الفصل التاسع

367 15 0
                                    

الفصل التاسع :
في شرم الشيخ يستقبل خبر حادث شوكت كلاً من عادل وسليم، ليقرروا العودة سريعاً وهما يبتهلان أن ينجي شوكت من ذلك الحادث البشع.
بعد رحلة عودة مشحونة بالتوتر والحزن عاد عادل وسليم وأية، وتوجه كلاً من عادل وسليم للمستشفى مباشرة بعد إصرار عادل علي توصيل أية لمنزلها..
............................................
في المستشفى المتواجد بها شوكت...
يدلف عادل وسليم للطبيب المسئول عن حالة شوكت...
عادل بقلق :لو سمحت أنا عاوز أعرف حالة والدي شوكت أبو العزم.
الطبيب بمهنية : أول ماوصل الحالة كانت خطر جداً.. الحادثة صعبة ومعجزة أنه طلع منها عايش
لينظر عادل وسليم لبعضهما بقلق، ويتابع الطبيب كلامه.
الطبيب: هو تخطي مرحلة الخطر... لكنه دخل في غيبوبة حالياً... ادعوله.
سليم بتقطيبة : طيب هو هيفضل كدة لإمتي؟
لينتبه عادل وسليم في ترقب لإجابة الطبيب.
الطبيب :منقدرش نحدد معاد معين.. ومفيش في ايدينا إلا الدعاء.
يخرجوا من غرفة الطبيب واليأس يملئ قلوبهم.
يتوجه الاثنين لغرفته للإطمئنان عليه، وأمام الغرفة يدور حديث مهم بين عادل وسليم وانضم لهم أحمد أيضاً ليأذرهم...
أحمد بجدية : في ضابط جه هنا قبل ما توصله وكان عاوز يقابل أي حد فيكم!!
سليم بتفكير : متعرفش ليه عاوز يقابل حد فينا؟
عادل : هو مش حادثة يعني الموضوع اتقفل.
أحمد بوجوم : ماهو ده الموضوع... هما عندهم شك أنها مش حادثة ومقصودة.
سليم : مين إلي يفكر يأذيه؟.. عمي ملوش أعداء
عادل : ممكن مفيش أعداء لبابا بس في لينا!!
أحمد بتفكير : أنا كمان بفكر زي عادل.. إلي عمل كدة ممكن يكون بينتقم منكم أنتو.
عادل بغضب : لو أثبت بجد أنها مقصودة هقوم الدنيا لحد ماألاقي إلي عمل كدة... ومش هرحمه
سليم يتمالك غضبه ويحاول التفكير بعقلانية ليتوصل لذلك الشخص.. لتلمع عيناه بقسوة وإصرار وهو يفكر في أمر ما.......
............................................
تجلس في منزلها بعد عودتها من شرم الشيخ اليوم... تفكر في كلام عادل لها وتتذكر جملته التي أربكت مشاعرها وجعلت قلبها يخفق بقوة
لأول مرة لا تستطيع أن تحدد مشاعرها اتجاه أحد
إنها تعرف إن له علاقات متعددة وإنه غير قادر علي الإستقرار، لو ظن أنها سوف تقبل بهذا إذاً فهو واهم..لتتنهد بإحباط وتفكر بصوت مسموع
أية : بس أنا شوفت الغيرة في عنيه.. ممكن يكون حبني !!
لتنحي تلك الفكرة وتستقر علي قرار صدها له، هي لن تكون لعبته الجديدة...
............................................
في المساء....
تقف شاهي في شرفة غرفتها شاردا تحيط نفسها بذراعيها... كأنها تحاول بث الأمان والدفئ بعد أن افتقدتهم في غياب سليم..
تقف مصدومة وحائرة... لقد اكتشفت أنها تحب سليم، برغم كرهه وبغضه لها لكنها لا تشعر بالأمن إلا بجانبه..
يذهب لمنزله بعد يوم طويل مرهق في المستشفي، لقد أصر عادل علي البقاء مع عمه ورجوعه هو لمتابعة العمل، يمر بجانب غرفتها
ليفكر بإلقاء نظرة عليها قبل دخوله غرفته.
ليفتح باب غرفتها بهدوء ظناً منه أنها نائمة..
ليفاجأ بها مستيقظة تنظر من شرفتها وضوء القمر يسقط علي وجهها وشعرها ليشكل لوحة فنية ملائكية تجعل قلبه يرتجف ويظل ينظر لها مأخوذ بجمالها....
يقترب منها بهدوء بدون وعي منه ليقف خلفها ويستنشق رائحتها المسكرة لتقضي علي أخر ذرة تعقل يملكها،ليمد يده يحيطها من الخلف، ليكون ظهرها متكأ علي صدره ويداه تلتفان حول خصرها!!
تشعر بوجوده وأنفاسه غير قادرة علي مواجهته حتي لايري عاصفة المشاعر في عيناها، لتتفاجأ بضمه لها.. لتتوتر وتخجل ثم سرعان ما تستسلم لرغبة قلبها في القرب منه وترجع رأسها للخلف تستند علي كتفه، رائحة عطره تكتنفها وشعور بالأمان يلفها... كم تريد أن يتوقف الزمن عند تلك اللحظة وأن تنهدم تلك الحواجز بينهم.
كان سليم هو أول من أفاق ونفض تلك المشاعر التي تطفل علي قلبه ليفك يده ويتنحنح...
لتهبط هي علي أرض الواقع مجدداً وتبتعد عنه علي مضض.
شاهي : حمد الله على السلامة..جيت بدري.
سليم بهدوء وعيناه تمر علي قسمات وجهها بنهم : أيوة فعلاً.. عمي عمل حدثة وفي المستشفي ورجعنا أنا وعادل أول ماعرفنا.
شاهي بحزن : ربنا معاه.. هو عامل ايه طيب؟
سليم : هو اتعدي الخطر.. بس دخل في غيبوبة
لتصمت قليلاً تفكر هل هو حزين لمقاطعة أجازته مع دينا..؟ لا... يمكن أن تلك الحقيرة تكذب!!
لكنها لم تأتي اليوم للعمل.. أيضاً الجميع يعرف انها برفقة سليم في شرم.
ليظهر علي وجهها التجهم والغضب.
يراقب خلجات وجهها وذلك التجهم المفاجأليفكر في سببه، يقاطع سيل الشتائم التي تلقيها علي دينا في نفسها..
سليم بحيرة : مالك؟... في حاجة حصلت؟
لتنظر له بعصبية وتتكلم : أنا عارفة انك مش طايقني وبتكرهني.. وليك عذرك، بس علي الأقل أحفظلي كرامتي قدام الناس.
سليم بحيرة : في ايه؟... هو حد جه جنب كرامتك لا قدام الناس ولا وراهم حتي؟..
اتكلمي علي طول في ايه هي ألغاز.

شاهي بضيق : دينا قالت للشركة كلها أنك أصريت انها تكون معاك في شرم.. وبرغم إن في سكرتيرة هناك وممكن تساعدك.. بس أنت أصريت علي وجودها بدون سبب.
سليم بهدوء : هي قالت كدة؟.... سمعتيها وهي بتقولهم الكلام ده؟
شاهي بغضب وسخرية : سمعتها وهي بتقولهم وهي كتر خيرها جت قالتلي ووضحتلي قد ايه انت متمسك بيها في الشغل وبرا كمان!
لم يظهر علي سليم أي ردة فعل علي كلامها لا الغضب ولا توتر ولا أي شيء.
ابتعد عنها قليلاً، تناول هاتفه المحمول ووضعه علي أذنه في انتظار الرد........
سليم : ألو.. أيوة يا أستاذ حسن ممكن بكرة أول حاجة تعملها أول ماتوصل الشركة تجهز أوراق فصل الأنسة دينا وبدون توصية مننا..
لتصدم شاهي من قراره السريع.. هل مل منها؟
سليم أغلق هاتفه وطلب رقم أخر...
سليم بأمر : ألو..من بكرة الأنسة دينا مش مسموح ليها تطلع لدور الإدارة علشان اتفصلت.
لينهي حديثه ويغلق الهاتف ويضعه في جيبه..
شاهي بحيرة : أنت عملت كدة ليه؟.. لتضع يدها علي خصرها وتتكلم بغيظ : كل ده علشان قالت أنها كانت معاك..؟
سليم بخبث : وانتي مهتمة ليه؟.. أخدها معايا ولا أفصلها؟... تكوني بتغيري مثلاً!!
شاهي بإرتباك وتلعثم : وأنا ههتم ليه..أنا كل المشكلة عندي.. نظرة الناس ليا وبعدين متوقعتش أنك تفصلها بالسهولة دي.
سليم بلامبالاة : أنا فصلتها لانها تعدت حدودها أكتر من مرة... ودلوقتي كدبت وطلعت إشاعة انها كانت معايا، وهي واخدة أجازة يومين علشان مسافرة لولدتها.
شاهي بفرحة : يعني مكنتش معاك بجد؟
يقترب منها سليم بخبث : لا مكنتش معايا.. بس ايه إلي فرحك كدة لما عرفتي؟
شاهي بإرتباك وخفقات قلبها قررت القفز مجدداً
شاهي : لا عادي... هفرح ليه.. مش فرحانة ولاحاجة.
ليلاحظ ارتباكها وتورد وجهها المفتون به ليقترب منها أكتر مدفوعاً بمشاعر يكتشفها مرة أخري من زمن بعيد: مش مهم ليه.. المهم انك فرحانة وبتغيري.. وده شيء جديد عليا منك.
ليقترب منها ويضع يده الاثنين علي خصرها بتملك يقربها منه أكثر، لتسير رجفة علي طول جسدها وتشعر بالحرارة وبأنفاسها تنقطع..
ليشعر بأنفاسها تضرب وجهه لينظر لعيناها الغائمتان من فوضي المشاعر بهما.
شاهي بخجل : أنا.. آآآ..
ليخنق باقي اعتراضها الضعيف بشفتيه علي شفتاها تكتشفهم.. وتعيث في دقات قلبها الجنون..
لتشعر بالإكتمال، كأنها وجدت ذاتها مشاعر متضاربة تحتل قلبها.
يشعر بدقات قلبها المتسارعة بإرتجافها بين يده
لتتناغم دقات قلوبهم، ليبتعد سليم عنها سريعاً ويخرج من الغرفة قبل أن تفيق من دوامة تلك المشاعر، لتنصدم من موقفه ومن استسلامها
وتشعر بالألم لفكرة انه ندم علي الأقتراب منها.

في غرفة سليم يقف أمام شرفته ونسمات الهواء تلفح وجهه، وتهدء ثوران مشاعره وتسارع أنفاسه ويبدء يفكر بصوت مسموع والأفكار والشكوك تضرب رأسه : مش معقول... مستحيل لو ده صح تبقي كارثة!!
............................................
في اليوم التالي في غرفة سندس...
بعد أكتشافها شخصية ذلك المجهول وانه أحمد
تشعر بالحيرة هل هي غاضبة منه أم سعيدة هل كانت تتمناه شخص أخر ؟... لا...
لقد شعرت بالإرتياح والأمان من فكرة أنها كانت تتحدث مع أحمد وليس شخص أخر.
لتتحول نظراتها للخبث وتفكر في : أنا هطلع كل إلي عملته ده عليك.. اتأكد الأول من مشاعرك وحبك ليا وبعد كدة نبقي نشوف، بتتذاكي عليا وفاكر لعبتك هتكمل زي ماخططلها... دلوقتي لعبتك اتعكست وأنا إلي هكمل اللعبة بس بطريقتي...
لتلمع عيناها بإستمتاع وهي تفكر إنها لاطالما عشقت أحمد.. ويوسف كان مسكن لجرح قلبها
لقد تعلمت أن تسعي لما تريد وستسعي لحبه.
............................................
في مجموعة شركات يونايتد...
يعلن سليم حالة طوارئ بسبب عدم وجود عمه ولا عادل، فبالتالي هو وحده المسئول عن الشركة..
وبعد طرده لدينا أصبح في موقف لا يحسد عليه
يحتاج لمساعدة شخصية سريعاً.
كل الموظفون في حالة توتر من مزاج سليم الناري.. لتفكر شاهي في شئ وتذهب لتنفيذه
في غرفة سليم كان يلقي بالملفات بعصبية.. ليسمع صوت دقات خفيفة علي الباب وتدخل شاهي وتراه في تلك الحالة فتندم علي تسرعها
سليم بتقطيبة : في حاجة ياشاهي أنا مشغول.
شاهي بتلعثم : أنا آآآ.. يعني.. كنت بفكر في.
سليم بضيق : أنا مشغول جداً اتكلمي علي طول.
لتجلي حنجرتها وتتكلم بسرعة: كنت جاية أساعدك في الشغل.. أكيد محتاج حد معاك مكان دينا.
ينظر لها سليم بشك ويفكر : وانتي تعرفي تعملي إلي دينا كانت بتعمله.. الموضوع مش سهل.. وأنا معنديش وقت أعلم.
شاهي بتقطيبة : مش عارفة.. مش ممكن أجرب ولو مفدتكش بحاجة هرجع.
ليحك سليم ذقنه بتفكير ثم يرد بتردد: ماشي.. هجربك دلوقت، أمسكي الدفتر ده والقلم وهمليكي ردود علي إيميلات وانتي تكتبيهم ورايا بس بسرعة.
لتومأبرأسها وتنفذ ما قاله،ويبدء في إملائها ببطئ ثم يسرع أكثر وهي تستقبل منه كل شيء ولا يبدو عليها التوتر من سرعته ليسرع أكثر ويري يدها تتحركان بخفة وخبرة علي الورقة.

ليقطب بإندهاش..كل يوم يتفاجأ بشخصيتها أكثر شاهي من كانت تستيقظ من نومها بعد الظهر تواظب علي عملها وتفاجئه اليوم بسرعة اختزالها... هل يوجد شئ أخر بها يفاجئه؟
لتنتهي من اختزال الردود في نفس وقت توقفه عن إملائها.
سليم بإندهاش : ممكن أشوف... ويمد يده يلتقط ذلك الدفتر ينظر له بصدمة.. كتبت كل شئ بنظام وبخط مرتب!!
لتخرج علي مكتب دينا القديم وتبدء بتنفيذ ما يأمرها به... وتقوم بكل شئ بحرافية ومهنية.
لينتهي ذلك اليوم بكل ضغوطه وتتجدد وتقوي شكوك سليم في شاهي.
...........................................
"مابين حب وحب.. أحبك أنتِ..
ومابين واحدة ودعتني.. وواحدة سوف تأتي
أفتش عنكي هنا وهناك، كأن الزمان الوحيد زمانك
كأن جميع الوعود تصب في عينيكي أنتِ...
فكيف أفسر هذا الشعور الذي يعتريني
صباح مساء.. "

يتبع....

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن