العشرون

344 8 0
                                    

رواية :انعكاس الماضي
بقلم :سمر خالد
الفصل العشرون:

في منزل عم سعيد الصياد.....
صوت طرقات علي باب المنزل.. تتبعها صوت أم طه وهي تقول: حاضر.. جايا يالي مستعجل.. يعني وقفالك ورا الباب مثلاً!
ذهبت بخطوتها البطيئة التي بالكاد يسمح لها به عمرها، تصل للباب وتفتح بهدوء.. ليطل شاب في أخر عقده الثاني وسيم ويرتدي ملابس أنيقة يبتسم لها بحب ويرتمي فجأة بين ذراعيها يضمها بقوة ويرفعها قليلاً عن الأرض!
أم طه من بين ابتسامتها : ياولد أنت مش هتكبر أبداً... دايماً تخضني كدة!
طهَ بإبتسامة : ياأمي.. بسلم عليكِ وحشتيني.
أم طهَ بجدية مصطنعة : نزلني ياولد أنت، أحسن أبوك يجي يشوفك وأنت شايلني كدة وانت عارفة
طه بمزاج : أه طبعاً هيغير.. عنده حق الصراحة يغير عليكِ  ياقمر انتي.
  يظل  طهَ ووالدته يتحدثان ويتمازحان كعادتهم حتي وصول أخيه مصطفي الذي دائماً مايأتي متأخراً!

بعد فترة جاء مصطفي الذي تأخر كعادته في عمله فهو ضابط شرطة  وأخيه طه طبيب  وهما توأم غير متطابق.. غير متشابهين!
ينحني مصطفي يقبل ظهر كف والدته بحب ثم يرتمي بين ذراعيها يضمها بقوة..
مصطفي بهدوء : وحشتيني ياأمي.. عاملة ايه وأبويا عامل ايه؟.. طمنيني عليكم.. مش محتاجين أي حاجة ياأمي؟.
تهم والدته بالكلام، ليقاطعها صوت زوجها وهو يرد علي مصطفي بمزاج : مش محتاجين غير شوفتك ياحضرة الضابط.
مصطفي بإبتسامة : العفو ياحج... انت اطلب وأنا أجيلك جري.
يبتسم سعيد بفخر من كلمات ابنه، فهو من تعب وربي وعلم والأن يجني ثمار جهده،يربت علي كتف مصطفي بود ثم يجذب بين ذراعيه يضمه.
يتنحنح طهَ ثم يتكلم بحنق مصطنع : مفيش غير مصطفي إلي وصل ولا ايه؟
مانا كنت غايب زيه يا حج!
يبعد سعيد مصطفي ويتوجه لطهَ زي الشاب اللطيف الذي يتمتع بحس الفكاهة، يبتسم سعيد لابنه ثم يضمه أيضاً مرحباً به.

بعد فترة كان الجميع يجلسون يحتسون الشاي ويسرد لهم سعيد ماحدث وكيف وجد تلك الفتاة.
بعد انتهاء سعيد من سرد ما حدث.. صمت يلف الغرفة لبعض الوقت... يقطعه مصطفي : فين البنت دي حج؟
سعيد يشير بسبابته للغرفة التي تقطن بها شاهي!..
يلتفت مصطفي لأخيه طهَ ويقول : طه.. أدخل شوف حالتها ايه بالضبط.
وأنا هتكلم معاها لما تفوق وأعرف منها كل شئ.. يلتفت لوالدته ويسطرد حديثه : بقالها قد ايه نايمة ياأمي؟..
أم طه بشفقة : البنت ياعيني نايمة من أول ماجت ماصحيتش... كانت جاية خلصانة خالص.

يدلف طه للغرفة ليفحص زمردة، ليتفاجأ عند دخوله من تلك الفتاة الجميلة الراقدة علي الفراش!
يلاحظ مصطفي وقوف طه عند باب الغرفة ولم يدلف! يتقدم مصطفي تجاهه وهو مغتاظ من اخيه لوقوفه هكذا، يتحدث مصطفي بضيق وهو ينظر لأخيه بحنق : واقف عندك ليه؟. خش يلا اكشف عليها..يبني أنت مالك؟
يتبع مصطفي نظرات أخيه وهو يقطب جبينه حيرة لتقع عيناه علي تلك الحورية البيضاء التي ترقد علي فراشهم بنعومة وخصلات شعرها تتناثر حولها ليجد نفسه يتمتم بصوت منخفض أودعه كل مايشعر به "فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً.. فالصمت في حرم الجمال.. جمال"
يشعر بتخبط أفكاره وسرعة خفقاته... لينتزع نفسه من بين نزاع أفكاره ومشاعره، ويتدارك الموقف.. ليتنحنح ويتحدث مع أخيه وعيناه لا تزال متعلقة بمحياها الذي سرق قلبه وتعقله!
مصطفي بشرود : يلا ياطه...ادخل اكشف عليها
طه بمزاح : أول مرة أحب شغلي أوي كدة!
يلتفت مصطفي لأخيه ينظر له بغضب غير مبرر.. فهو متأكد أنه يمزح كعادته، لكنه شعر بالضيق من حديثه رغم معرفته بأخيه.
مصطفي يحاول كبح غضبه: احنا جاين نهرج هنا؟.. يلا روح شوف شغلك يبني انت وبلاش حركاتك دي.
طهَ يبتسم بحب لأخيه فهو خير من يعرفه ويعلم أن عصبيته مجرد قناع بيخبي بيه مشاعره.

انعكاس الماضي💜 (سمر خالد) مـكتــملة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن