رواية :انعكاس الماضي
بقلم :سمر خالد
الفصل الثاني عشر :
في اليوم التالي.......
تجلس شاهي متجهمة الوجه، تذم شفتاهاوتكتف ذراعيها وتنظر أمامها بحنق،يدخل سليم غرفتها ليخبرها امراً ليري ملامح وجهها.. ليبتسم في حب... هل تعلم كم تبدو بريئة وجذابة جداً هكذا
ليتمعن النظر في وجهها كأنه يتشرب ملامحها المحببة إليه يريد أن يحتفظ بصورتها في ذهنه.
جالسة علي فراشها تشعر بالضيق من سليم لقبوله دعوة ذلك السمج يحيي.. لا تعرف لماذا لكنه أثار في نفسها الرعب، لا تريد رؤيته مرة اخري لكنها مجبرة علي الذهاب لتلك الحفلة في منزله اليوم، تلتقط انفها عطر زوجها الذي تعشقه.. لتعلم بوجوده،لتعلو خفقات قلبها ترحب به وتلتفت تنظر لوجهه وملامحه الرجولية الوسيمة وشعره الأسود الكثيف التي تحلم أن تمرر أصابعها خلاله... لتنهر نفسها علي افكارها وتسحب نفس عميق ثم تزفره حتي تهدأ.
ليفض سليم افكاره ويتكلم بإبتسامة : مالك.. في حاجة ضايقتك؟....
شاهي بتقطيبة ومازالت تذم شفتاها: مفيش.. مضايقة شوية بس.
سليم يقترب منها ويجلي جوارها ويلتقط كف يدها يربت عليه بحنان يجعل قلبها يفقد احدي دقاته وتشعر برغبة شديدة في البكاء من حنانه الذي قليلاً ماتشعر به.
ليمسك ذقنها بيده يرفع وجهها له ويتأمل عيناها التي يعشقها.. لكنه يري دموعها التي تهدد بالهطول، لينعصر قلبه.. لا يتحمل دموعها ولا حزنها ليقترب من وجهها ويقبل جفناها الاثنين بحنو... لتشهق ببكاء حاد وترتمي في أحضانه.
سليم وهو يربت علي ظهرها : بس... في ايه طيب انا زعلتك في حاجة؟...طيب بطلي عياط مبحبش أشوف دموعك.
لتبتعد عنه وتمسح دموعها بظهر كفها بعفوية وترد بصوت مخنوق : خلاص.. مفيش حاجة.. أنا كنت مخنوقة شوية بس.
لتكمل بأمل : هو أنا ينفع مروحش معاك انهاردة الحفلة؟....
ليرد سليم بهدوء: لو مش عاوزة تروحي.. أنا هفضل معاكي مش هروح.
لتفكر انه لا يثق ان تبقي في المنزل وحدها في غيابه... وتشعر بالألم والحزن.
ويفكر هو انه لا يريد تركها وحيدة في تلك الحالة ولا يريد ان تبتعد عنه أبداً.
لترد بجمود : لا خلاص هاجي معاك.
سليم بحيرة : لو تعبانة بلاش نروح.. واعتذر منه عادي.
شاهي بتأكيد: لا خلاص.. انا كنت مخنوقة ولما عيط ارتحت.... انت عارف ان انا نفسي افتكر كل حاجة وزعلانة من نفسي اوي.
لينقبض قلب سليم ويفكر انها عندما تتذكر كل شيء يمكن ان تتركه وترحل.......
ليجذبها لأحضانه مرة اخري يخشي فراقها، يشعر بالضياع بعيداً عنها.. تتشبث فيه بقوة كأنها تعلم مايفكر فيه ويخشاه.. لتعلو خفقات قلوبهم تصم أذانهم وتتناغم خفقاتهم معاً بسمفونية عشق،يعيقها الماضي بكل اسراره وغموضه.
ليفيقا من دوامة مشاعرهما علي طرقات علي باب الغرفة.........
ليعتدلا ويقف سليم ينظر حاوله كانه تائه ثم يمسح علي وجهه كانه يمحي كل أثر لمشاعره.
لتجلي شاهي حنجرتها بتوتر وتسمح للطارق بالدخول...........
لتدخل الدادة هنية ومعاها كارما ابنتهم تحملها ويظهر علي وجهها أثار للبكاء........
وعندما تري الصغيرة شاهي ترتمي عليها وهي تذم شفتها السفلية بحزن طفولي.
لتلتقطها شاهي في احضانها وتضمها وتربت علي ظهرها بحنان وهي تهمس لها بكلمات التدلل وابتسامة حب تزين محياها.
ليري سليم حبها لابنته ويفكر : دي امها مكنتش بالحنية دي عليها... كانت بترفض تشيلهم ودائماً سيباهم للدادة..زمردتي وحياتي حنيتك وطيبتك تخلي كل الناس تحبك.. ازاي فكرت في يوم من الأيام انك شاهي!!
ليقاطع ضحكاتهم ومداعباتهم صوته العميق...
سليم بحب : مالك ياحبيبة بابا.. زعلانة ليه؟
لتنظر له الصغيرة وتبتسم ثم ترتمي تجاهه تريده ان يحملها.. ليحملها ويبدأ في هزها وتقبيلها
وشاهي تنظر لهم بحب شديد.
ثم تغفو الفتاة الصغيرة علي ذراع والدها بهدوء.
لتأخذها الدادة لتضعها في غرفتها.
ليلتفت لها سليم ويتكلم بهدوء.
سليم : طيب انا ورايا مكالمات هعملها وانتي استعدي علشان الحفلة.. ليرفع يده ينظر لساعة يده ويكمل : قدامك ساعتين حضري نفسك فيهم
ويخرج من الغرفة تاركاً لها تشعر بالخواء والفراغ من دونه وتذهب لتستعد للحفل.
............................................
تقف في المعرض تضع لمساتها الأخيرة وتحضر للإفتتاح... يرحل كل العمال وتبقي هي تضبط اللوحات وترتبها.
لتشعر بحركة في الخارج، تتسمر مكانها في خوف وتدعي ان تكون مخطئة ولا يوجد احد.
انها تستحق هذا الرعب بعد ان عاندت وبقت وحدها بعد رحيل العمال.
لتلتفت في رعب حولها تبحث عن شيء تدافع به عن نفسها.. لتري قطعة خشب غليظة، تلتقطها وترفعها بإستعداد للهجوم.
ليدخل احمد يبحث عنها في معرضها لكنه يتمهل وهو يتأمل المكان وتصاميمه الجميلة، ثم يري غرفة اخري ليذهب بإتجاهها يبحث عن سندس عازم أمره علي ان يحدثها ويخبرها بمكنون قلبه.
تقف خلف باب الغرفة بإستعداد ان تنال من ذلك اللص المتحرش.....
لتري شخص مهندم يدخل من الباب يلتفت لتستعد لتضربه علي رأسه حتي تتوقف قبل ان تصيب رأسه وهي تري وجهه.
أنت تقرأ
انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة
Misterio / Suspensoالملخص : دوامات تتقاذفها،موجات من الألم تصدمها تكاد تشق صدرها و تقبض قلبها.... لم تعي ما يحدث لها ، كل ما كانت تدركه حينها هو ذلك الألم الساحق الذي يفتك بجسدها، و تلك المرارة الخانقة التى تصاعدت في حلقها ... و شعور قاسي بالفزع و الوحدة، و تكالبت ال...