغموض.. لتسحب يدها سريعاً، تشعر بالخوف من نظراته وقلبها يرتعد من لمسته.
لتتجنب النظر له وتتعمد ان تشغل نفسها بعيداً عنه لتنتبه عليه وهو يدعوها هي و سليم لحفل في منزله... وتصدم من موافقة سليم.
لتشعر بالضيق.. ثم يرحل علي وعد بمقابلة أخري لتتنفس شاهي الصعداء بعد رحيله.

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن