الفصل السادس

419 13 0
                                    

الفصل السادس :
تجلس في قاعة المحكمة بإنتظار النطق بالحكم في قضيتها، تنظر للجهة الاخري من القاعة لتجده يجلس بهدوء وينظر لها بشماتة وابتسامة مستفزة تشق ثغره، لتحول نظراتها بعيد عنه لا تريد رؤيته مرة أخري وتتمني الخلاص منه..
لتفيق من شرودها علي صوت الحاجب ينادي علي قضيتها لتتجمد وتحبس أنفاسها بترقب.
( حكمت المحكمة بقبول دعوي طلاق المدعوة سندس مختار أبو العزم، من المدعو يوسف كمال الراوي، بعد تنازلها عن المؤخر المتفق عليه)
لتتنفس الصعداء بعد حصولها علي حريتها.
لتنظر ليوسف الجالس في الجهة الأخرى من القاعة لتجده ينظر لها بسخرية ونظرات عيناه تشي بغضبه الشديد.
تخرج من المحكمة وابتسامة جميلة تزين وجهها الملائكي وعيونها البنية تلمع بسعادة لم تشعر بها منذ زواجها التعيس الذي انتهي أخيراً.
لتسمع صوت هاتفها يعلن وصول رسالة لتفتحها وتتسمر مكانها : مبروك عليكي حريتك.... إلي قريب أوي هتنتهي، ومبروك عليا رجوع ضحكتك إلي بتنور وشك، زوجك المستقبلي.
سندس بتقطيبة وحيرة : ده نفس الرقم... ده مجنون بيقول زوجك، وعرف منين كل ده عني؟
لتزفر بضيق : شكله واحد بيستظرف، وأنا مش هشغل بالي بيه المهم أن انا بقيت حرة.
لترحل وهي تشعر كأن حمل ثقيل اختفي اخيراً
...........................................
يجلس في غرفة مكتبه في المستشفي التي يعمل بها.
شارداً في من امتلكت قلبه منذ كانت طفلة صغيرة تلهو بدميتها.
ليتنهد بإبتسامةو يفكر : صبرت كتير وانا بحبك وساكت... ضيعتي مني وانا برده ساكت...
لكن أوعدك مش هسكت تاني.
أوعدك هتبقي ليا وهعوضك عن كل إلي شوفتيه
أوعدك هتحبيني زي ما بحبك،مش هتروحي من ايدي تاني أنا في حبك مجنون.
ليتوعد لتلك الحبيبة بإقتحام أسوار قلبها والإستيلاء علي مشاعرها.
..........................................

"لو أن حبك كان في القلب عادياً.. لمللته من كثرة التكرار... لكن أجمل ما رأيت بحبنا هذا الجنون، وكثرة الأخطار... حيناً يغرد في وداعة طفلة... حيناً نراه كمارداً جبار.. "
...........................................
في سيارة سليم توقف أمام أحدي المحل التجارية، يزفر بضيق من تلك المرأة التي تري انها من حقها مخالفة قراراته!!
سليم بضيق : يعني ايه مش عاوزة تنزلي تشتري لبس جديد ليكي؟..
شاهي تنظر أمامها بعند وهي تكتف يداها أمام صدرها : أنا مش حبة أشتري حاجة في لبس كتير جداً في البيت، يبقي لازمته ايه اجيب جديد، ثم ان انا مش معايا فلوس اشتري بيهم واستحالة اخليك تدفعلي.
سليم بصدمة : تدفعي ايه... ومن أمتي شراء اللبس بيضايقك كدة ؟... ليكمل بسخرية : لا وكمان عاوزة توفري متشتريش جديد... لا برافو عليكي، قدرتي تمثلي شخصيتك الجديدة.. شخصية جديدة عكس القديمة في كل شئ دانا قربت أصدقك ياشيخة.
لتشعر بالضيق والغيظ معاً وترد بهدوء : ممكن تروحني لو سمحت...لتكمل بصوت عالي
مش أنا ممثلة وكدابة!!!
وخطفت ولادي ودمرت حياة كل إلي حوليا هه مش أنا وحشة أوي كدة؟... بتعاملني كويس ليه؟... عاوز تشتريلي لبس جديد ليه؟..
لو سمحت... أنا محتاجة أروح عاوزة أقعد
لوحدي شوية.
لينظر لها دون أن يرد علي ثورتها تلك لبعض الوقت، ثم يقود سيارته عائداً للمنزل.
سليم بتفكير : مش عارف هي عاوزة ايه، لو بتمثل هتستفيد ايه من إلي بتعمله؟...
حاسس ان في حلقة مفقودة في الموضوع وحاسس بتشتت مش قادر أفهم أخر إلي بتعمله ده ايه؟...
ليعودوا للمنزل بعد رحلة عودة صامتة.. ليجدوا سندس في الحديقة تلعب مع كارما، وتجري خلفها كأنها طفلة هي الأخرى وصوت ضحكاتهم مرتفع.
ليبتسم سليم بحب شديد لهاتان الطفلتان، لقد اشتاق لضحكات سندس من بعد خروجها من تلك العلاقة الفاشلة كانت تنزوي لا تريد الإختلاط بأحد اخر لكنها اليوم مختلفة !!!
سليم بإبتسامة حب : حبايبي.. عاملين ايه؟
سندس بإبتسامة : كويسين الحمد لله ياحبيبي، بنتك قطعت نفسي جري..
سليم بتسلية : بنتي تعمل إلي يريحها هه... بس تعالي هنا قوليلي ايه سر المود الرايق ده ؟
سندس بضحك وهي تعبث بخصلات شعر كارما السوداء : ربنا يخليهالك ياحبيبي... وبالنسبة للمود.. فبسبب ان انهاردة صدر حكم في دعوة الطلاق إلي رفعتها... والحكم في صلحي الحمد لله.. لتتنهد وتنظر للسماء بإبتسامة صافية : حاسة نفسي حرة، عارف لم تحس.. كأن علي صدرك.. حمل تقيل حاجة كدة.. مخليك مش عارف تتنفس !
أهو انا كنت حاسة بكدة طول مانا مراته لحد انهاردة بس الحمل ده انزاح وحاسة اني بتنفس.
ليقترب سليم منها يضمها بحنان وحب : عارف ياحبيبتي... وحاسس بيكي.. بس زعلان منك ازاي متقوليش علي معاد الجالسة؟
سندس بهدوء : ياسليم ياحبيبي انت ربنا يكون في عونك... عليك ضغوط كتير ومشاكل أكتر، وصدقني أنا كنت حبة أحضر لوحدي.. كنت عاوزة احس أن انا اقدر اعتمد علي نفسي، وبعدين خلاص بقي اديني خلصت منه للابد وارتحت، وبفكرك بوعدك ليا هه.

سليم بإبتسامه : حبيبتي إلي تتمنيه بس هيكون عندك.. المهم تفضل الابتسامة الحلوة دي علي وشك علي طول.. والمعرض خلال اسبوعين بالضبط هيكون جهز وتحت أمرك، حضري انتي بس نفسك.
سندس تقفز من الفرحة : بجد ياسليم.. ربنا يخليك ليا.. يادوب ألحق أحضر نفسي عن إذنك.
لتلتفت لتدخل المنزل لتري شاهي تقف قريبة منهم وعلي وجهها ابتسامة، لتتجاهلها وتمر بجوارها دون أن تعيرها اهتمام، متحمسة للمعرض حلمها علي وشك التحقق.
شاهي بإبتسامة حزينة تفكر : ربنا يسعدك ياسندس صحيح أنا مش فكراكي، بس حاسة ان انا حبيتك.. انتي تستحقي السعادة، كان نفسي أحاول أقرب منك بس أنا عارفة انه مستحيل تتقبليني وتنسي، إلي حصلك كان صعب.
لتفيق علي صوت سليم يسألها : هي كارما اتكلمت امتي أنا فاكر انها كانت بتروح دكتور تخاطب قبل ماتخديها من هنا علشان أتأخرت في الكلام !!!
شاهي بعفوية : ايوة العلاج جاب نتيجة واتكلمت من فترة بسيطة !
سليم بحيرة من إجابتها : انتي ازاي عرفتي انها اتكلمت من فترة؟ مش انتي مش فاكرة حاجة؟
شاهي تنتبه لما قالته : مش عارفة... أنا فعلاً مش فاكرة بس.. مش عارفة جاوبتك ازاي، صدقني أنا مش فاهمة عرفت ازاي...!
لينظر لها بشك..، ويقرر شئ ما.
...........................................
يجلس يوسف في منزله مغتاظ ويتوعد لسليم
يوسف بغل وحقد : يعني أنا كل إلي عملته مكسركش.. اعمل ايه تاني علشان اخلص منك يا سليم مختار، هتفضل لحد امتي في طريقي؟
والتانية إلي مش فاهم بتفكر في ايه ؟... وايه التمثلية الجديدة بتاعتها... رجعنا لنقطة الصفر من تاني!!
ليبتسم بسخرية :بس أنا لسة معايا الورقة الرابحة إلي مش هتظهر إلا لما أنا أسمح بكدة.
استعد نهايتك علي إيدي ياابن مختار أبو العزم.
لتلمع عيناه بالشر يتوعد بتدمير حياة سليم.
............................................
عادل يقف في المطار ينتظر تلك الفتاة التي من المفترض ان ترافقه في رحلته كمساعدته.
ليجد فتاة جميلة بإبتسامة خجولة تتجه إليه علي استحياء، يقابلها هو بعبوس وجهه الدائم، يتأملها.. ملابس مناسبة غير مبتذلة ملامح هادئة صافية غير ملوثة بمساحيق التجميل.
تتقدم بإبتسامة وتمد يدها : إزيك يافندم.. أنا أية عبد الرحمن.. هكون مساعدة حضرتك.
لينظر لإبتسامتها ويدها الممدودة بهدوء ويرد : مش وقت مجاملات وتعارف.. حضرتك متأخرة ساعة ونص.. والطيارة نص ساعة وهطير.
لتخفض يدها في حرج وتختفي ابتسامتها وتتكلم بصوت منخفض لكنه يسمعه : ايه قلة الذوق دي.. مداله ايدي ميسلمش عليا!!
وكمان عاوزني أجي قبل الطيارة بساعتين.. ده علي أساس إن أنا إلي هحطلها بنزين.
ليصدم عادل من كلامها ومن جرائتها حائراً يضحك أم يغضب.
عادل بصدمة : أنا قليل الذوق !! ليقطب : بتحطي بنزين للطيارة؟.. هي الطيارة بطير بالبنزين يامتعلمة ؟ بتطير بالكيروسين طبعاً.
لترد عليه بإندفاع : وانا اعرف منين يعني؟.. ايه حصة الميكانيكا إلي وقعت فيها دي!!
عادل بصدمة : ميكانيكا.. انتي معاكي شهادة ولا ضرباها؟.. دي ايه المصيبة إلي اتحدفت عليا دي
ليقاطعهم صوت يعلن وصول طائرتهم.
ليتجه عادل وأية للحاق بها.
...........................................
آسفة ان الفصل قصير شوية إن شاء الله هعوض الاسبوع الجاي، ولو سمحتم ياجماعة أنا بتعب وانا بعمل منشن للكل، اعتقد من حقي تعملي كومنت صغير تديني رأيك... واسفة لو في اخطاء او الفصل مش حلو اوي انا عندي ظروف ومردتش اعتذر.
يتبع...

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن